خبر محللون لـ« فلسطين اليوم »:غزة لم تتغير بعد الحرب..انقسام وركام وعدوان وخطر محدق

الساعة 10:42 ص|22 ديسمبر 2009

محللون لـ"فلسطين اليوم":غزة لم تتغير بعد الحرب..انقسام وركام وعدوان وخطر محدق  

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

22 يوماً مروا على سكان قطاع غزة كانت كفيلة بإحداث سيولاً من الدم وأطناناً من أكوام الأتربة وحطام وبقايا المنازل، وبقلب الأوضاع رأساً على عقب، هي حرب لم تبق ولم تذر، شنتها إسرائيل على القطاع، والآن مر عام على هذه الحرب لها من الذكريات ما هو مؤلم ولكنها أبقت أسئلة مفتوحة بلا إجابات.

 

فبعد مرور عام على هذه الحرب تناثرت الأسئلة حول التغيرات التي يمكن أن تكون قد أحدثتها هذه الحرب على كافة الأصعدة المحلية والدولية والإقليمية، خاصةً فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني.

 

محللون سياسيون رأوا عبر أحاديث منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الحرب الإسرائيلية لم تغير شيئاً على الصعيد الفلسطيني في ظل الانقسام الداخلي الذي لم تعفيه حرب مدمرة شاملة من إنهائه.

 

واعتبر المحللون، أن إسرائيل لم تغير سياستها حيال الشعب الفلسطيني حيث مازالت تمارس انتهاكاتها التعسفية بحق شعبنا، واستمرت في بناء المستوطنات وتهويد القدس وطرد سكانها منها، فضلاً عن التهديدات المتواصلة بحرب جديدة لم تتوقف.

 

تضامن مضاعف

فبدوره، أكد المحلل السياسي طلال عوكل، أن حرب غزة أثرت على صعيد حركة التضامن العالمي مع شعبنا، حيث أخذت تهتم أكثر بمستوى الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين وأصبحت أقوى مع الفلسطينيين وآخرها ما يقال عن عدد من منظمات المجتمع الدولي في أوروبا التي ترى أن المجتمع الدولي ظلم شعب غزة لأنه لم يتمكن حتى الآن من إنهاء الحصار القائم وهذا مؤشر مهم.

 

أما على الصعيد الداخلي، فأوضح عوكل، أن الحصار مازال قائماً والتهديدات مستمرة، وملف إعادة الأعمار مغلق، والانقسام الفلسطيني يحد من الانجاز على المستوى السياسي، مضيفاً أن هناك محاولة قوية من أمريكا لتحريك عملية السلام ولكنها اصطدمت بالسياسة الإسرائيلية.

 

وبين، أنه برغم حرب غزة فإن الفلسطينيين مازالوا يتمسكون بموقفهم من القدس ولا يواجهون بموقف سلبي ضاغط من العالم، كما أن أوروبا الغربية بدأت تتقدم أكثر باتجاه دورها السياسي تجاه فلسطين ولكن بشكل نسبي.

 

كما أكد عوكل، على أن موضوع السلام أصبح قضية استثمار سياسي دولي، واهتمام أكبر من قبل أمريكا، وباتت إسرائيل تعزل أكثر فأكثر خصوصاً، مشيراً إلى تقرير جولدستون الذي أدان إسرائيل.

 

أهداف متباعدة

أما بخصوص المصالحة الفلسطينية، فأوضح عوكل أن الحرب لم توصل الأطراف للاتفاق وذلك بسبب أن البرامج والتطلعات والأهداف متباعدة بين جميع الأطراف، لذا فبقيت حالة الانقسام، وأخذ يتعمق يوماً بعد يوم.

 

من جانبه، قال المحلل السياسي حسن عبدو:"إن ما جرى قبل عام هو ليس حرباً بل هو جريمة ارتكبت بحق مجتمع مدني وسكان عاديين أمام مرأى ومسمع العالم وإلى الآن يحاول الحقوقيون اتخاذ المقتضى القانوني من هذه الدولة المجرمة التي ارتكبت الجريمة".

 

وأضاف عبدو، أن البيوت مازالت مهدمة ومازالت الجرائم باقية على هذه الجريمة كما أن الحصار يمنع استئناف الحياة، ومازال الاحتلال قائم والمقاومة مستمرة، والشعب الفلسطيني لديه خياران لا ثالث لهما إما أن يقاوم، أو أن يستعد للمقاومة.

 

المقاومة انتصرت

وبين، أن هذه الحرب لا تسمى بين دولتين بل هي بين دولة بكامل ما لديها من قوة وجماعات مقاومة، وفي هذه الحرب غير المتماثلة إذا لم يحقق القوى أهدافه يعتبر هزيمة وإذا صمد الضعيف ولم يعط القوى فرصة لتحقيق أهدافه يعتبر نصر لها، وبهذه المقاييس يمكن القول أن المقاومة الفلسطينية انتصرت.

 

وعبر المحلل السياسي عبدو، عن أمله أن يكون هناك استفادة من تجربة الحرب، وأخذ العبر، مشيراً إلى أن هناك تقارير أمنية تتحدث عن أن المقاومة استرجعت قوتها في قطاع غزة، وإن كان من الصعب الحديث عن توازن قوى بين إسرائيل والمقاومة.

أجنة مشوهة

أما المحلل السياسي هاني حبيب، فيرى أن حرب غزة غيرت الكثير في قطاع غزة، ولكن الخطورة في الأمر، تكمن في كثير من التطورات غير المرئية الآن، فعلى السنوات القادمة سيكون هناك تغيرات ذات طبيعة جينية، حيث تركت الحرب آثاراً على مسألة الإنجاب في ولادة أطفال مشوهين غير وفاة الكثير منهم.

 

وأشار إلى آثار الحرب على الاقتصاد الوطني، حيث تضررت الثروات الحيوانية والزراعية في فلسطين بفعل ما حدث خلال الحرب.

 

فرصة ضائعة

أما على الصعيد الفلسطيني، فأكد حبيب، أن هناك مزيداً من التشرذم من حيث أماكن إسكان المواطنين الذين قصفت منازلهم، وتضاعف معاناتهم خاصةً في فصل الشتاء، فضلاً عن استمرار إغلاق المعابر وإحكام الحصار المشدد على قطاع غزة، بالإضافة إلى أعداد الشهداء والجرحى والمعاقين والتي تعد تداعيات ملموسة.

 

وعبر حبيب عن أسفه، أن هذه الحرب لم تجبر أطراف المصالحة الوطنية رغم دمارها الشامل وتداعياتها الكبيرة، ولم تفعل مفاعيلها على الطرفين في التوصل لاتفاق المصالحة، قائلاً:"كان المفترض أن توفر الحرب الإسرائيلية عنصر من عناصر المصالحة للفصائل، ولكن ذلك لم يتم، حيث أن الوضع الفلسطيني غير مرتبط بعناصر".