خبر مبارك في جولة خليجيّة مفاجئة بعد تلقّيه رسالة من نجاد

الساعة 10:25 ص|22 ديسمبر 2009

مبارك في جولة خليجيّة مفاجئة بعد تلقّيه رسالة من نجاد

فلسطين اليوم - وكالات

أدّت القاهرة، أمس، دور العاصمة الدبلوماسية الإقليمية في المنطقة؛ فبالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إليها، واصل رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني محادثاته مع المسؤولين المصريين وسط حديث عن وساطة مصرية بين طهران والعواصم الخليجية، وصفتها مصادر مسؤولية في القاهرة لـ«الأخبار» بأنها «مجرد تمنيات إعلامية». لكن الانهماك بالحوار العربي ـ الإيراني لم يحجب الاهتمام عن الأزمة العراقية ـ الإيرانية على خلفية دخول جنود إيرانيين إلى منطقة «الفكّة» الحدودية مع العراق في الأيام الماضية، قبل انسحابهم جزئياً منها «بفضل الدبلوماسية»، على حدّ تعبير وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الذي رافق المالكي إلى القاهرة.

وبعد اجتماع المالكي وزيباري مع الرئيس حسني مبارك، قال الوزير العراقي إن الجهود الدبلوماسية «نجحت في حلّ النزاع (مع إيران) في الوقت الراهن»، مشيراً إلى ضرورة أن تتولى اللجنة العراقية الإيرانية المشتركة مسألة ترسيم الحدود بين البلدين. ورأى زيباري أنّ الدور المصري في العراق «سيخلق نوعاً من التوازن في البلاد».

بدوره، كشف المالكي عن أنه «اتُّفق مع المسؤولين الإيرانيين على ضرورة ترسيم الحدود على نحو عملي من لجنة فنية مشتركة، وخصوصاً أن هذا الخلل نجم عن كون أن هذه البئر البترولية غير معروفة»، جازماً في الوقت نفسه، بأنها تقع داخل الأراضى العراقية.

في غضون ذلك، طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، القيادة المصرية، في رسالة حملها لاريجاني إلى مبارك، بتأييد الموقف الإيراني في ما يتعلق بأزمة البرنامج النووي الإيراني مع الغرب. ولفت مسؤول مصري، في حديث لـ«الأخبار»، إلى أن علاقات دول الخليج مع إيران «جيدة»، موضحاً أن القاهرة أبلغت طهران رفضها «أي محاولة لابتزاز العواصم الخليجية أو محاولة إجبارها على اتخاذ مواقف تتعارض مع مصالحها الوطنية». واعترف المصدر بأنّ لاريجاني حمل عرضاً جديداً من نجاد لإعادة العلاقات المصرية ـ الإيرانية فوراً، لكن مبارك «اشترط في المقابل قيام طهران بإزالة المعوّقات التي ترى القاهرة أنها لا تزال تحول دون عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي بين الطرفين».

وكان لاريجاني قد اجتمع مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، وشددا على التاريخ الحضاري والإسلامي لكل من مصر وإيران. وطمأن المسؤول الإيراني إلى أن العلاقات بين البلدين «بإمكانها أن تساعد على إرساء الهدوء والأمن في المنطقة على نحو كبير».

في المقابل، نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن سليمان ارتياحه لزيارة لاريجاني، موضحة أنه ذكّر بأنّ «إيران ومصر تملكان قواسم مشتركة كثيرة، وإذا كان هناك خلاف فهو بسيط». وطمأن إلى استعداد بلاده «لأكبر قدر من التعاون في المجالين الاقتصادي والثقافي».

واعترف سليمان بأنّ «لدى بلدينا هدفاً مشتركاً في الشأن الفلسطيني، هو مساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه، رغم أنه يحتمل وجود اختلاف في الأسلوب يمكن تسويته من خلال الحوار». كذلك دعا سليمان إلى التعاون بين البلدين في مجال تبادل الزيارات بين التجار والعلماء والمفكرين الدينيين والجامعيين، مؤكداً أن مصر مستعدة لتقديم جميع أنواع التسهيلات في هذا المجال.

إلى ذلك، بدأ مبارك جولة خليجية من الإمارات، التي سينتقل منها إلى السعودية والكويت. ورُبطت جولة مبارك المفاجئة بلقائه مع لاريجاني، فيما بدا أنه بمثابة محاولة للتعامل مع الملفات الإقليمية الأكثر حساسية.