خبر كفى للتردد -هآرتس

الساعة 10:21 ص|22 ديسمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

مداولات "منتدى السباعية" أمس وأول أمس حول صفقة شليت تدل على شدة المعضلة التي تعيشها القيادة السياسية في اسرائيل. فكلما تقلصت الفجوات بين مواقف حماس واسرائيل، تتضح الترددات بقوة أكبر. الانذار الذي وجهه الوسيط الالماني أوضح لحكومة اسرائيل بان ساعة الحسم لم يعد بوسعها ان تنتظر.

التعادل الذي يلوح بين وزراء السباعية ينقل مصير الجندي الاسير جلعاد شليت الى الحسم الحصري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وسيتعين عليه أن يقف أمام ذات القسم من الجمهور الذي سيعارض قراره ليشرح لماذا. في حالة اقراره الصفقة – حيال المعارضين لتحرير المسؤولين عن عمليات ارهابية شديدة مقابل شليت. وفي حالة رد اقتراح الوسيط – حيال عائلة شليت والمؤيدين لقبول مطالب حماس.

ولكن هذا البحث يصل بتأخير مثير للحفيظة من ثلاث سنوات حماس. فمطالب حماس ليست جديدة، والمفاوضات الطويلة والمضنية اوضحت بان للتنازلات من الجانبين توجد حدود. الاخفاقات في المفاوضات في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت والتسويف في عهد نتنياهو اثقلت على اعتبارات القرار عبئا زائدا من المكانة، السياسة الحزبية والضغوط الشخصية. وهذه نقلت بؤرة الحسم من مكانها المناسب – تحقيق التزام الدولة تجاه جنودها – الى التزلف للشعب.

حكومة اسرائيل لا يمكنها أن ترفع العتب بقول فارغ وبموجبه "فعلت كل شيء" كي تحرر شليت من أسره. صحيح أنها فرضت اغلاقا وحشيا على غزة كوسيلة ضغط لتحريره، ولكن الثمن الباهظ دفعه سكان غزة وليس حماس. وانطلقت اسرائيل الى حملة عسكرية كبيرة في غزة لم تقدم في شيء نحو تحرير شليت، وفي نهاية المطاف اضطرت الى العودة الى المفاوضات. لم يضف أي تعليل آخر الى جملة الاعتبارات الامنية والجماهيرية يبرر شد اعصاب الجمهور وعائلة شليت ووضع شليت في خطر على الحياة. امن دولة اسرائيل ليس معلقا بعشرة او عشرين مخربا اضافيين محررين. مكانة اسرائيل لا تقاس فقط بقدرتها على مكافحة الارهاب، واخفاقها لا يقاس بفرحة النصر لدى حماس مع استقبال سجنائها المحررين. جلعاد شليت، الذي كان يمكنه أن يكون محررا قبل وقت طويل، يجب أن يعود الى الديار فورا.