خبر إغلاق فضائية الفلسطينية.. لماذا؟

الساعة 10:53 م|21 ديسمبر 2009

إغلاق فضائية الفلسطينية.. لماذا؟

فلسطين اليوم – الجزيرة نت

عزا مسؤول فلسطيني كبير وقف بث فضائية "الفلسطينية" التجريبي لخلافات بين قيادات حركة التحرير الوطني "فتح" ممن قدموا مشاريع مماثلة، فيما رأى إعلاميان فلسطينيان أن العملية صراعات على السلطة والنفوذ وتصفية حسابات مع قيادات فتح التاريخية وإبعادها عن مسرح الأحداث وصنع القرار.

 

وقال عضو المجلس الثوري السابق المستشار الإعلامي للمجلس الوطني حاليا خالد مسمار للجزيرة نت، إن فترة البث التجريبي لفضائية "الفلسطينية" طالت، وما علمته أن قيادات فتحاوية -لم يحددها- لها أيضا مشاريع فضائيات مماثلة ربما ارتبطت مصلحتهم بإضعاف "الفلسطينية" حتى تأخذ فضائياتهم مكانها.

 

خلافات

وحسب مسمار -الذي عمل من قبل مفوضا سياسيا وعضوا بمجلس الأمن القومي- "فإن الأمر له علاقة بالخلافات بين قيادات فتح التي ظهرت بعد المؤتمر السادس، خاصة أن الأخ نبيل عمرو هو من أركان الإعلام الفلسطيني، ولا أريد الدخول في تفاصيل، فالحركة تعرف وكوادرها يعرفون خلفية هذه الخلافات".

 

ويرى مسمار "أن حركة بحجم فتح لا بد أن تمتلك إعلاما منفصلا لتطرح رأيها حسب برنامجها، ولكن كانت العقبة الأساسية هي التمويل، ولا أستطيع القول إن السلطة هي فتح وفتح هي السلطة". وتساءل قائلا "هناك تنظيمات فلسطينية لها محطاتها التلفزيونية فلماذا لا يكون لفتح إعلامها الخاص"؟

 

وعما أشيع من أن إبعاد نبيل عمرو عن فضائية "الفلسطينية" هو إبعاد لقيادات تاريخية قال مسمار "ربما هذا واقع لأن هناك الكثير من الكوادر الإعلامية لم تستشر أو يؤخذ برأيها لدرجة أن أحد الكوادر الفتحاوية في غزة أخبرني مستنكرا بأن مسؤولين لتنظيمات أخرى طلب منهم إعداد خطة إعلامية فتحاوية اتصلوا بالكادر الفتحاوي ليساعدهم في إعداد الخطة المذكورة".

 

وقال "هناك تخبط في السياسة الإعلامية وكأنه ليس هناك خطة لإعلام فتحاوي جديد".

  

سببان

بدوره قال الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني عريب الرنتاوي للجزيرة نت "إن نبيل عمرو دخل في صدام مع الرئاسة بفعل تداعيات المؤتمر السادس لحركة فتح وقدم استقالته من جميع مناصبه بما فيها الإشراف على فضائية الفلسطينية وأوكلت المهمة ليحيى يخلف وهو من الشخصيات القيادية المحترمة".

 

وأضاف أن "يخلف اعتذر عن المهمة بعد تعيين محمد دحلان مفوضا لشؤون الإعلام، لأنه لا يريد أن يكون تحت إمرة دحلان لأسباب تتعلق بدوره وسمعته والقضايا الأخرى المحيطة به".

 

ويرى الرنتاوي أن ما أسماه إعدام الفضائية "الفلسطينية" له سببان هما خلافات فتح الداخلية والجانب المالي، "إذ يبدو أن الإنفاق على الفضائية والكلفة التشغيلية فاقا التقديرات ودراسات الجدوى، لذلك صدر قرار بتجميد المحطة أو إعدامها".

 

وأعرب عن اعتقاده بأن المسألة "جزء من الصراع داخل فتح على السلطة والنفوذ، فدحلان يريد تعزيز نفوذه الإعلامي والسياسي وترميم صورته بعد الضربة في قطاع غزة".

  

تصفية حسابات

من جهته يرى الإعلامي الفلسطيني والباحث في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية نواف الزرو أن ما جرى هو تصفية حسابات وفك ارتباط بين السلطة وقيادات حركة "فتح" التاريخية، "فالحركة بحاجة لإعادة ترتيب أولوياتها تنظيميا وإعلاميا وماليا وسياسيا فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل".

 

وقال للجزيرة نت إن سحب صلاحيات أو امتياز فضائية "الفلسطينية" من نبيل عمرو، وهو من أبرز قادة فتح خلال العقدين الآخرين، وإحالة آلاف من الكوادر المناضلة إلى التقاعد وإجراءات أخرى في الداخل والخارج، تؤكد سياسة واضحة للسلطة الوطنية قوامها فك الارتباط الكامل مع فتح التاريخية والتوجه نحو ما أطلق عليه بعض المحللين الإسرائيليين اختراع "الفلسطيني الجديد" الذي ليس له علاقة بحركة فتح أو الحركة الوطنية الفلسطينية.

 

مجلس حكماء

وعلى صعيد متصل يجري حاليا استئناس آراء قيادات فلسطينية بشأن تشكيل مجلس حكماء حركي لفتح هدفه توسيع قاعدة التشاور واتخاذ القرار وحشد الطاقات والكفاءات واستيعابها لسد أي ثغرات في بنية الحركة ودعم اللجنة المركزية بتقديم الأفكار والدراسات والنقد والتنبيه للأخطاء.

 

ووفق النظام الداخلي المقترح الذي اطلعت عليه الجزيرة نت فإنه يضم بين 60 و70 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري السابقين وكفاءات علمية ونقابية وثقافية إضافة لخمسة من رواد الحركة المنتخبين وتكون مرجعيته رئيس اللجنة المركزية وأمين سرها.