خبر من الافضل ارض اسرائيل الكاملة -هآرتس

الساعة 09:21 ص|21 ديسمبر 2009

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون:  الى ان نصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على اساس خطوط 67، فان تعابير مثل "الكتل الاستيطانية" و "الاحياء اليهودية" في شرقي القدس ليست سوى جزء من جملة المفاوضات الخالدة التي نديرها نحن مع انفسنا - المصدر).

من الصعب اليوم ايجاد سيارة مستعملة في وضع جيد تحمل ملصقا يقول "خير السلام من ارض اسرائيل الكاملة". اليوم الجميع في صالح "دولتين للشعبين". في هوامش اليمين لا يزال هناك عدد صغير ممن يتمسكون بايمانهم بان لا فرق بين يتسهار وهرتسليا. والنقاشات العاصفة عن "ملك الاباء والاجداد" اخلت مكانها الى اجماع سميك يدور حول "تقسيم البلاد". بدلا من الحديث عن "الخاصرتين الضيقتين" للدولة. يقيمون جدار بمحاذاة مسار الخط الاخضر. وحتى شعار "لا شريك" القديم استبدل "دعوة متكررة" من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للفلسطينيين بالوصول الى طاولة المفاوضات. اذا كان كل شيء جيد بهذا القدر فلماذا هو سيء بهذا القدر؟.

للوهلة الاولى، ينبغي للعام 2009 ان يسجل في التاريخ كاحدى السنوات الاكثر نجاحا لليسار الصهيوني؛ فمن كان يصدق ان حكومة برئاسة نتنياهو ستتبنى موقفه في صالح اقامة دولة فلسطينية وتجمد البناء في المستوطنات. ما يمنع استئناف المفاوضات على التسوية الدائمة ليس وزير الخارجية افيغدور ليبرمان من مستوطنة نوكديم بل محمود عباس من منظمة م.ت.ف. الا تصدقون ان بيبي غير مذنب في ان المسيرة السلمية عالقة؟ اسألوا الوزير يتسحاق هرتسوغ. صحيح ان رئيس الوزراء داس عليه وعلى رفاقه من "العمل" كل الطريق الى ضم المستوطنات المنعزلة الى خريطة مناطق الاولوية. ولكن كل طفل يعرف بان بوغي ما كان ليجلس لحظة واحدة في حكومة غير مستعدة لان تدفع السلام الى الامام.

عندما ايد اليسار الصهيوني الانسحاب من قطاع غزة اعتقد بأنه بذلك يساعد الليكودي اريئيل شارون في ان يدق المسمار الاخير في نعش "وحدة البلاد". وبدلا من ذلك، فان اخلاء 8000 مستوطن من غوش قطيف والمحيط اصبح رافعة مركزية لليمين. فأي "دليل قاطع" اكثر يوجد على ان المشكلة ليست تمسك اسرائيل بالمناطق؟ الدليل، صواريخ القسام على سديروت هي "دليل قاطع" على لسان الناطقين باسم الليكود والكثيرين من محللين، في انه حين تخلي اسرائيل المناطق، حماس تدخل اليها. ولا تنسوا ان تضيفوا "لاسفنا".

        اذا لم تكن تكفي الخطوة احادية الجانب من شارون لاعادة بقايا اليسار القديم الى ارض الواقع، يجند الليكود الى المعركة "فار" اخر. في خطاب القاه الاسبوع الماضي في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي عرض الوزير دان مريدور التنازلات الكبيرة التي وضعها ايهود اولمرت في تشرين الثاني من العام الماضي امام عباس. وعرف مريدور كيف يقتبس من صحيفة استرالية كم في المائة من الضفة الغربية كانت تندرج في خريطة فلسطين لرئيس الوزراء تحت طائلة التحذير. عضو "السباعية" روى عن الحل السخي الذي عرضه صديقه السابق بالنسبة للقدس ولم ينس ان يذكر استعداده بأن يستوعب بضعة آلاف من اللاجئين. كل هذه الوفرة لم تشبع شهية عباس – كما انهى المعتدل بين وزراء الليكود حديثه بنبرة انتصار – انتصار اخر "لليسار الجديد".

        مريدور محق. اولمرت سار مسافة بعيدة نحو الفلسطينيين، ولكن من مثل مريدور، السياسي الذي يعرف عن كثب مواقف م.ت.ف (فقد كان عضوا في وفد اسرائيل الى قمة كامب ديفيد 2000)، يعرف بأن هذه المسافة لا تكفي؛ المنظمة قدمت تنازلها قبل 21 سنة، حين وافقت في اعلان الاستقلال في الجزائر، على قرار مجلس الامن 242. دون ان تتلقى من اسرائيل أي مقابل، اعلن المجلس الوطني الفلسطيني عن دولة في المناطق التي احتلت في حرب الايام الستة – 22 في المائة من فلسطين الانتدابية – نصف الارض التي خصصها مشروع التقسيم للفلسطينيين.

        في نظر العالم بأسره، ناهيك عن العالم العربي، هذا غير قابل للمساومة، ولا حتى حقيقة انه يستدعي تواصلا اقليميا. الى ان نصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على اساس خطوط 67، فان تعابير مثل "الكتل الاستيطانية" و "الاحياء اليهودية" في شرقي القدس ليست سوى جزء من جملة المفاوضات الخالدة التي نديرها نحن مع انفسنا. طالما لم يفهم مريدور ورفاقه في "اليسار الجديد" ذلك، من الافضل ان يبقوا في اليمين القديم وليتحدثوا عن "ارض الاباء والاجداد". فلعل هذا يعيد الى السيارات ملصقات "خير سلام من ارض اسرائيل الكاملة".