خبر اختبار نتنياهو -يديعوت

الساعة 09:11 ص|21 ديسمبر 2009

بقلم: ناحوم برنياع

دولة غير قادرة على عدم فتح أي خيار، لا انقاذ في حملة عسكرية، لا اخضاع حماس بوسائل عسكرية او اقتصادية، ليس امامها في نهاية المطاف مفر غير الخضوع. وذلك لان خيارا واحدا لا يوجد لحكومة اسرائيل – ابقاء جلعاد شليت الى الابد في اسر منظمة ارهابية. ثلاثة سنوات هي اكثر مما يكفي.

في  هذه اللحظة يبدو ان الصيغة الحالية لا تروق لنتنياهو هو يميل  الى ان يرفض في هذه المرحلة القائمة والسعي الى قائمة اخرى. في الجانب الاسرائيلي من هذه القصة المأساوية لا يوجد طيبون وسيئون، اشرار وصدّيقون. كل قرار هو سيء. المعضلة التي وقفت امامها سباعية الوزراء أمس وستعود لتطرح في جلسة اخرى هذا الصباح هي هل الرد بالايجاب على الصيغة المقترحة ام رفضها. قرار سلبي يجب أن يلف بتعابير ايجابية، والا ستتهم الحكومة بتعريض حياة شليت للخطر.

المفتاح هو لدى رئيس الوزراء. ليس لانه نشأ تعادل بين وزراء السباعية بل لان هذا هو دوره. سلسلة من رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع وصفوا الكفاح في سبيل تحرير جنود الجيش الاسرائيلي الاسرى بانها اقسى الايام وأمرها في عهد ولاياتهم. الصعوبة الاولى هي في النظر مباشرة في عيون اقرباء الاسرى. الصعوبة الثانية هي في الوصول الى قرار. الصعوبة الثالثة هي في تسويقه للجمهور. امس، امام الوزراء المجتمعين في مكتب رئيس الوزراء وقفت بضع عشرات من الفتيات والفتيان وطرقوا بانتظام على الحواجز الحديدية التي تحيط بالنطاق. افيفا شليت ذهبت للقاء سارة نتنياهو. "حديث نسوي"، اجمل اللقاء نوعام شليت. اللقاء مع زوجة رئيس الوزراء نشأ انطلاقا من الافتراض بان الحسم في يديه وليس ثمة شخص اقرب الى اذنيه من زوجته. وعندما عادت افيفا من منزل رئيس الوزراء الى البرد المقدسي لم تكن على لسانها بشائر.

الاحساس في الجماعة المحيطة بالابوين كان ان كل شيء قد قيل. كل اللقاءات عقدت. كل المقابلات والتصريحات والردود صدرت. حاولوا بلطف. حاولوا بمنطق. حاولوا برقة الامهات وحاولوا بغضب. جعلوا الجندي الوحيد هذا ذخرا وطنيا، اسما يتردد على كل لسان، من ابناء الروضة وحتى آخر المتقاعدين. الابن وحده غير موجود.

الحركة من اجل تحرير شليت جمعت مجموعات من فئات مختلفة. وتبين أن الاسرائيليين من اعمار مختلفة يعقبون بطريقة مختلفة على الاسئلة. الفتيان يتحدثون عن الخوف، ماذا سيكون اذا ما وقعوا في الاسر في اثناء خدمتهم العسكرية. الشيوخ سيتبنون كل قرار تتخذه الحكومة. ابناء 40 – 60 يؤيدون كل صفقة: فهم يفكرون بابنائهم الذي يخدمون في الجيش. ابناء 25 – 40 غير مستعدين لان يكونوا إمعات لحماس. الاهانة التي تنطوي عليها الصفقة تؤلمهم.

ما أن تكون صفقة، اذا ما كانت، فان كل شيء سينقلب رأسا على عقب: دولة كاملة ستعانق الجندي العائد. وعندها ستأتي الموجة المضادة في ضوء صور القتلة الذين يرفعون شارة النصر من نوافذ الباصات، وبعد ذلك، على مدى السنين عندما يذكر أحدهم في شؤون الارهاب ستأتي الاضافة الواجبة: "المذكور أعلاه تحرر في صفقة شليت".

على رئيس الوزراء أن يحاول أن يتجاهل كل ردود الفعل هذه وان يركز على الامر الاساس: هل اضرار الصفق في المستقبل تفوق الواجب في اعادة الجندي الى الديار. كيف ستؤثر الصفقة على اعمال الارهاب المستقبلية، على الاغراء للعودة الى الاختطاف، على قوة الردع الاسرائيلية. وفي النهاية ما ينبغي أن يحسم ليست مشورة يعطيها أحد ما او تقديرا لخبير أو ضغطا لعائلة باتجاه ما او ضغطا من رئيس المخابرات بالاتجاه المضاد. ما سيحسم هو احساس البطن، الغريزة. لنتنياهو هذا اختبار زعامي اول في الولاية الحالية. وهو يقف حيال كل من زاود عليه في سنوات المعارضة، امام صورته الذاتية، امام الكتب التي كتبها والخطابات التي القاها. انا لا احسده.