خبر 50 حالة تشوه أجنة في مستشفيات غزة نتيجة استخدام إسرائيل أسلحة محرمة خلال حربها

الساعة 06:26 ص|21 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

أكد الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة، أن عدد الأجنة الـمصابة بتشوهات خُلقية نتيجة استخدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة الأسلحة الـمحرمة دولياً مثل الغازات السامة والقنابل الفسفورية وقذائف الدايم وصل إلى نحو 50 حالة تشوه خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، مشيراً إلى أن العدد مرشح للزيادة إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد.

وأوضح حسنين في حديث صحفي: أنه نتيجة استخدام إسرائيل هذه الأسلحة الـمحرمة دولياً تبيّن من خلال الفحص الطبي وجود عشرات الـمصابين بالعقم بعد قتل حيواناتهم الـمنوية، وسرطان الرحم عند النساء اللاتي تعرضن بشكل مباشر لـمثل هذه الأسلحة.

يُذكر أن محللين عسكريين أكدوا عبر شبكة الإنترنت أن قذائف الدايم تنتج عنها انفجارات هائلة وغير اعتيادية ضمن منطقة صغيرة، وتؤدي إلى تأثيرات بيولوجية جسيمة.

وأضاف حسنين: إن النساء اللواتي حملن خلال الحرب أو اللواتي كن يحملن في شهورهن الأولى وتعرضن بشكل مباشر لخطر الإصابة بالغازات الـمنبعثة من هذه الأسلحة تعرضت أجنتهن لتشوهات خلقية داخل أرحامهن، مؤكداً أن وزارة الصحة استقبلت وما زالت تستقبل يومياً العديد من الأجنة الـمشوهة سواء في الدماغ أو الرئتين أو القلب أو الأطراف السفلية والعلوية، رغم إمكانيات الوزارة الضعيفة في التشخيص والعلاج.

ولفت إلى أن فترة الحرب وما بعدها شهدت عشرات من الولادات الـمبكرة والنزيف الـمبكر في الأشهر الأولى.

من جهتها، بيّنت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في ورقة موقف بشأن الخطر الصحي والبيئي الذي يواجه قطاع غزة أصدرتها، أمس، أن عدد حالات الأطفال الـمولودين بتشوهات خلقية خلال الشهور الثلاثة (آب، وأيلول، وتشرين الأول) من العام 2008 في قطاع غزة قبل العدوان بلغت 27 حالة فقط، فيما بلغت في الفترة نفسها من العام الجاري 2009 بعد العدوان 47 حالة؛ ما يعني ارتفاع الحالات إلى نحو الضعف، مضيفة أن 50% من التشوهات تتركز في الجهاز العصبي وحدوث التصاق في الأعضاء.

وأشارت الضمير إلى أن مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا كانت الأكثر تعرضاً لحالات التشوه، وهي الـمناطق التي شهدت أكثر الاعتداءات الإسرائيلية بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي الأسلحة الـمحتوية على مواد سامة ومشعة خلال عدوانه على قطاع غزة، معتبرة أن ذلك ينذر بكارثة بيئية وصحية وإنسانية في القطاع.

وأكدت الـمؤسسة وجود أبعاد وتداعيات بيئية وصحية آنية ومستقبلية خطيرة وراء استخدام الجيش الإسرائيلي هذه الـمواد السامة، حيث إنه بسبب تلك الآثار ما زالت صحة مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع معرضة للتأثر بها في أية لحظة، إضافة إلى تلوث جميع مكونات البيئة الأساسية التي تعاني من تدهور خطير أصلاً، جراء بقاء هذه الـمواد في تربة وهواء القطاع واستنشاق الـمواطنين لها بشكل يومي، واحتمال دخولها أجسامهم في أية لحظة عن طريق السلسلة الغذائية، بعد تناولهم الـمزروعات التي من الـممكن أن تكون قد تلوثت بتلك الـمواد، الأمر الذي ينتهك أهم الحقوق الإنسانية للـمواطنين كالحق في الحياة، والحق في الصحة، وحق العيش في بيئة صحية ونظيفة.

وطالبت وزارتي الصحة في غزة ورام الله بتغليب الـمصلحة العامة والابتعاد عن التجاذبات السياسية، وتأدية واجباتهم تجاه الـمواطنين، وحمايتهم من الـمكرهة الصحية القائمة، والـمباشرة الفورية بما يتوفر للجهتين من إمكانيات حالية بفحص الـمواطنين الذين كانوا في محيط مناطق القصف الإسرائيلي أثناء العدوان، لـمعاينة الظروف الصحية لهم تفادياً لأية عواقب مستقبلية تنذر بالخطر على صحتهم، ودعتهما إلى العمل على إيجاد آلية لعلاج الأطفال الضحايا (الـمشوهين) خارج القطاع، نظراً لعدم توفر العلاج الـمطلوب لهم داخله.