خبر غزة: ارتفاع أسعار بعض السلع تحسباً من توقف عمليات تهريبها عبر الأنفاق

الساعة 06:18 ص|21 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

بالرغم من اطمئنان بعض التجار وأصحاب الأنفاق إلى استمرارية أعمالهم عقب ما أثير، مؤخراً، حول شروع الجانب المصري بإقامة جدار فولاذي في عمق المنطقة الحدودية الفاصلة بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية بهدف وقف تهريب البضائع عبر الأنفاق، فقد سيطرت حالة من القلق على قطاعات واسعة من المستهلكين والمنتجين على حد سواء.

وقال محمود اليازجي القائم بأعمال رئيس الغرفة التجارية لمحافظات غزة، إن الأنباء المتعلقة بإقامة الجدار الفولاذي المذكور "أثارت ضجة غير طبيعية، وحالة من الرعب في أوساط المستهلكين والمنتجين من أصحاب الصناعات المحدودة المعتمدة بشكل أساسي على المواد الخام الواردة عبر الأنفاق".

وأعرب عن قناعته بأن مصر لن تسمح بمحاصرة قطاع غزة، لافتاً إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك تعهد بذلك عندما قال: "لن نسمح بتجويع أهل غزة"، معتبرا أن إغلاق هذا المنفذ غير القانوني الذي يتم التعامل معه قسراً نظراً لإغلاق الاحتلال المعابر أمام دخول المواد الخام لن يتم، انطلاقاً من حرص مصر على تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

وأشار اليازجي إلى أن عدداً كبيراً من أصحاب المصانع والتجار الذين يرفدون المصانع بالمواد الخام المهربة عمدوا مؤخراً إلى تخزين كميات من هذه المواد تحسباً لأي طارئ قد يحول دون وصول هذه المواد خلال الفترة القادمة.

وبالرغم من استبعاده اتخاذ الجانب المصري أية خطوات من شأنها وقف الإمدادات إلى غزة عبر الأنفاق، شدد اليازجي على خطورة توقف تجارة الأنفاق التي باتت تعد غير ممنوعة، وإن كانت تمر من تحت الأرض بشكل غير قانوني أو شرعي.

وأكد أن المخرج الوحيد للإبقاء على الحد الأدنى من دوران عجلة الإنتاج في بعض الصناعات واستمرار رفد أهالي القطاع باحتياجاتهم الاستهلاكية يتلخص في أن يعود الجانب الإسرائيلي مجدداً لفتح المعابر، ودون ذلك فليس أمام أهالي غزة من خيار سوى الاعتماد في تسيير أمورهم الحياتية على الأنفاق.

وأعرب اليازجي عن خشيته من لجوء بعض التجار قريباً إلى رفع أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الخام المتوفرة حالياً لديهم بحجة إغلاق بعض الأنفاق.

من جهته، قلل رئيس جمعية شركات الوقود محمود الشوا من التداعيات المترتبة على الأنباء المتعلقة بإقامة الجدار الفولاذي على قطاع الوقود، مستبعداً إغلاق الأنفاق وتوقف وصول الوقود من السولار والبنزين المصري إلى القطاع.

وأوضح الشوا أن محطات الوقود لا تزال تحتفظ بمخزون ملائم يفي بتلبية احتياجات القطاع لمدة شهر مقبل، وفقاً لمعدل وتيرة الاستهلاك اليومية المعمول بها حالياً، وذلك في حال توقف وصول هذه السلع من مصر، مستبعدا حدوث ذلك.

ونوه الشوا إلى أن عملية تخزين الوقود لا تقتصر على أصحاب المحطات بل على المواطنين أنفسهم، لافتاً إلى أن محطات الوقود شهدت خلال اليومين الماضيين إقبالاً ملحوظاً ولكن لم يصل إلى مرحلة التخوف التام من انقطاع هذه السلعة.

وقال: إنه لا يتوقع على الإطلاق أن تمنع مصر وصول الإمدادات والسلع إلى غزة حتى وإن كان وصول هذه السلع يتم بطريقة غير شرعية بفعل الحصار الإسرائيلي، فمصر لا تحاصر غزة ولن تقبل بحصارها.