خبر بأي ذنب اختطفوا ؟ .. بقلم / رياض خالد الأشقر

الساعة 10:14 ص|20 ديسمبر 2009

بأي ذنب اختطفوا ؟ .. بقلم / رياض خالد الأشقر

مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين

إذا أرادت اى امة أن ترتقي وان تجد لها مكاناً متقدماً بين الأمم فعليها بداية تقدير واحترام تضحيات أبنائها الذين قدموا أرواحهم وأعمارهم في سبيل ارتقاء هذه الأمة وتحريرها من العبودية والاحتلال .

تملكتني الدهشة وبلغت منى الحيرة مبلغها وأنا اقرأ قائمة طويلة تعدت الألف من أسماء المختطفين لدى الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة حين وجدت بان أكثر من 60% من هؤلاء المختطفين هم "أسرى محررون" من سجون الاحتلال ، وقلت في نفسي إن امة لا تقدر أمثال هؤلاء الذين قدموا زهرات شبابهم ولا تحيطهم بالرعاية والاهتمام وتوفر لهم حياة كريمة آمنة لا تستحق الحياة بحرية ، وقليل عليها أن يتحكم الاحتلال في تفاصيل حياتها وان يعد عليها أنفاسها ، ويحدد لها الشوارع والطرق التي تسلكها في سيرها ، ونوع وماهية الخطاب الذي يعبر عن سياستها ، ويحدد نوع وكميه السلاح الذي تملكه ، ولون الطعام الذي تتناوله ،ومتى يسمح لها بالتنقل بين المدن أو خارج حدود الوطن ، فالجزاء من جنس العمل .

قد نتفهم قيام الأجهزة الأمنية بحملات اعتقال مسعورة للشبان الذين يتهمون بمقاومة الاحتلال لان الجنرال دايتون يرغب فى ذلك ، لتامين أرواح وممتلكات الاحتلال ، وقد نتفهم أيضاً حملة اختطافات لقيادات حماس لكسر شوكتها وعدم إتاحة الفرصة لها بلملمة صفوفها وإعادة ترتيب أوراقها ، ولكن ما لا يمكن تفهمه ولا يوجد له ما يبرره هو اختطاف اسري محررين لم يمضى على خروجهم من سجون الاحتلال سوى بضع دقائق أو ساعات أو أيام في أحسن الأحوال ، بعد أن يكونوا قد أمضوا سنوات طويلة عانوا خلالها من ويلات الاحتلال وممارساته القمعية بحق الأسرى .

هؤلاء المحررين غالبيتهم كانوا معتقلين لدى الاحتلال عندما اندلعت الأحداث التي أدت إلى الانقسام ، بل عندما فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي ، فما هو المبرر لاختطافهم، لم يشاركوا في "الانقلاب" ولم ينخرطوا في القوة التنفيذية ، وحتى لم يقاوموا الاحتلال " لأنهم ببساطة معتقلون " فما الذنب الذي اقترفوه لكي يعاد اختطافهم مرة أخرى من قبل عناصر الأجهزة الأمنية التي لا ترقب فيهم إلاَّ ولا ذمة ، وإخضاعهم إلى التحقيق العنيف وممارسة التعذيب بحقهم .

بأى حق تبيح هذه الأجهزة ومن يقف خلفها لنفسها اختطاف أسير محرر قبل أن يرى أسرته وأبنائه الذين انتظروا كل تلك السنوات بفارغ الصبر لتتبدل فرحتهم إلى حزن وغم .

ما الذنب الذي اقترفه المحرر" إياد حبيب" ابن جنين الشهداء ليختطف عن حاجز الظاهرية قبل أن يحتضن أبنائه بعد غياب 20 شهراً في الاعتقال الادارى ، وماذا فعل المحرر "جمال حدايده" من طولكرم ، لكى ينتزع من بين أهله وأحبائه الذين حضروا إلى بيته لتهنئته بسلامه العودة بعد 22 شهراً فى سجون الاحتلال .

وكيف لهؤلاء ان يدعوا الجنسية الفلسطينية وقد فتحوا جروح المحرر "منتصر شديد" من الخليل بعد أن أمضى 15 عاماً فى السجون ،والشيخ "سمير المسالمة" بعد 13 عاماً قضاها صابراً محتسباً لم يركع للسجان ، وما بالهم يسومون الشيخ المحرر" كمال صباح" سوء العذاب الذي أمضى 13 عاماً هي حصيلة اعتقالاته لدى الاحتلال ، هكذا يكون رد الجميل  يا أجهزة عباس ؟

فيما المحرر "حكيم الشلالده" لم يسعفه الوقت لتناول طعام "العزيمة " التي أقيمت بمناسبة إطلاق سراحه من سجون الاحتلال فتلقفته الايدى الآثمة من أتباع دايتون لتطعمه الشبح والضرب والاهانة وسب الذات الإلهية .

وهكذا يكون جزاء مرافقي الشيخ الشهيد "احمد ياسين" فى سجن كفاريونا الأسيرين المحررين "فريد زيادة " و"إبراهيم نواهضه" ان يعانيا المرض والتعذيب في سجون سلطة رام الله .

ماذا سيكتب التاريخ عن هؤلاء الذين فرطوا فيما تبقى من كرامة ووطنية وارتموا في أحضان الشر وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف  .

لكم الله يا أسرانا المحررين وانتم تخرجون من سجون الاحتلال إلى سجون أجهزة عباس وتخرجون منها ليعتقلكم الاحتلال مرة أخرى ، وهكذا ما بين عدو تملك أمركم ، وقريب يتجهمكم .

وكأنى بكم ولسان حالكم يقول "اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، ولكن رحمتك أوسع لنا ، نشكو إليك ضعف قوتنا وهواننا على الناس يا ارحم الراحمين .