خبر أستكون حرب- يديعوت

الساعة 09:50 ص|20 ديسمبر 2009

ثلاثي جوج وماجوج

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

في بداية الثمانينيات، قبل نحو ثلاثين سنة، حاول غير قليل من رؤساء الليكود وآخرين ان يمنعوا، بكل ثمن ديمقراطي، تعيين ارئيل شارون وزيرا للدفاع. وكان واضحا للمعارضين بان تشكيلة بيغن كرئيس للوزراء، شارون كوزير للدفاع ورفائيل ايتان كرئيس للاركان هي صيغة فتاكة لحرب ستندلع بمبادرتهم. وهم لم يخطئوا: بعد نحو سنة اندلعت حرب لبنان الاولى، "سلامة الجليل"، باسمها المغسول، والباقي تاريخ حزين.

تكاد تكون ذات الظاهرة تتكرر اليوم: فهل نتنياهو، باراك واشكنازي (رئيس الاركان) يتحمسون مثل شارون ورفول لان يروا الايرانيين الوقحين بان اسرائيل ليست جبانة؟ الجواب شبه المؤكد هو: نعم. نتنياهو دخل مكتب رئيس الوزراء قبل نحو سنة وهو يلفه جو شبه مسيحاني: هو، تشرتشل، سينقذ البشرية من هتلر الجديد للقرن الـ 21. كل حليبه ودمه، (تقريبا) كل ساعاته كرسها للنووي الايراني والسبل لمنع انتشاره (بكلمات مغسولة عن امكانية أن تلقي ايران قنبلة ذرية على دولة اسرائيل). نظرة على حكومته ستبين عددا كبيرا من الوزراء الذين "سيدفعون" نتنياهو الى عملية عسكرية ضد ايران. بل ان بعضهم تحدثوا علنا عن استعدادهم لرفع اياديهم "مؤيدين".

الرأي يقول بان "الثلاثية" نتنياهو، باراك واشكنازي، العصبة ذات الثقة العالية بالنفس اكثر من المتوسط، بالفعل، ستصدر الامر والطائرات ستنطلق على الدرب. لمسألة هي "الثلاثية" الحالية تشبه "الثلاثية" اياها (بيغن، شارون، رفول) الجواب صحيح حتى اليوم قاطع: لا، لا ولا. نتنياهو يعرف بانك تعرف متى وكيف تبدأ حربا، ولكنك لن تعرف ابدا متى وكيف تنتهي. "النادلان" اللذان يقدمان وصفة الوجبة الايرانية على الطاولة، باراك واشكنازي يكلفان نفسيهما عناء اطلاع من ينبغي له أن يعرف ما الذي تنطوي عليه مثل هذه العملية، اذا كان على الاطلاق ممكنا اخراجها الى حيز التنفيذ.

موشيه فيرد، زميل باحث في معهد بيغن – السادات في جامعة بار ايلان، نشر مؤخرا بحثا عن الحرب ضد ايران، مدتها وآثارها. بحثه يستند كثيرا الى الحرب التي سبق أن كانت – حرب ايران – العراق. ويرسم البحث صورة اسود من السواد، مثيرة للاكتئاب ويمكن القول وان لم يكن هذا مكتوبا فيها يكاد يكون من المتعذر ان يرد الجيش الاسرائيلي على ايران الصاع صاعين دون أن يبقي جيلنا حرب شبه خالدة لابنائنا واحفادنا. ويشير الكاتب الى ثماني سنوات الحرب الايرانية – العراقية، نصف مليون قتيل ومليون جريح "فراتا" بالنسبة للمتزمتين الشيعة.

اليوم ايضا معظم الجمهور في اسرائيل يرون امكانية أن تندلع حرب بين ايران وبيننا كأمر خيالي. هم هناك ونحن هنا، بعيدون عنهم مئات عديدة من الكيلومترات. كيف؟ من؟ ماذا؟ اين؟ فيرد، في بحثه يقصر المسافات: وهو يشير الى ما نعرفه منذ الان جميعنا – الصواريخ الايرانية التي تجتاز مسافات واسعة بدقائق ويذكر لمن سبق أن نسي، بمبعوثي طهران على الارض: حزب الله في لبنان، حماس في غزة والسوريين في سوريا.

وهنا نحن نصل الى الامر الاساس: الى مسألة كيف ستنتهي مثل هذه الحرب بين ايران واسرائيل، اذا ما اندلعت لا سمح الله. في الماضي، في حربي لبنان الاولى والثانية، عانينا من مرض النهاية. في هذه الاثناء، ليس لاحد في اسرائيل جواب معقول على هذه المسألة الحرجة. يوجد فقط تخمينات. وطالما يدور الحديث عن تخمينات فان الرأي يقول ان نتنياهو، باراك واشكنازي لن يرغبوا في تكرار الاخطاء المأساوية لاسلافهم.

اثنان من "الثلاثية"، باراك واشكنازي، عسكريان بوضوح، يقيسان كل شيء بميزان الجيش الاسرائيلي. تجربتهما الهائلة تقول لهما ان يفكرا 77 مرة، ان يزنا، ان يترددا جدا، قبل أن يخرجان الى حرب جوج وماجوج. الثالث، نتنياهو، تعلم على جلدته ماذا حصل حين لا يتم التفكير "حتى النهاية" في اقرار حملة. يكاد يكون في كل ليلة يقفز له على شاشة التلفزيون احمد مشعل، اياه الذي حاول اعدامه في الاردن ويذكره باقوال الحكماء: نهاية الفعل تأتي بالتفكير المسبق.