خبر الاستخبارات الأمريكية تطرح حلاً للصراع في المنطقة يقوم على كونفدرالية بين 3 دول

الساعة 01:43 م|18 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : بيروت

طرح مسؤولون أمريكيون على نخبة مغلقة ومحدودة العدد من الشخصيات السياسية المستقلة في بعض عواصم الشرق الأوسط أسئلة استفهامية ترتبط بالتعليق على حيثيات "ورقة مهمة" تقدمت بها الاستخبارات الأمريكية بهدف الدراسة والتقييم وتحصيل إجابات، وتتضمن- أي الورقة - أفكاراً طازجة تماماً حول حل جذري ونهائي للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على مستوى مشروع إقليمي جديد يطرح لأول مرة بصورة تفصيلية.

وخلال الاطلاع على حيثيات الورقة ومراجعة مضمونها -وهو يتعلق بمشروع جديد لحل الصراع يحمل اسم "كونفدرالية الأراضي المقدسة" ويتحدث عن إقامة علاقة اتحادية كونفدرالية بين ثلاث دول في المنطقة هي المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل والدولة الفلسطينية في حال قيامها.

وشملت هذه الورقة التي عرضها مستشارون يعملون مع الاستخبارات الأمريكية بالتنسيق مع فرع الدراسات التابع لـ"سي.آي.إيه" في محطة الاستخبارات الأمريكية التابعة لسفارة الولايات المتحدة في بيروت على تفاصيل خاصة جداً للمشروع الجديد سمع بها المستطلعون لأول مرة.

وقد وزعت على نطاق ضيق تماماً على شخصيات سياسية مستقلة ومعتدلة من حيث المزاج السياسي وصديقة أو يمكن أن تكون صديقة لعلمية التسوية، وهي شخصيات فلسطينية وأردنية وإسرائيلية وكذلك لبنانية ومصرية في نطاق أضيق.

وكتبت الورقة الأمريكية الجديدة باللغة الانكليزية وقوامها ثلاث صفحات نشرت بطباعة "غير أنيقة" ولم تتضمن الورقة أي أختام رسمية أو "ترويسات" ويتم عرضها بلقاء مباشر بين الشخصية التي يوجه لها السؤال وبين المسؤول الأمريكي الذي تجول فيها وهو كريستوفر هالينج، الذي يعتقد انه من أهم أركان الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة وأحد ابرز المستشارين الأمنيين ومقر عمله الأساسي في العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي كل لقاء طلب من الشخصية التي تسأل قراءة الورقة ثم التعليق عليها لاحقا وتقييم فرص نجاح المشروع الذي تتضمنه وكذلك مخاطر طرح الموضوع برأي المعلقين الذين تم اختيارهم بعناية وضمن مواصفات خاصة جدا وعلى أساس "عينة منتخبة" وليست عشوائية.

وتفصيلات الورقة مباشرة تتضمن التفكير بإقامة مشروع سياسي ـ إقليمي في المنطقة يطلق عليه "كونفدرالية الأراضي المقدسة" وهي عبارة عن اتحاد سياسي كونفدرالي عاصمته مدينة القدس ويضم ثلاث دول هي الأردن وعاصمتها عمان وفلسطين وعاصمتها رام الله وإسرائيل وعاصمتها "تل أبيب" على أن تبقى القدس ممثلة للاتحاد الثلاثي الكونفدرالي وعنوانا يمثل الأديان الثلاثة ومحجاً لسياحة دينية عالمية تدعمها الولايات المتحدة وأوروبا.

واستنسخت هذه الأفكار التي طرحت في وقت قريب جداً أفكاراً سابقة طرحها شمعون بيريس عام 82 لكن مع تعديلات وتطويرات مهمة جداً كما قالت دوائر أمريكية لشخصيات عربية، وهي تشير إلى أن المأزق الأساسي أمام حل الصراع هو مدينة القدس ثم ملف عودة اللاجئين وهو مأزق لا يمكن معالجته إلا في إطار علاقة كونفدرالية من هذا النوع تنهي تماما الصراع في المنطقة من جذوره.

وبين التفاصيل تشكيل أربع هيئات عليا على الأقل تمثل كونفدرالية الأراضي المقدسة وتقام مكاتبها ومقراتها جميعا في مدينة القدس وهي الهيئة العليا لإدامة الكونفدرالية ومراقبة الالتزام ببنودها، والهيئة العليا للتنسيق الاقتصادي، والهيئة الكونفدرالية العليا للأمن الثلاثي أما الهيئة الرابعة فهي مختصة بالتمثيل الدبلوماسي.

وتنص التفاصيل على أن الحدود في الدولة الثلاثية الجديدة ستكون مفتوحة تماما بين الأطراف الثلاثة مع الاحتفاظ بالسيادة الداخلية عند كل طرف على أن يصبح الاقتصاد كليا وثلاثيا وكذلك السياحة والأمن.

وتقترح الورقة الأمريكية أن تتولى الأطر الأمنية والعسكرية المستحدثة في السياق حراسة الحدود الثلاثية على أن تحتفظ كل دولة بقوانينها المحلية ونظامها السياسي وحتى ممثليها الدبلوماسيين إذا أرادت خصوصا في بعض البلدان والأماكن.

كما تقترح أن تتولى القوات الكونفدرالية التي يمكن أن يتم خلطها في بعض المناطق المنتخبة بقوات أممية أو تحمل لافتة القوات الدولية حماية المعابر والحدود البرية والجوية والبحرية مع الضمان الكامل لحرية التنقل بين الدول الثلاث لجميع المواطنين والسكان وفقا لنمط دول الاتحاد الأوروبي.