خبر غزة: أسماك مصرية طازجة تغزو الأسواق عبر الأنفاق

الساعة 11:35 ص|18 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة*

غزت الأسماك المصرية الطازجة المهربة عبر الأنفاق الحدودية أسواق قطاع غزة، وأصبحت تباع كالأسماك المحلية، خاصة أنه يصعب على الزبائن والمواطنين تمييز السمك المهرب عن المحلي لتشابه الأنواع، وكذلك لحداثة صيده.

ولا تختلف الأسماك المهربة عن الأسماك المصطادة محلياً لا بالنوع ولا بالجودة، باستثناء أنواع قليلة جداً هي الأسماك الصغيرة الحجم التي لا تحتمل الحركة الكثيرة.

ولا تتعدى المسافة الزمنية ما بين الصيد والتهريب أكثر من أربع وعشرين ساعة بحسب ما أكد أحد الذين يتاجرون بالسمك المهرب، عازياً ذلك إلى قرب المسافة الحدودية التي لا تتجاوز 50 كيلومتراً ما بين مدينة رفح الفلسطينية ومدينة العريش المصرية المصدر الرئيس لصيد السمك في الجانب المصري.

وأكد الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن التجار الذين يستوردون السمك المهرب يخفون عن الزبائن حقيقة السمك، ليس من باب الغش ولكن لأن الكثير من الزبائن سيستنكفون عن شرائه لأنه مهرب.

غير أن كثيرين من الزبائن يشككون بحقيقة مصدر الأسماك التي تتواجد بوفرة منذ عدة أيام في الأسواق وبعض المفترقات الرئيسة وفي الأحياء الشعبية بمدينة غزة خصوصاً عند تقاطع شارع الجلاء مع شارع عمر بن الخطاب وسط حي الشيخ رضوان، حيث تحول المفترق إلى حسبة لبيع السمك طوال النهار والليل، ويعج بمئات الصناديق من الأسماك المحلية والمهربة.

وتباع الأسماك المهربة بأسعار أقل من أسعار السمك المحلي بنسب ملحوظة، الأمر الذي أثار إقبال المواطنين والمستهلكين واستياء الصيادين الذين اشتكوا من الخسائر التي تلحق بهم نتيجة انخفاض أسعار السمك المهرب.

 

استياء شديد في أوساط الصيادين

وأبدى الصياد عيسى أبو السعيد صاحب مركب كبير لصيد السمك استياءه الشديد من تهريب السمك، مؤكداً أن أسعار سمك الاسكمبلا الشعبي انخفض من 300 شيكل للصندوق الواحد إلى 170 شيكلاً فقط.

وقال إنه كان يبيع الصندوق بـ300 شيكل، لكنه تفاجأ قبل عدة أيام بعشرات الصناديق المستوردة من مصر عبر الأنفاق وتباع بـ170 شيكلاً فقط.

وأضاف بغضب أن هذه الحالة تنسحب على العديد من أصناف الأسماك الأخرى، حيث نجح المهربون بتهريب أنواع مختلفة من الأسماك لاسيما الشعبية ومنها الكنعن والسردين والطرخون والغبس والاسكمبلا والمليطة.

واعترف أبو السعيد بالجودة العالية للسمك المهرب وحداثة صيده، مؤكداً أنه لا يختلف كثيراً عن السمك المحلي نظراً لوحدانية المصدر "البحر المتوسط".

وأشار إلى أنه وغالبية الصيادين كانوا يصطادون هذه الأسماك من الشواطئ المصرية قبل اندلاع الانتفاضة.

وبحسب أحد مهربي الأسماك فإنه لا يوجد وقت محدد لتهريبها، وأن الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بوقت اصطياد الأسماك من الجانب المصري، مشيراً إلى أن عمليات التهريب قد تتم في ساعات الصباح الباكر أو المساء.

وأوضح لـ"الأيام" كيفية التهريب، مؤكداً أنها تتم وفق طرق صحية تضمن عدم تلف الأسماك في الطريق أو خلال سحبها في النفق، وتهرب في صناديق مصنوعة "من الفيبر" وبداخله ثلج للحفاظ على السمك.

ويتسع الصندوق الواحد لنحو 25 كيلوغراماً من الأسماك، ويتم البيع بطريقتين، الأولى من خلال الدلال داخل حسبة السمك المركزية بمدينة غزة، والثانية بالبيع الحر من المهرب إلى التاجر مباشرة.

 

ارتياح في أوساط المستهلكين

 

وأبدى العديد من المواطنين ارتياحهم من تهريب الأسماك، مؤكدين أنه مكنهم من شراء السمك بشكل مريح أكثر من الماضي.

وتمنى المواطن بشير راغب أن تزداد وتيرة تهريب الأسماك حتى يتمكن من شراء السمك عدة مرات خلال الشهر، معتبراً أنه لا يوجد فرق بين السمك المحلي والمهرب.

وأوضح أنه لم يكن يعرف بالسمك المهرب إلا من خلال أحد أقاربه الذي عرف بالأمر عن طريق الصدفة، لكنه لم يجد أي إشكالية في شرائه ما دام يتلاءم مع المواصفات الصحية.

وعبر راغب عن رضاه عن شراء كيلو الكنعن بسبعة عشر شيكلا فقط، مقارنة مع نحو 30 شيكلا قبل توفر السمك المهرب، مؤكداً أنه سيشتري السمك أكثر من مرة إذا ما استمر تهريبه.

وتلقى السوق الجديدة المؤقتة في مفترق طريق الجلاء إقبالا شديدا من قبل المواطنين خصوصاً في ساعات المساء، حيث تنخفض أسعار الأسماك بشكل ملحوظ.

ويؤكد الشاب معتز العالول أنه يتعمد شراء السمك في الليل لانخفاض أسعاره وعدم رغبة التجار في إرجاعه إلى الثلاجات، لافتاً إلى أنه لا يفرق بين السمك المحلي والمصري.

ولم يكترث العالول بوجود أنواع من السمك المصري بين الأسماك المعروضة، مؤكداً أن الأنواع لم تختلف عليه، وبالتالي لا يهمه الأمر ما دامت الأسماك حديثة وغير تالفة.

 

*نقلا عن صحيفة الأيام المحلية