خبر الجهاد الإسلامي : ذكرى الهجرة النبوية تدعونا لنبذ الخلافات والوحدة في مواجهة الأعداء

الساعة 09:06 ص|18 ديسمبر 2009

"وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا"

بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

الجهاد الإسلامي : ذكرى الهجرة النبوية تدعونا لنبذ الخلافات والوحدة في مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وامتنا

يا جماهير شعبنا الصابر المجاهد.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية ...

تطل علينا ذكرى الهجرة لتنسم معها عبير السيرة العطرة الفياضة لرسولنا الكريم _صلوات الله عليه _ وصبره وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله... ومع الإطلالة المباركة لذكرى هجرة الحبيب المصطفى يفتتح المسلمون عاماً هجرياً جديداً في مرحلة تمتلئ بالتحديات الجسام التي تواجه شعبنا وأمتنا على كل المستويات، تلك التحديات التي يستحيل مواجهتها والتصدي لها إلا إذا توحدت الأمة في جبهة واحدة أمام هذه الهجمة الاستكبارية التي تستهدف  أرضنا ومقدساتنا.

يا جماهير شعبنا وأمتنا: عام ينقضي وما زال جرح الأمة في القدس ينزف ومخططات الصهاينة تتسع لبسط كامل سيطرتهم على مسرى رسولكم الكريم وسط تبلد المشاعر وعجز المواقف عربيا وإسلامياً وها هو التهويد وتزييف التاريخ وهدم البيوت إلى جانب سياسات الطرد الجماعي والتطهير تجري علانية وتطلق يد الاستيطان ينهش لحمنا وأرضنا ويعبث المستوطنون خرابا وإفساداً، فيما تتواصل الجهود لحصار المقاومة المشروعة لشعبنا وتجفيف أو ضرب منابعها وملاحقة كوادرها أو الزج بهم في السجون بذرائع مختلفة.

جماهير شعبنا وأمتنا: في ظل هذا العلو والإفساد الصهيوني والاصطفاف المتواطئ إقليميا ودولياً على قوى شعبنا وأمتنا الناهضة تطالعنا ذكرى الهجرة وما تحمله من دروس في الوحدة والتضحية والفداء التي أحوج ما نكون إليها للدفع باتجاه إرساء قيم التضامن والوئام، وبناء جبهة داخلية مؤمنة قادرة على مواجهة مخططات الأعداء بصف موحد وقوي ومتماسك.

إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إذ نهنئ شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد، فإننا نؤكد على ما يلي:

أولا: إن ذكرى الهجرة النبوية تحمل معان ودلالات هامة لجهة حتمية انتصار هذا الدين الخالد، ونصرة الله تعالى لدعوته وعباده مهما بلغت الشدائد والمحن، وهذا ما يمنحنا الثقة ويعزز فينا الأمل بأن المستقبل لديننا ولأمتنا وشعبنا وقضيتنا، وأن هذا الاحتلال الغاشم إلى زوال هو وكل من يتحالف أو يتواطأ معه.

ثانيا: إننا ندعو أبناء أمتنا وشعبنا الفلسطيني بوجه خاص إلى الاستفادة من سيرة النبي الكريم والتخلق بأخلاقه وشمائله العظيمة واستلهام دروس الهجرة وعظاتها بهجر المنكرات والبذل والتحلي بالصدق والأمانة وإعلاء قيم التضامن والمحبة ونبذ كل أشكال الفرقة والتناحر والخصومة والشقاق، والعمل على خفض الجناح لبعضنا البعض، واحترام الحقوق والحفاظ على كرامة الأخوة وقيمتها، والالتفات إلى مواجهة العدوان والاستيطان كأولوية مقدمة على كل الهوامش الأخرى التي ألهت شعبنا وقياداته وقواه.

ثالثا: كما ننتهز هذه المناسبة ونتوجه بالتهنئة إلى أشقائنا العرب والمسلمين وندعوهم إلى إعادة النظر في مجمل علاقاتهم مع القوى الدولية وبخاصة أمريكيا التي أصبح دورها مكشوفا واتضحت أبعاد ومخاطر سياسات إدارتها الحالية، إننا ندعو الدول والحكومات إلى الاستفادة من التجارب الماضية وتغيير سياساتهم وفق مقتضيات المصالح الحقيقية لأمتنا. إننا ندعوهم لعدم استهلاك الوقت في أحاديث السراب عن المفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية.   

رابعا: وفي ذات السياق فإننا نطالب بكسر الحصار الظالم وعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية والصهيونية الهادفة لاستمرار فرض الحصار وعزل قطاع غزة.

خامساً: إن الأمة بكل مكوناتها مطالبة بإعلاء قيم التضامن فيما بينها وعدم السماح للقوى المعادية بالاستفراد بأيٍ من مكونات هذه الأمة، بل إن واجب النصرة فرض على المسلمين وهم يد على من سواهم، وعليه فإن على الأمة أن تنصر جهاد شعب فلسطين وأن تدعم صمود أهلنا في القدس، وواجبها كذلك أن تكون صفاً واحداً في مواجهة أي عدوان تتعرض له بلاد المسلمين.      

 وختاماً: فإننا نجدد عهدنا مع الله أولا ثم مع شعبنا وأمتنا أن نبقى متمسكين بالإسلام وثوابت الأمة وأن نحرص على وحدتها وأن نواصل مشوارنا في الجهاد والمقاومة حتى نحقق أهدافنا ونستعيد أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا او نلقى الله ونحن على ذلك.

التحية لجماهير شعبنا في كل أماكن تواجده، والتحية لعوائل الشهداء ولأسرانا البواسل وجرحانا الأبطال ,,, والتحية لجماهير امتنا على امتداد العالم العربي والإسلامي

وإنه لجهاد: نصرٌ أو استشهاد

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

الجمعة 1 محرم 1431هـ، ‏18/12 2009