خبر كيف نستفيد من الهجرة في تربية الأبناء؟

الساعة 11:21 ص|17 ديسمبر 2009

كيف نستفيد من الهجرة في تربية الأبناء؟

فلسطين اليوم- وكالات

تعد المناسبات فرصة طيبة لغرس القيم وتوضيح المفاهيم وإحداث النقلات التربوية المتعددة، فالنفوس في جو الاحتفال بالمناسبات تكون مهيأة أكثر للتلقي حيث الجو يتسم بالفرح والبهجة والسرور .. تسوده الروح الجماعية التي تدعم التقبل والاقتناع، لذا يجب على الأسرة أن تستثمر المناسبة كفرصة تربوية وأداة ممتازة من أروع أدوات التربية.

 

والهجرة النبوية الشريفة حدث هام ومحطة بارزة من محطات التاريخ، وهي بمثابة احتفالية للتغيير والنهوض والإصلاح على أسس سلمية وراقية وعظيمة، تحتاج من كل أسرة أن تجتمع ( أب – أم – أبناء ) لدراسة أحداث الهجرة وتعلم الدروس المستفادة، ثم الخروج بتوصيات عملية نطبقها جميعاً في واقعنا ويطبقها كل فرد منا في بيته وعمله ومجتمعه، وأن تكون محطة سنوية لدارسة الواقع والعمل على تغييره ووضع أسس لانطلاقة سنوية جديدة من وحي دروس الهجرة النبوية الشريفة.

 

علينا أولا أن نعرض أحداث الهجرة لأبنائنا بأسلوب راق متطور، فنبدأ بالحكاية النظرية المشوقة، ثم نستفيد بالأساليب الحديثة مثل الصوتيات والمرئيات وأفلام الكرتون والرسومات والخرائط والأفلام التسجيلية، وتوفير الأقراص المضغوطة وأشرطة الكاسيت.

 

ثانيا: نشجع الأبناء على القيام ببعض الأنشطة مثل:

1-  عمل بحث عن الهجرة ودراستها من كتب السيرة

2-  عمل رسومات تصويرية لأحداثها

3-  حفظ بعض الأناشيد التي تتحدث عنها

4-  عمل وتعليق مجلات حائط تتعرض لهذا الحدث الديني الهام

5-  دراسة ورسم خريطة الهجرة وخط سيرها

6-  عمل مسرحية عنها

7-  تقديم فقرات في الإذاعة المدرسية

8-  تقديم بحث ولو من ورقة واحدة عن الأشياء التي تريد تغييرها في أنشطتك ونظام حياتك على ضوء دروس الهجرة.

 

ثالثاً: نستخلص الدروس والعبر والقيم والمبادئ التي يجب أن نتعلمها ونطبقها في حياتنا:

 

1- نعلم أبناءنا القيمة العظيمة للأمانة في الإسلام، وكيف استبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا على بن أبى طالب ليرد الأمانات إلى أهلها وهم الكافرون أعداء رسول الله، فنحن نرعى حقوق الناس جميعاً حتى حقوق الأعداء.

 

2- نعلمهم أهمية اختيار الصديق ودور الصحبة الصالحة في نجاح المسلم في حياته وقدرته على نصرة دينه، وتمثل هذا في دور الصاحب العظيم أبي بكر الصديق خلال الهجرة وخلال رحلة العمل للإسلام.

 

3- نرسخ بنفوسهم الشجاعة العظيمة الرائعة المتمثلة في موقف سيدنا عمر بن الخطاب حينما أعلن عن هجرته، وتحديه لرجال الباطل بأجمعهم.

 

4- الفدائية.. صفة أخرى يجب أن نشير لأهمية التحلي بها لدى أبنائنا، والمتمثلة في مبيت سيدنا على مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى خارج البيت أربعون رجلا يتربصونه بالقتل، فالمسلم بطل وفدائي ولا يهاب الموت في سبيل الله.

 

5- ونعلمهم أيضا أن النجاح في الحياة له جناحان : -

 

الأول :- هو الأخذ بالأسباب والتخطيط الجيد والإعداد المدروس

الثاني :- هو التوكل على الله والاعتصام به واستشعار معيته.

 

6- نشرح لهم دور الأطفال والفتيان في نصرة الإسلام من خلال الهجرة عبر التاريخ الإسلامي، والمتمثل في دور ضابط المخابرات عبد الله بن أبى بكر الصديق، والفدائي العظيم على بن أبى طالب، وعامر بن فهيرة المختص بالإخفاء والتمويه بقطيع من الغنم يداري أثر رسول الله

 

7- نسرد لهم بعض المواقف التي توضح حماية الله تعالى لعباده المؤمنين ورعايته لهم في أحلك الظروف والمواقف:

 

أ- خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزله المحاصر بأربعين رجلا لقتله وهو يقرأ القران ويعتصم بالله : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) فلم يخرج ناجيا فقط بل وضع التراب فوق كل الرؤوس الكافرة.

 

ب- نجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمساك الكفار به وهو في الغار وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: ( لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا )، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له واثقاً من حماية الله ومعيته : ( لا تحزن إن الله معنا )، فلا تحزن يا حبيبي الصغير وأنت ترى قوة الباطل فالله تعالى أقوى الأقوياء مع عباده المؤمنين.

 

ج- حماية رسول الله في رحلة الهجرة من ملاحقة سراقة بن مالك الذي غاصت أقدام فرسه في الرمال فلم يستطع الإمساك به لأن رعاية الله تحفظ عباده المؤمنين.

 

8- نزرع فيهم الأمل في نصر الله حتى في أحلك الظروف، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك الذي كان يطارده: ( ارجع ولك سواري كسري )

 

9- نقنعهم أن الباطل مهما كان قويا فالله تعالى أقوى، وأن الباطل نهايته الهزيمة والفشل مهما طغى وتجبر، ومهما امتلك من إمكانيات، ومهما خطط ودبر : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة: 40

 

10- نعودهم الاحتفال باستقبال الصالحين والفرح بنصر المؤمنين:

 طلع البدر علينا من ثنيات الوداع   وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

 

11- نعلمهم أهمية المسجد في الإسلام وحياة المسلمين فكان أول شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة هو بناء المسجد

 

12- نشير لأهمية الأخوة في الله وقوة العلاقة بين المؤمنين لتحقيق النصر، ويتمثل ذلك في مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين الأنصار

 

13- الاهتمام بالتاريخ الهجري والاعتزاز بالهوية الإسلامية والتاريخ الإسلامي العظيم، ويا حبذا أن نحفظهم الأشهر الهجرية ونعودهم أن يكتبوا التاريخ الهجري في كراساتهم، وأن ينظموا حياتهم عليها.

 

14- نعلمهم أهمية التغيير الايجابي: فالهجرة هي أكبر محطة للتغيير في التاريخ الإسلامي، ومعناها الحقيقي هو السعي الدائم لتغيير الأوضاع السيئة إلى أوضاع حسنة.

 

15- نعلم أبناءنا المعنى الدائم للهجرة من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) فهيا يا أبناءنا الأعزاء نهجر الأوضاع الضعيفة إلى أوضاع قوية، فنهاجر من الإهمال إلى الاهتمام، ونهاجر من التراخي إلى الجد، ونهاجر من الكسل إلى النشاط، ونهاجر من الفوضى إلى النظام، ونهاجر من الألفاظ السيئة إلى الطيب من القول، ومن التقصير في حقوق الوالدين إلى برهما، ومن معصية الله إلى طاعته، ومن التخلف إلى التفوق، وبالتالي نرتقي إلى مرحلة جديدة فنحقق المقصود من الحدث العظيم.