خبر فتح لاند حيال حماستان- يديعوت

الساعة 09:37 ص|17 ديسمبر 2009

بقلم: سمدار بيري

في الخطة الاصلية اذا كان على الاطلاق مجال للاعتماد على خطط بين زعيم غير كاريزماتي لمنظمة تدار بالعنف – عملت حماس وابو مازن على سيناريو من أربع مراحل: مصالحة بين المعسكرين، قوة حفظ نظام مشتركة في رفح، فتح المعابر، وعندها فقط صفقة التبادل التي تؤدي الى تحرير جلعاد شليت.

في هذه الاثناء لا مصالحة، ولشرطة رام الله ليس هناك موطىء قدم في القطاع، غزة مغلقة ومنغلقة ولا توجد صفقة. خالد مشعل ينتج انذارا جديدا كل مساء. وعندنا يختبئون خلف كلمة الشرف التي اعطوها للوسيط الالماني، في عدم الحديث. الصمت الاكثر صخبا جاء من جانب مصر، المتدخلة ولكن الحريصة على الحفاظ على مسافة كمن يحافظ على مسافة من مرض معد. ويحافظون في القاهرة جدا على حق الصمت لدرجة أنه لا يوجد في وسائل الاعلام منفلتة العقال ضد اسرائيل حتى ولا نصف كلمة، ايجابا أم سلبا، عن صفقة شليت.

انتبهوا للواقع الجديد الذي اخذ يتثبت على الارض. الاعلانات الصاخبة عن اقامة دولة فلسطينية من طرف واحد اختفت دفعة واحدة. وفي مسيرة زاحفة يعملون في غزة، ويعملون بالمقابل في الضفة الغربية على دولتين منفصلتين لذات الشعب. ابو مازن لم يعد يستقيل، وسلام فياض يتصرف حسب الاستثمارات الاقتصادية، واجهزة امن السلطة، كما يقولون عندنا، تعمل كما ينبغي، بتصميم.

في الاسفل، في غزة يعملون حسب كتاب توجيه مشابه: السلطة تدير اقتصاد الانفاق مع ذراع عسكري يمنع العمليات الارهابية على نحو شبه تام. بتعبير آخر: على طريقها المصمم للتحول الى دولة منفصلة، توجه قيادة حماس الذراع العسكري الى عدم التورط مع اسرائيل. وفجأة ثبت وضع غريب لمنظمة ارهابية تصرخ باعلى الصوت بان ليس لها نوايا وليس لها خطط للاعتراف باسرائيل، ولكنها تجتهد جدا للحفاظ على الهدوء.

ليس واضحا بعد اذا كان هذا هو هدوء يسبق العاصفة، حين تلتقط الكاميرات معسكرات تدريب تديرها ايران للارهابيين الذين يتسللون من غزة ويعودون اليها عبر الانفاق، ام ان الاطراف يسلمون بالواقع الجديد لعدم وجود حل وعدم امكانية اقامة دولة فلسطينية تقف على رجليها الاثنتين. عندما تكون الضفة وغزة متنازعتين، ممزقتين، فان المسافة بينهما تتسع دون خطوط ربط. الشرخ والنزاع الداخلي نجحا حتى في خلق الفلسطيني المميز: فلسطيني الضفة، متفائل اكثر بقليل وشبع اكثر بقليل مقابل الفلسطيني الغزي المحاصر الذي لا يكترث به أحد. الغزيون المحظوظون الذين يحصلون على تصاريح خروج الى الضفة باتوا يجدون صعوبة في ايجاد لغة مشتركة مع فلسطينيي رام الله، نابلس وجنين. على ماذا سيتحدثون؟ عن اعمال تجارية مشتركة؟ عن خطط سياسية؟ عن حكومة وحدة؟ عن الزيارة التي لن تكون لرئيس السلطة ابو مازن الذي ليس له موطىء قدم في غزة دون تعريض حياته للخطر؟ وحتى نمط اللباس تغير. هناك قاسم مشترك واحد فقط: القيادتان، في غزة وفي الضفة لا تريدان الحديث المباشر. لا معنا ولا بينهما.

بين دولة رام الله ودولة غزة، واسرائيل في الواقع الجديد، بقي موضوع مكانة القدس. حماس لا تحلم باعطاء ابو مازن المتعة والشرف، وكل حل اذا ما وصل على الاطلاق، سيفاقم فقط النزاع والشرخ الداخليين. كما أن ترسيم الحدود ايضا (من الشريك؟)، حق العودة للاجئين الفلسطينيين (الى اين بالضبط؟) وشاحنات الاسمنت ومواد البناء لاعمال القطاع عالقة بلا موعد نفاذ المفعول. ابو مازن لن يجن من اجل غزة، بينما حماس لا تعتزم اعطاء اسرائيل الذريعة لاطلاق سلاح الجو.

في هذه الاثناء هدوء، لا احد يرفع الرأس للشكوى. كما أن لا احد ايضا يقف مع مخططات هيكلية لقطار سريع او جسر فوقي بين غزة والضفة الغربية. ياسر عرفات مدعو لان يتقلب ثلاث مرات في قبره: مرة لدولة اسرائيل (التي لا تعرف اذا كان ينبغي لها ان تحتفل ام تقلق)، والثانية لدولة غزة، والثالثة تحيط بسخاء نطاق قبره في رام الله.