خبر عباس الان -هآرتس

الساعة 09:37 ص|17 ديسمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

كما كان يمكن ان نتوقع، فان التجميد المحدود للاستيطان لم يعد القيادة الفلسطينية الى طاولة المفاوضات. واضح من تلقاء ذاته، ان قرار اعطاء حوافز للمستوطنين في مستوطنات منعزلة لم يساهم في بناء الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. نتنياهو يواصل السير على حبل دقيق بين التزامه بحل الدولتين وبين تطلعه لارضاء المستوطنين وممثليهم في الليكود وفي الائتلاف. كما أن عباس يعيش التضارب بين رغبته في انهاء الاحتلال وبين التخوف من التراجع عن مواقف مبدئية في مسائل حساسة مثل البناء اليهودي في شرقي القدس مما يخدم خصومه من حماس.

        في مقابلة مع آفي يسسخروف نشرت أمس في "هآرتس" اشار عباس الى مخرج من هذه العقدة المزدوجة: التجميد بشكل عملي للبناء في الضفة الغربية وفي شرقي القدس لمدة ستة اشهر دون الاعلان عن ذلك على الملأ. وعلى أي حال فان حكومة اسرائيل ملزمة بقرار رسمي وعلني لحكومة ارئيل شارون في خريطة الطريق بالتجميد الكامل للبناء في المستوطنات (وبتفكيك البؤر الاستيطانية). وبتقدير عباس، فانه سيكون ممكنا في هذه الفترة الشروع في مفاوضات على التسوية الدائمة دون شروط مسبقة، باستثناء "الخريطة"، والتوصل الى اتفاق. وروى عباس بانه طرح الاقتراح في مكالمتين هاتفيتين اجراهما مع وزير الدفاع ايهود باراك في الاسابيع الثلاثة الاخيرة ولكنه لم يحظَ بجواب.

        اذا كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يريدان حقا انقاذ حل الدولتين ومنع انهيار القيادة الفلسطينية المؤيدة له، فان عليهما أن يستجيبا لاقتراح عباس. فالضرر الذي سيلحقه تخليد الجمود السياسي واعتزال زعيم براغماتي كعباس الساحة السياسية بالمصالح الاسرائيلية في المنطقة وفي الساحة الدولية  اكبر بكثير من ثمن التجميد التام للبناء خلف الخط الاخضر لنصف سنة.

        الدرس المرير من الولاية السابقة لهما كان ينبغي أن يعلم نتنياهو وباراك بان اجر الزعيم الذي يحاول دفع التسوية السياسية الى الامام، الحفاظ على مكانة اسرائيل في العالم ومصالحة رجال اليمين المتطرف في ذات الوقت – يضيع هباء. هذه المرة من شأن تباكيهما ان ينتهي بفقدان شريك هام للسلام وتسريع التدهور في العلاقات الخارجية لاسرائيل.