خبر لرشقه شرطي بحجر ... الحكم على الطفل المقدسي عبد الرحمن بالإبعاد ثلاثة أشهر

الساعة 06:07 م|16 ديسمبر 2009

                                لرشقه شرطي بحجر ...

            الحكم على الطفل المقدسي عبد الرحمن بالإبعاد ثلاثة أشهر    

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

لم يكن الطفل "عبد الرحمن الزغل" 15 عاما، يدرك أن ثمن الحجر الذي رشقه على أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية أثناء محاولته تعليق قرار هدم بيته، ثمنه الإبعاد عن بيته و مدينته.

 

ففي بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي و أثناء توجه الطفل الزغل إلى مدرسته وسط بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، هجمت مجموعة من أفراد الوحدات الخاصة الإسرائيلية وانهالوا عليه بالضرب المبرح وعصبوا عينيه واقتادوه مركز التحقيق في المسكوبية.

 

و بعد ساعات التحقيق و الإرهاب الذي تعرض له عبد الرحمن، قررت الشرطة الإسرائيلية إبعاده إلى خارج المدينة ثلاثة أشهر، الأمر الذي أصاب عبد الرحمن و عائلته بالصدمة.

 

يقول عبد الرحمن:" قال لي الضابط أثناء التحقيق سأخرجك من كل القدس حتى تتأدب، لم افهم حينها ما الذي يعنيه، ولكن عندما صدر القرار صدمت، كيف سأخرج من المدينة و من بيتي ثلاثة أشهر، و إلى أين سأذهب، وهل يعقل ان كل ذلك لأنني قمت برشق حجارة".

 

عبد الرحمن كان من الفتيان المحظوظين، فقد كان له مكان يلجأ إليه خارج القدس، حيث قامت العائلة بتأمينه في سكن شقيقه في مدينة تل أبيب، داخل فلسطين المحتلة عام 1948، حيث يعمل.

 

يقول سليمان شقيق عبد الرحمن:" قضى عبد الرحمن شهرين من ثلاثة في الإبعاد، وبعد تدخل قضائي استطاعت العائلة أن تنتزع قرار بعودته على القدس، ولكن القاضي قضى بإقامة جبرية في البيت و أن يذهب إلى المدرسة فقط برفقة أبي".

 

و يتابع سليمان الحديث عن شقيقه الذي أصبح منعزلا و يفكر طوال الوقت و فاقد الشهية للأكل، حسبما يقول:" عبد الرحمن تغير كليا منذ عودته إلى البيت، فبعد عودته من المدرسة يمكث في غرفته طوال اليوم، ويجد صعوبة كبيرة في الدراسة و الاختلاط بالعائلة، و يميل إلى النوم المتواصل".

 

وبحسب سليمان فأن العائلة التي لاحظت التغير الكبير في سلوك عبد الرحمن، فعمدت إلى التدخل لمساعدته على تجاوز محنته، فلا يترك وحيدا، وتقوم بدعوة أقاربه و أصدقائه للمكوث معه في البيت لفترات طويلة، إلا ان ذلك لم يفيده، فهو يترك الجميع و يذهب للجلوس وحيدا بغرفته أو النوم.

 

و يشير سليمان إلى أن عبد الرحمن يعاني من أحلام و كوابيس مزعجة في نومه، فيصحو و هو يصرخ عاليا "اتركوني"، إلى جانب خوفه من أي صوت يسمعه".

 

ولعل الأثر الأكبر الذي خلفه الاعتقال و الإبعاد على نفسية عبد الرحمن، هو عجزه عن متابعة دراسته، يقول سليمان:" يدرس عيد الرحمن ففي الصف العاشر، وكان من الطلاب المتفوقين في دراسته، إلا انه الآن يجد صعوبة كبيرة في التركيز و الدراسة ومتابعة الدراسة".

 

و كان عبد الرحمن خلال فترة إبعاده قد حرم من الوصول إلى مدرسته فترة الشهرين مما جعله يكر في إعادة العام الدراسي من جديد.