خبر صيادو غزة.. بين مطرقة الفقر وسندان الاعتقال

الساعة 11:44 ص|16 ديسمبر 2009

صيادو غزة.. بين مطرقة الفقر وسندان الاعتقال

فلسطين اليوم- غزة

في ظل أجواء الحصار المعقدة الذي يعيشه سكان محافظات غزة، وما يصاحب ذلك من اعتداءات صهيونية متواصلة تهدف إلى مواصلة التضييق والتنغيص على المواطنين في حياتهم اليومية، لازالت قوات الاحتلال الصهيوني تمارس ضغوطا أكثر على شريحة الصيادين الغزيين، حيث لا يكتفي الاحتلال بقصف مراكبهم وممتلكاتهم ومنعهم من الصيد لأيام متواصلة ليقوم وبشكل يومي بعمليات اعتقال مبرمجة آخذة بالازدياد لدوافع وأسباب عدة.

 

المكتب الإعلامي لجمعية واعد للأسرى والمحررين يرصد منذ فترة عمليات الاعتقال هذه، حيث تم ملاحظة أن ما نسبته 80% من عمليات الاعتقال تستهدف فئة الصيادين الشباب والذين تتراوح أعمارهم ما بين (18-35) عاما، ويتم اعتقالهم لفترات مختلفة تتراوح ما بين أسبوع وحتى ثلاثة أشهر، وفي بعض الحالات يتم الإفراج عن الصياد بعد 24 ساعة اعتقال، دون الإفراج عن مركب الصيد، وهو مصدر الرزق الوحيد لهذا الصياد.

 

وخلال مقابلات أجراها المكتب الإعلامي لواعد مع عدد من الأشخاص ذات الصلة بهذا الموضوع, من بينهم نقيب الصيادين نزار عياش حيث أفاد بأن 3600 مركب للصيد يعيلون ما يقارب 50.000 أسرة، مازالوا يعانون من سياسة الاعتقال المستمر بحقهم ولأتفه الأسباب، مؤكدا أن الاعتقالات تتم بلا أي ذنب يقترفه الصياد، موضحا بأن ما يقارب 10 صيادين شهريا يتم اعتقالهم ويتعرضون للضرب والتحقيق المهين، ثم يفرج عنهم دون مراكب صيدهم، مناشدا المؤسسات الدولية بأن ترفع الظلم عن هذه الشريحة المظلومة، مبينا أن نقابة الصيادين قامت بالعديد من الفعاليات من أجل هذا الموضوع لكن دون جدوى، معبرا عن خيبة أمله بسبب عدم تجاوب المؤسسات والمنظمات المعنية بالأمر خاتما حديثه بالقول: "كفى اعتقالات للصياد الفلسطيني".

 

أما عاطف أبوريالة 23 عاما، وهو صياد من الذين تم اعتقالهم من على متن قاربه فأوضح بعضا من ملابسات عملية الاعتقال حيث قال: " أثناء عملية الصيد وفي حوالي الساعة الثالثة عصرا، كنت وخمسة من الصيادين على متن قارب الصيد ففوجئنا "بالطراد" الصهيوني يقترب منا ويطلق جنوده النار في الهواء في محاولة لاعتقالنا، حيث أرغمونا على خلع ملابسنا والنزول في الماء في البرد القارس، ليتم بعدها تقييدنا وتعصيب أعيننا، والذهاب بنا نحو ميناء اسدود حيث دخلنا في غرفة حجز لعدد من الساعات تم خلالها الإساءة إلينا بأشكال مختلفة، وعند الإفراج عنا تم مصادرة مركب الصيد بما عليه من أسماك ومعدات، مضيفا بأنه ورغم هذه الاعتقالات المتكررة فإنه سيواصل البحث عن لقمة العيش التي يعيل بها أسرته.

 

 أما صديقه الصياد نضال أبوعودة 25 عاما، والذي تم اعتقاله في حادثة مشابهة أيضا فأوضح بأن الزوارق الحربية الصهيونية تمارس عمليات اعتقال يومية بحق الصيادين وذلك محاربة لهم في لقمة عيشهم، مؤكدا بأن الممارسات داخل البحر تفوق التصور لأنها بعيدة عن كاميرات الإعلام.

 

المواطن زكي أبوعودة 50 عاما والذي تم مصادرة مركب الصيد الخاصة به رابع أيام عيد الأضحى المبارك، قال بأن عمليات الاعتقال التي تتم  تكون داخل المنطقة المسموح لنا بالصيد فيها وهي أربعة كيلو مترات فقط، موضحا بأن ممارسات جنود جيش الاحتلال تتمثل في إطلاق النار على المراكب، وتعطيل المعدات، وتقييد الأيادي، وتعصيب الأعين ثم الدخول في مراحل مختلفة من التحقيق، مبينا بأنه سأل أحد الضباط الصهاينة عن سبب اعتقالهم ومصادرة مراكبهم، فأجابه الضابط: حينما تفرجوا عن شاليط سنفرج عن مراكبكم"، وأوضح أبوعودة بأن عمليات المضايقات والاعتقال موجودة منذ بدء الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة.

 

مسؤول ملف الصيادين في الشرطة البحرية الملازم ناهض العامودي قال بأنه ما من أسبوع يمر حتى تتم أكثر من عملية اعتقال حيث أوضح بأن غالبية عمليات الاعتقال تتم خلال فترة ما بعد الظهر ليفرج عن الصيادين في أوقات الفجر، وغالبا ما تصلنا رسائل تهديد من قبل المخابرات الصهيونية بالقصف، وذكر العامودي بأن معظم عمليات الاعتقال تتم في المنطقة الشمالية المعروفة باسم "k"، والمنطقة الجنوبية المعروفة باسم "m"، وأضاف بأن عمليات الاعتقال تتم في الأماكن التي يسمح للصيادين فيها بالصيد، وأن عمليات الاعتقال تصل لعشرات الحالات شهريا وبشكل مستمر.