خبر الصهيونية الدينية (النمر افترس راكبه) .. يديعوت

الساعة 10:52 ص|16 ديسمبر 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

للسيد أياه من الثورة الفرنسية، مكسيمليان روبسبير، يعزى القول: " من يركب نمرا مسارعا، لا ينبغي أن يتفاجأ اذا ما افترسه". هذا القول نحن نحاول "الصاقه" هذا الاسبوع لما حصل بين وزير الدفاع ورئيس مدرسة التسوية في هار براخا. من هنا النمر؟ من هنا الراكب؟ كل شيء حسب الناظر. الرجلان سارعا في الايام الاخيرة، معا وكل على حده، الى النهاية المحتمة.

السؤال، في هذه اللحظة، ليس ما سيحصل مع بضع عشرات من تلاميذ المدرسة على رأس جبل قفر في السامرة. مع كل الاحترام لهم، فان مصيرهم لن يصعد ولن ينزل في الزمن القريب، قبل او بعد ان يصلوا – اذا ما وصلوا – الى الحل السياسي. اكثر اثارة للفضول بكثير، اثارة للاهتمام والاهمية هو مصير الصهيونية الدينية – الوطنية. لا ينبغي للمرء أن يكون جزءا منها كي يعترف باهميتها في مبنى دولة اسرائيل في المستقبل ايضا. في هذه اللحظة لا يمكن بدونها، في المستقبل لا يمكن بدونا ايضا.

مع أن رؤساءها سينفون ذلك نفيا باتا، يخيل أن في هذه الايام توجد الحركة الصهيونية الدينية – الوطنية على شفا ازمة او انها باتت عيمقا في داخلها. وباستثناء بضع مئات من عديمي الفهم والرأي، ممن يتراكضون على التلال وهم يحملون الخشب والمسامير يخيل أن لدى الاغلبية الساحقة من هذه الحركة وقع الحسم. في نهاية كانون الاول 2009 ينبغي ان يكون هناك شيء ما مميز كي يؤمن المرء بانها "كلها لي" وبانها "منحت لكم" وبـ "اعطوا المشورة". هذه القصة انتهت.

بات من شبه الواضح، للمستوطنين ايضا بانه لا يوجد ما يمكن الحديث فيه عن المستوطنات المنعزلة، المستوطنات خارج جدار الفصل، المستوطنات التي لا تندرج ضمن "الكتل الاستيطانية". التفسير العملي لهذا القول هو انه في عشرات المستوطنات يمكن الشروع برزم الامتعة. سنة اخرى، سنتان اخريان، العالم على ما يبدو سيسمح لنا بـ "مواصلة" هذه القصة. اذا ما وعندما يحصل هذا (ومنعا للعجب: انا لا اريده ان يحصل)، سيمر المشروع الصهيوني بأسره بهزة عميقة، ولكن الحركة الدينية – الوطنية ستتعرض لازمة لم تشهد لها مثيل حتى الان. في الحالة التي أمامنا، ستهتز الجبال.

عمليا، الحركة الدينية – الوطنية توجد منذ سنوات في ازمة شديدة للغاية. الموقع اعلاه يعرف شخصيا عددا من رؤساء الحركة السابقين، ممن لم ينتخبوا في الانتخابات الاخيرة الحركات التي ورثت المفدال. المفدال نفسه اختفى في "الثقب الاسود". في عهد عزه، عندما قاد خطا سياسيا معتدلا، حقق 12 مقعدا في الانتخابات للكنيست. اما اليوم فلا ذكرى له. فهل كان هناك مفدال ام أننا كنا نحلم؟

في اليوم التالي، سيتعين على الحركة الدينية – الوطنية ان تجري حسابا عميقا وأليما للغاية للنفس. اذا ما وعندما تفكك عشرات المستوطنات، للسماح بتسوية سياسية مع الفلسطينيين، سينهض من داخلهم اناس يسألون: لمن عملنا؟ على ماذا اضعنا حياتنا (ومال دولة اسرائيل)؟

سيكون هذا حسابا للنفس مثيرا للاهتمام على نحو خاص إذ في الايام التي قبل قيام الدولة، في الايام التالية لها، اتخذت هذه الحركة الفاخرة خطا معتدلا، متصالحا، "ودي للمستخدم". من الصعب التصديق، ولكن في حرب الايام الستة عارض زعيم المفدال، موشيه حاييم شبيرا، في جلسة الحكومة، احتلال البلدة القديمة في القدس "روحنا، مدينة أقداسنا"، بدعوى انه لا يجب اغضاب امم العالم. أعوذ بالله، ضد احتلال البلدة القديمة، الحائط الغربي (حائط المبكى)؟

هذه ذات الحركة التي أنشأت حركة استيطانية فاخرة في حدود الدولة السابقة، وفي برنامج "الكيبوتس الديني" يوجد عدد من المستوطنات الناجحة في معظمها. هذه ذات الحركة اتي اقامت "بني عكيفا"، حركة الشبيبة الكبرى والناجحة اليوم في دولة اسرائيل. هذه ذات الحركة التي اقامت جهازا تعليميا يهوديا وفريد من نوعه (أنا واحد من نتائجه ايضا). إذن كيف حصل ان من مثل حركة الاستيطان هذه، من مثل حركة الشبيبة هذه، من مثل جهاز التعليم هذا، خرجت حركة قلبت البلاد – سياسيا، استيطانيا وحزبيا، حركة ابتعدت عن اراء اوائل قادتها؟ مقالات، ابحاث وكتب عديدة كتبت في هذا الشأن، ولكن لا يوجد جواب قاطع على ما حصل لها. لشدة الاسف، الجواب على هذا السؤال وغيره سيأتي ذات مرة بشأن أليم لدرجة أن ضجيج الجرافات والتراكتورات لن يغطي على صرخات الاهات عليها.