خبر احتسي فنجاناً من القهوة.. وساعد شاباً فلسطينياً على الزواج

الساعة 08:33 ص|16 ديسمبر 2009

احتسي فنجاناً من القهوة.. وساعد شاباً فلسطينياً على الزواج

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

هي معادلة ليست بصعبة.. فكل ما عليك فعله هو الاتصال بالشاب حسام حبوب من أجل الحصول على "بكرج قهوة" مقابل "5" شيكل باشتراك يومي أو وقتما ترغب.. وستجد نفسك في النهاية تساعد شاباً فلسطينياً على الزواج.

 

الحديث هنا ليست عن دعاية أو طرفة يمكن الحديث عنها والمرور عنها مرور الكرام بل هي فكرة لجأ إليها حبوب (26 عاماً) من حي التفاح بمدينة غزة من أجل مساعدة شقيقه في إتمام زواجه، وليحقق حلمه في الزواج في حال نجح مشروعه.

 

فمع استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، اضطر المواطنون للبحث عن بدائل مختلفة تعتمد على أفكارهم البسيطة وإمكاناتهم المتواضعة من أجل تسيير حياتهم وإيجاد فرص عمل تدر عليهم دخلاً يسد رمقهم.

 

 

قال حبوب في حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" لقد تخرجت من قسم المحاسبة بجامعة الأزهر، ولم يتسن لي الحصول على وظيفة، وكنت دائم البحث عن وظيفة ما ولكني فشلت كما فشل الآلاف من الخريجين في تحقيق أحلامهم في الحصول على وظيفة وعمل ما يمكنهم من العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".

 

وأضاف حبوب، أنه حاول البحث عن عمل ما ولكنه فشل في تحقيق مبتغاه بسبب قلة فرص العمل في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه يحمل أفكاراً كثيرة من أجل الحصول على عمل، ولكنه دوماً يفكر في عملٍ يدر دخلاً حلالاً عليه دون أن يذل أو يهان.

 

ويستيقظ حبوب كل صباح من أجل عمل "بكارج" القهوة للمؤسسات والأماكن التي تعاقدت معه والتي تعتبر حتى الآن قليلة بالنسبة لفكرة مشروعه، ويساعده والداه على صنعها في منزله الذي اكتسب خبرة صنع القهوة من المجالس العائلية "الديوان" التي لا تخلو بتاتاً من "بكارج" القهوة.         

 

وعن بداية الفكرة، قال حبوب:" لدى والدي محمصة قهوة ولكنها كانت متعطلة بسبب خلل موجود فيها، وفي يوم ما ذهبت بها لأحد المصلحين وهناك رأيت أحد الشباب يحمل "بكرجاً" من قهوة مجاورة وجاء به لصالح المحل الذي أصلحت عنده المحمصة، ففكرت في ذلك الوقت في الأمر، وترسخت لدي الفكرة وطبقتها".

 

وعن الصعوبة في تنفيذ الفكرة، أكد حبوب، أن الحصول على البكارج كان صعباً حيث يكلف البكرج الواحد "35 شيكلاً" في أقل أحواله وقد حصل على ستة منها بصعوبة، كذلك واجه مشكلة في قبول المؤسسات والمحلات التجارية والأماكن التي قصدتها من أجل الاشتراك في العرض، حيث تعللت الكثير منها بوجود القهوة والأشخاص المكلفين بصنع القهوة وبالتالي ليسوا بحاجة إليه.

 

ودعا حبوب، كافة الشباب لعدم اليأس من الظروف الاقتصادية المحيطة حولنا، ومحاولة التفكير ببدائل للحصول على فرصة عمل تعينه على الحياة، قائلاً:" طالما هناك أمل سننجح جميعاً ونحصل على ما نريد".

 

من الجدير ذكره، أن الكثير من المواطنين اضطروا للبحث عن بدائل متعددة، خاصةً فئة الخريجين من الجامعات الفلسطينية الذين تتزايد أعدادهم كل عام، حيث بلغت نسبة البطالة 60%.

 

وحسب إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن قرابة 167 ألف أسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر، بسبب الإجراءات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني التي تسببت في تفاقم مشكلتي البطالة والفقر، وتهدف لتدمير الاقتصاد الوطني وإبقائه ملحقا بالسوق الإسرائيلي.

 

كما أن 85% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وبرنامج الغذاء العالمي و الجمعيات الخيرية والإغاثة المختلفة وما يقارب 200 ألف عامل متعطلون عن العمل نتيجة إغلاق المعابر والحصار مما أدى إلى توقف الحياة الاقتصادية.