خبر بالرغم من السور الفولاذي .. المهربون المصريون لديهم وسائلهم لإدخال السلع إلى غزة

الساعة 06:50 ص|16 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم - وكالات

تسير شاحناتهم المحملة بجميع أنواع البضائع على الطريق المؤدية الى قطاع غزة .. إنهم المهربون المصريون الذين لا يعبأون بالمعلومات عن تشييد سور فولاذي تحت الأرض على طول الحدود بين مصر والقطاع لمنع بناء الأنفاق ووقف عمليات التهريب.

 

ويشير ابو خالد الى شاحنته الصغيرة التي غطاها بالطين للتمويه والواقفة على جانب الطريق قائلا: "انها تحمل اسمنتا". وتخصص هذا البدوى الملتحي في تهريب هذا النوع من مواد البناء ويقوم بادخاله الى غزة عن طريق نفق يديره بنفسه.

 

ويستبعد الرجل المطلوب من الشرطة احتمال ان يؤدي بناء سور فولاذي تحت الأرض إلى منعه من العمل. ويقول "لن يشكل هذا (السور) مشكلة" لانه بامكاننا دوما ان نحفر الأنفاق على عمق اكبر من عمق هذا السور الجوفي.

 

ومنذ وقت طويل، تعلم المهربون الذين انتعشت اعمالهم على الجانب المصري من الحدود، كيف يفلتون من كمائن رجال حرس الحدود.

 

وهم ينظرون بنوع من الاستخفاف الى المعدات الثقيلة التي يمكن رؤيتها عن بعد والتي تقوم بدفن الواح معدنية في الارض.

 

ويسخر احد المهربين، الذي يرفض ذكر اسمه، من المشهد قائلا "انهم يأخذون الاموال الاميركية ويلقون بها في هذه الحفر" في اشارة الى المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لمصر لمكافحة التهريب على الحدود مع غزة.

 

ويعتقد المهربون انه لا مصر ولا إسرائيل، التي اغلقت حدودها مع قطاع غزة وفرضت عليها حصارا وتطالب مصر بأن تحذو حذوها، يستطيعان او يريدان وقف التهريب تماما الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007.

 

ويؤكد المهربون انه حتى لو كانت الانفاق تستخدم لنقل اسلحة الى غزة الا انها تستخدم كذلك لإدخال سلع أساسية تتيح لمليون ونصف المليون شخص البقاء على قيد الحياة في قطاع غزة.

 

ويؤكد ابو احمد ان "هناك أسبابا عديدة لكي لا ينجح هذا السور" في منع التهريب مشيرا الى ان لدى المهربين وسائلهم للاستمرار في ادخال السلع الى غزة.

 

وخلال الايام الاخيرة، قال سكان في المنطقة الحدودية وشهود ومصادر امنية مصرية طلبت عدم ذكر اسمائها ان اعمالا لانشاء سور فولاذي تحت الارض بدأت بهدف منع حفر انفاق.

 

والتزمت الحكومة المصرية الصمت ازاء المعلومات المتعلقة ببناء سور التي نشرتها لاول مرة صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.

 

وقال مسؤول امني مصري في رفح طلب عدم ذكر اسمه "اذا قلتم اننا نبني سورا تحت الارض فلن امنعكم، هذا يبدو جيد لنا ويظهر اننا نفعل شيئا".

 

ويقول المهربون انه حتى لو تم بناء هذا السور فلن يمنع الانفاق التي يقدر عددها بعدة مئات بل يرى بعضهم ان مثل هذا السور قد يفيدهم لانه سيؤدي الى رفع اسعار السلع التي يمكن إدخالها عن طريق الأنفاق القليلة التي ستبقى بعد ذلك.

 

ويؤكد ابو احمد ان البدو سيواصلون العمل في التهريب لكسب عيشهم طالما انه يدر عليهم دخلا اكبر من اي عمل اخر.

 

وكان ابو احمد نفسه مدرسا في احدى المدارس الابتدائية ولكنه ترك التدريس وامتهن التهريب.