خبر دراسة إسرائيلية: القطيعة بين غزة والضفة مريحة لكنها تهدد مصلحتنا على المدى البعيد

الساعة 12:32 م|15 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

اقترحت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي للباحث شلومو بروم خطة بديلة لمفاوضات مجدية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تقوم على التدرج وفك مستوطنات معزولة أولاً.

وجاءت الدراسة بعنوان "المسار الفلسطيني-الإسرائيلي: رؤساء، تصريحات وردية ورياح دون مطر"، مؤكدة أنه منذ انتخاب باراك أوباما قبل ثمانية شهور توالت التصريحات الأميركية حول تسوية الصراع العربي- الإسرائيلي لكن كافة القضايا ما زالت عالقة دون حراك في أي مسار.

وترى الدراسة أن مسيرة "أنابوليس" انهارت نهاية 2008 نتيجة الحرب على غزة، وجراء أسباب أكثر عمقاً منها ضعف رئيس الوزراء السابق أيهود أولمرت المتهم بالفساد، وضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ويرى بروم أن الإدارة الأميركية أخطأت في رهن استئناف المسيرة السياسية بتجميد كامل للاستيطان وبخطوات تطبيعية عربية، وينوه بأنه حتى حكومة يسار إسرائيلية لا تستطيع تجميد الاستيطان في ضواحي القدس، أو في الكتل الاستيطانية الكبرى.

ويتابع: "بات واضحاً لدى للرأي العام الإسرائيلي أنه عند كل جولة جديدة من المفاوضات ستضم الكتل الاستيطانية الكبرى للسيادة الإسرائيلية في كل تسوية؛ ولذا فإن تجميد الاستيطان فيها بنظر الإسرائيليين ليس منطقياً، وهؤلاء لا يعولون كثيراً على مبادرات حسن نية عربية عابرة كالطيران في سماء بلدان عربية أو افتتاح مكاتب دبلوماسية إسرائيلية فيها وغيرها".

ويؤكد الباحث أن نتنياهو يعلن من جهة رغبته في التسوية المذكورة، لكنه يرفض خلق الشروط التي تمّكن مفاوضات حقيقية كتجميد كامل للاستيطان، ووضع جدول زمني للتفاوض، وبذلك يسعى للمحافظة على ائتلافه الحاكم وعدم تدهور علاقاته مع البيت الأبيض.

ويرجِّح بروم أن عباس متمسك بشروطه لاستئناف التفاوض إما لأنه يؤمن فعلاً بقدرة أوباما الضغط على إسرائيل أو لأنه لا يرى الآن مصلحة في مفاوضات الحل الدائم وهو ينتظر تحسن مكانته فلسطينيا ويتابع"، ويبدو أن الرئيس عباس لا يثق بأن مفاوضات مع نتنياهو ستفضي لاختراق حقيقي".

ويحذِّر الباحث من أن استمرار الوضع الراهن يستبطن مخاطر جمة منها وضع فكرة الدولتين على الرف لمدة طويلة بما يجعلها غير قابلة للتنفيذ ذات مرة وخلال ذلك ستزداد جاذبية تسوية الدولة الواحدة في الأوساط الفلسطينية-العربية –الدولية.

ومع استمرار هذه الحالة ستتآكل رغبة البيت الأبيض بمواصلة التدخل في المسار الفلسطيني-الإسرائيلي وبنفس الوقت من المرجح أن يتآكل تجميد الاستيطان الجزئي ويزداد عدد المستوطنين وهو ما يؤدي بالتالي لاستحالة تسوية الدولتين لاسيما في ظل تكريس الفصل الجغرافي بين غزة والضفة.

ويتابع:"بالمنظور القريب وبنظرة تكتيكية تبدو القطيعة بين غزة والضفة مريحة لإسرائيل، ولكن بنظرة بعيدة المدى فإنها تهدد المصلحة الإسرائيلية بتسوية الصراع أو تهدئته على الأقل، كما من شأن إسرائيل فقدان الشريك الفلسطيني فتجربة العقدين السابقين تدلل أن تحسين الحالة الاقتصادية ليست كافية".