خبر رغم خطورة ما تقوم به إسرائيل.. لماذا السكوت عما يجري في المسجد الأقصى؟

الساعة 10:18 ص|15 ديسمبر 2009

رغم خطورة ما تقوم به إسرائيل.. لماذا السكوت عما يجري في المسجد الأقصى؟

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

قبل تسعة أعوام.. اندلعت انتفاضة الأقصى وكان دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه سبباً كافياً لها "فقامت الدنيا ولم تقعد" ومازالت الانتفاضة مستمرة التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 4400 شهيداً.. ولكن ما يجري الآن من عمليات حفر أسفل مدينة القدس لا يلقي وبالاً عند أحد.. وأصبحت القدس آخر ما يهتم به ويتحدث عنه الكل.

 

فالقدس مازالت تأن وتتألم صمت الجميع عنها، رغم النداءات المتكررة من سكانها ومواطنيها الذين مازالوا يستغيثون، فلازالت المقارنة بين حجم ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وبين وسائل الدفاع عنها والاحتجاجات عليها كبيرة.

 

فالكل الفلسطيني منشغل بأمر الانقسام الداخلي وأزمة الخلافة، في حين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات التهويد وبناء المستوطنات والحفر تحت المدينة المقدسة، فضلاً عن الممارسات التي تنتهك بحق مواطنيها من اعتقال ومحاولات حثيثة لتهجيرهم عن أرضهم، بالإضافة إلى حرق المساجد.

 

فمايحدث للمسجد الأقصى أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره عقل، فلماذا يتم السكوت عما يحدث، وهل الحفريات والتهديد المباشر للمسجد واقتحام الجماعات اليهودية له، وحرق المساجد، وبناء المستوطنات، أقل بكثير من دخول شارون للمسجد.

 

الشيخ عبد الله الشامي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكد في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن المناخ التعبوي الشعبي وقت اندلاع الانتفاضة الثانية التي تلت اقتحام شارون للمسجد الأقصى كان مهيئاً لينفجر ضد إسرائيل وكل ما تقوم به من انتهاكات يتعرض لها شعبنا وأقصانا.

 

أما الآن، فقال الشيخ الشامي:" إن المناخ الفلسطيني غير مهيأ للمواجهة بسبب حالة الانقسام الداخلي التي يعاني منها شعبنا، فضلاً عن عمليات الملاحقة المستمرة لرموز العمل المقاوم وكل من هو محسوب على المقاومة في الضفة الغربية، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الأمن السلطة".

 

وأضاف القيادي الشامي، أن الانقسام والملاحقة لرموز المقاومة، تلقي بظلال سلبية على سبل مواجهة الاحتلال والتصدي لكل الانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا، قائلاً:"شعبنا فقد اتزانه فهو مكبل اليدين، ولا يملك سوى أن يرفع يديه لله تعالى يشكو شكوى العاجز".

 

بدوره، أوضح المحلل السياسي طلال عوكل في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن هناك مواقف وتصريحات حول مايجري في القدس ولكنها تبقى ضعيفة، وليست بحجم المشكلة الموجودة، عازياً ذلك للضعف العربي والإسلامي، ووجود سياسات مساندة لإسرائيل.

 

أما الوضع الفلسطيني، فقد أشار عوكل إلى أن آثار الانقسام السلبي أضعف المواقف الفلسطينية في مواجهة التعديات والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارس بحق المواطنين والمقدسات.  

 

وكانت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، قد أفادت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعَّدت عمليات الحفر التي تجريها أسفل مدينة القدس المحتلة لإقامة مستوطنات.

 

وبينت، أن هذه الحفريات وإقامة المباني التهويدية والأنفاق إنما يراد بها تطويق المسجد الأقصى بحزامٍ من الأنفاق والاستيطان لخنقه بهذه الأطواق التهويدية من جميع الجهات، وأن عشرات العمال يعملون منذ ساعات الصباح، وبالتحديد في المنطقة الواقعة في رأس حي وادي حلوة، أحد أحياء بلدة سلوان ويواصلون عمليات الحفر إلى ما قبل ساعات المغرب.

 

وأضافت المؤسسة، أن منطقة الحفريات محاطة من جميع الجهات بجدار وصفائح حديدية طويلة، فيما غطيت بعض مناطق الحفر بأغطية بلاستيكية، وأحيطت أجزاء من موقع الحفريات برسومٍ تهويدية تشير إلى أجزاء من مخططات تهويد بلدة سلوان.

 

ونوهت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إلى أن هذه  الحفريات تبعد عشرات الأمتار فقط عن المسجد الأقصى، مضيفا أنها تتسارع في هذا الموقع يوما بعد يوم، وتصل أعماقها إلى أكثر من عشرة أمتار، وعلى مساحة واسعة محاطة من جهتيها بمبان سكنية للمقدسيين.