خبر مهرجان غزة الدولي : بدون أفلام « دولية » ! ..أسماء شاكر

الساعة 09:44 ص|15 ديسمبر 2009

مهرجان غزة الدولي : بدون أفلام " دولية " ! ..أسماء شاكر

لم يكن الإعلان عن " مهرجان غزة الدولي للأفلام التسجيلية " مفاجئة نوعية في قطاع غزة، فقد كانت  تجربة المهرجان امتدادا ً لعدة تجارب مميزة _ نسبيا ً _ سبقته بفترات وجيزة، كعروض

 " أسبوع الفيلم التسجيلي الفلسطيني " و " مهرجان المرأة الأول للأفلام التسجيلية "، وهو ما شكّل حراكا ً فنيا ً غير معتاد، علي صعيد الصورة البصرية الفلسطينية.

فلم يعد جمهور الجوائز و المهرجانات العربية و الدولية هو ما يسعي إليه المخرجين الغزيين بتفاوت خبراتهم وإمكاناتهم، بعد أن أُغِلقت المعابر بوجه أفلامهم .

ذلك التوجه المحلي الذي خلق نوعا من التحدي و المنافسة و الجدال أيضاً، حول القيمة السينمائية لتلك الأفلام، ومدي خروجها عن النطاق النمطي وتجاوزه إلي المفاهيم المعاصرة للفيلم التسجيلي .

اختتام " تجربة " مهرجان غزة الدولي، جاء  بعد عرض ما يقارب 48 فيلم تسجيلي خلال 3 أيام، في عدة مناطق بقطاع غزة، رغم أن الحملة الإعلامية للمهرجان كانت قد أعلنت في وقت سابق عن نيته  لعرض ما يزيد عن 150 فيلم تسجيلي، بمشاركة أفلام دولية وعربية، لكن الأفلام اقتصرت علي مشاركات فلسطينية أغلبها من إنتاج مؤسساتي، غير أن مدير المهرجان رياض شاهين ، كان قد برر ذلك في تصريح لوسائل الإعلام، بتأكيده علي وصول 152 فيلم إلي غزة من عدة دول عربية و أوربية، اختارت منهم اللجنة المنظِمَة للمهرجان ما يقارب 44 فيلم للمشاركة ضمن المنافسة علي 3 جوائز لأفضل الأفلام المعروضة، إضافة للجائزة الخاصة بأفضل فيلم عن القدس، وهو ما يعني إقصاء عرض الأفلام " الدولية " في المهرجان !

 

الأمر الذي لم يكن واضحا ً في آلية تنفيذ المهرجان التي حضر حفله الافتتاحي رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، والدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس. كما كان من المقرر حضور لجنة التحكيم التي يترأسها عباس ارناؤوط، مدير مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية، حيث شارك في اللجنة كل ٍ من : دكتور مني الصبان ( مديرة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون )، و دكتور عمر زيدان ( مدير دائرة الأفلام الوثائقية في قناة الرافدين الفضائية)، إضافة إلي المخرجة مي المصري والمخرج علي ضو و أسامة راضي (مدير دائرة الأخبار في قناة الساعة الليبية)، لكن اللجنة المُنظِمة قد أعلنت في الأيام القليلة التي سبقت الافتتاح عن بقاء لجنة التحكيم في القاهرة، و التواصل معها عبر الفيديو كونفرنس في الحفل الختامي للمهرجان الذي رعته قناة المنار الفضائية وقناة الساعة ، بالتعاون مع تلفزيون الأقصى واللجنة الوطنية لفعالية القدس عاصمة الثقافة العربية في غزة، وكانت اللجنة المنظمة قد تعمدت في الإعلان عن المهرجان تأكيدها علي مجيء لجنة التحكيم إلي القطاع كنوع من الدعاية .

وكان الفيلم القصير " one off  " _  إخراج : عماد بدوان _ قد تمكّن من الحصول علي جائزة المهرجان الأولي، يتحدث الفيلم عن الناشطة الكندية ايفا بارتليت، وتجربتها في العمل ضمن طواقم الإسعاف أثناء الحرب، وما واجهته تلك الطواقم من خطر استهداف القصف الإسرائيلي لها .

أما الجائزة الثانية كان لفيلم " العودة من الجنة " لمحمد البيومي ، تدور أحداث الفيلم حول صدمة عائلة فلسطينية فقدت ابنها في الحرب ودفنت أشلاء يُعتقَد بأنها له، لكنها اكتشفت بعد أيام بأنه لا يزال حيا ً. كذلك فيلم " حياة رغم الموت " للمخرج : حمادة حمادة ، عن قصة الصحفي عماد غانم الذي تعرض لحادث إطلاق نار كثيف من قبل قوت الاحتلال، فقد علي إثره أطرافه السفلية، إضافة لاعتداءات أخري علي الصحفيين الغزيين . المخرجة المقدسية ساهرة درباس، حصلت علي جائزة المهرجان لأفضل فيلم عن القدس، عن فيلمها " غريبة عن بيتي"، ورغم تفاوت القيمة الفنية للأفلام المشاركة في المنافسة، إلا أن اختيار الأفلام الفائزة لم يتم بناء علي معايير فنية محددة .