خبر القدس والتفاوض.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:14 ص|15 ديسمبر 2009

بقلم: زلمان شوفال

فشلت المحاولة السويدية – الفلسطينية لتقسيم القدس، في هذه المرحلة على الاقل. خرج السويديون الذين كانوا حتى الفترة الاخيرة رؤساء الاتحاد الاوروبي من الصورة الان. لكنه من المحقق ان الفلسطينيين سيبحثون عن حلقات دولية اخرى للاستمرار على جهودهم لاقرار حقائق بغير تفاوض.

سيعملون في البدء في الجمعية العامة للامم المتحدة حيث توجد لهم كثرة تلقائية (برغم ان قراراتها تصريحية في الاساس)، وفي مجلس الامن بعد ذلك. استراتيجيتهم واضحة وهي جعل المجلس يتبنى قرارا ملزما يعترف بدولة فلسطينية في حدود الخط الاخضر، عاصمتها القدس. وذلك من اجل الغاء القرار 242 لذلك الجسم الذي الزم اسرائيل كما تعلمون باخلاء جميع المناطق التي وضعته يدها عليها في 1967 اذ صدت الهجوم العربي – وهو قرار ربط الانسحاب الاسرائيلي بمبدأ الحدود الآمنة.

لكن القرار الاوروبي المركب ما زال يتحدث عن "عاصمتين في القدس للدولتين"، لكنهم لو قبلوا الاقتراح السويدي لكانت الطريق ربما مهدت لاسقاط حل مفروض على اسرائيل بهدي من التوجهات الفلسطينية المتطرفة. وكانت ستلغى من الاساس ايضا جميع الاتفاقات والصيغ التي احرزت او اقترحت على السنين وقامت في اكثرها على قرار 242.

يقال في فضل الولايات المتحدة انها عارضت المبادرة السويدية على طول الخط. لا جميع تفصيلاتها ومضامينها بلا بسبب مبدأ ان مشكلة القدس ينبغي حلها بالتفاوض. كذلك عارض اكثر العضوات الاخر في الاتحاد الاوروبي كما تبين. للسبب الامريكي ايضا ولانها ادركت ان الاقتراح السويدي يناقض مناقضة تامة سبل عمل "الرباعية الدولية" والاتحاد الاوروبي عضو فيها (وتوني بلير ممثلها).

في الحق ان الجانب الفلسطيني يحل له بحسب القرار 242 ان يثير في التفاوض ايضا قضية القدس في جدول العمل لكن لا كحقيقة تامة. لم تكفر اسرائيل قط بمكانة المسلمين الخاصة (لا الفلسطينيين خاصة) بالنسبة للاماكن المقدسة، واذا ما توصلنا وعندما نفعل ذات مرة الى التفاوض في التسوية الدائمة، فليس من الممتنع ان تقترح اسرائيل حلولا خلاقة في هذا السياق. لكن لا على حساب حقوق الشعب اليهودي ولا بثمن تقسيم المدينة. فليس تقسيم المدينة اصلا عمليا او منطقيا، لا لان الامر كان يفصل من جديد الجامعة العبرية وهداسا في جبل المشارف عن اجزاء المدينة اليهودية، بل لان هذا الفصل سيعيد سكان المدينة – اليهود والعرب والارمن واليونان – الى وضع الضعف والجمود الاقتصادي الذي ميز جزئي المدينة قبل توحيدهما.

رسخ في اجزاء من العالم، نتاج نظام العلاقات العامة المادح للعرب واخفاقاتنا في مجال الاعلام، مصطلح "القدس العربية". اي ان القدس الغربية هي لليهود اما الشرقية فللعرب. يتجاهل عرض الامور الكاذب هذا لا صلة عمرها آلاف السنين للشعب اليهودي بالقدس بل التاريخ الذي هو احدث. فكما صدقت الموسوعة البريطانية منذ سنة 1911، كان اليهود في منتصف القرن التاسع عشر اكبر طائفة من بين 60 الفا من سكان المدينة، بل ان المسيحيين كانوا اكثر عددا من المسلمين فأين توجد بالضبط تلك "القدس العربية"؟

عندما حاولت الامم المتحدة قبل نحو من 60 سنة ان تفرض على اسرائيل تدويل القدس، كان رد رئيس الحكومة دافيد بن غوريون نقل الحكومة والكنيست من تل ابيب الى العاصمة. أيوجد مكان لوزن انه ربما حان الوقت لان نقوم الان بجهد اكبر من اجل ان نقيم في القدس – في جميع اجزائها – عددا اكبر من المؤسسات العامة ومؤسسات الادارة الاسرائيلية.