خبر زيارة لمصر: مشاعر غير لذيذة.. إسرائيل اليوم

الساعة 09:13 ص|15 ديسمبر 2009

بقلم: يعقوب احيمئير

بعد ثلاثين سنة وتسعة اشهر من توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر وما يزال يوجد موقع عسكري اسرائيلي واحد. يشغل هذا الموقع محاربون اسرائيليون، وهم صامدون، يرفضون رفع العلم الابيض علامة الاستسلام برغم الحصار الثقيل الذي ضرب عليهم.

هذا الموقع هو سفارة اسرائيل في القاهرة، ومقاتلوه هم قلة قليلة من الدبلوماسيين برئاسة السفير شالوم كوهين. دُعيت الى هناك للقاء صحافيين مصريين وآخرين، وهي مبادرة كانت ترمي الى تصديع الجليد – اعتذر، العداوة والكراهية اللتين تحيطان بفريق السفارة. لا، لست مستعدا لاستبدل بتعبير "الكراهية" تعبيرا لينا لوصف العلاقة المصرية بالسفارة وباسرائيل! اذا فعلت ذلك فانني اخطأ مع الحقيقة.

أجل يصعب على صحفي يفترض أن يعلم وان يفهم فهم عمق الكراهية التي تحيط باسرائيل في مصر. لا تجب التغطية على هذا الواقع. فكل يوم تتلقى اسرائيل وسفارتها في القاهرة "رشقات" من وسائل الاعلام المصرية.

بعد تفتيش جوازات السفر مباشرة يبينون لصحيفة مصرية واسعة الانتشار هي "المصري اليوم" وفيها تقرير عن السفير كوهين (الذي يوشك ان ينهي عمله متخففا) وعن الملحق الصحفي. يصف التقرير على نحو معاد لا مثيل له مؤامرة حقيرة اسرائيلية لنقل طلاب جامعات مصريين "الى جانب اسرائيل"، وكأنه ليس من عمل سفير سواء أكان اسرائيليا ان كولمبيا، ان يحاول تحسين صورة بلده في نظر سكان الدولة الاجنبية التي يخدم فيها.

ان النبأ المنشور في الصفحة الاولى، يرمي الى ترهيب كل طالب جامعي مصري يجرؤ على الكشف عن الرغبة في دراسة شيء ما عن اسرائيل العدو في الماضي.

تقوم مصر الرسمية، لا المعارضة فقط بكل شيء لنقل الرسالة الواضحة: "لا نرغب فيكم ايها الاسرائيليون". كيف قيل لي؟ "يتم صيد ساحرات مكارثي لكل مصري يجرؤ على ان يعقد صلة ما باسرائيليين". لا اقل ولا اكثر.

ينهي سفير اسرائيل يوم عمله وبعد ذلك يعتزل في مسكنه المحروس. بخلاف نظرائه، اسمه ممحو تماما من كل مناسبة اجتماعية حتى لو كانت مناسبة مثل افتتاح معرض. ولا "يزين" اسمه أي حادثة. لا يمكن أن يدعى. مساءاته فارغة لاسفه.

وقيلت لي ملحوظة اخرى: حتى لو انسحبت اسرائيل الى حدود 1967 فان علاقة مصر لن تتغير، لن مصر تتوقع ان تدير اسرائيل سياسة بحسب خطوط السياسة المصرية.

وقد تعلمت مصر ايضا من السويد. فقد انضم رئيس اتحاد الاطباء المصريين الدكتور احمدي السيد الى فرية ان اطباءنا يسرقون اعضاء الفلسطينيين.

لقد صدر عن الوزير ليبرمان إذ كان عضو كنيست تصريح وقح عن الرئيس مبارك واشار عليه "ان يذهب مع كل ريح". ان اعتذار ليبرمان لم يبلغ القاهرة، لكن يبدو ان مصر لا تبدي علامة على أن الاعتذار سيفتح صفحة جديدة. والسبب في تقديري ان ليبرمان لا يعني مصر سواء اعتذر ام لا.

ليس عجبا، بل ان ذلك متأخر ان عرضت رابطة مقاومة اساءة السمعة، وهي المنظمة اليهودية – الامريكية، تقريرا خطيرا عن عظم معاداة السامية في وسائل الاعلام.

ارسل التقرير الى مبارك للاحتجاج على عدم مبالاة مصر الرسمية للظاهرة المنتشرة. وعدم المبالاة هذا، من اعلى، يشبه المهماز. الغى وزير الخارجية المصري لقاءا مع وزراء خارجية دول البحر المتوسط في اسطنبول كي يكون معفى فقط من دعوة نظيره الاسرائيلي.

ان اسرائيل في مستوياتها العالية، لا ترد على سور الكراهية الذي اقيم حول المفوضية الاسرائيلية. اذا كانت اسرائيل صامتة فربما يحسن أن ترد قوة عظمى بعد اللقاءات في المستوى المرتفع في القاهرة او شرم الشيخ لانها تصدق مبالغ المساعدة لمصر.

تسمى هذه القوة كونغرس الولايات المتحدة. أليس من الحسن أن يقف اعضاء كونغرس في واشنطن من مناصري اسرائيل، مباركا على مبلغ العداوة التي يبثها نظامه لا المعارضة فقط لاسرائيل؟

يجب على شخص ما أن يسمع صوتا لان هذه الحال لا يمكن ان تستمر. اذا لم تكن اسرائيل فيجب على مناصريها في واشنطن ان يسمعوا "خطبة القاهرة". لكن أن تكون هذه الخطبة هذه المرة مختلفة شيئا ما عن خطبة الرئيس اوباما في القاهرة.