خبر مالكو الأنفاق بغزة يشككون في قدرة الجدران الحديدية الـمصرية على وقف نشاطهم

الساعة 06:40 ص|15 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

شكك ملاك أنفاق في قدرة الجدران الحديدية الجديدة التي تقيمها السلطات الـمصرية في الجانب الآخر من الحدود على وقف عمليات التهريب الـمتواصلة من خلال الأنفاق جنوبي محافظة رفح.

وقال "أبو أحمد" الذي يمتلك نفقا للتهريب إن الأنفاق واجهت الكثير من التحديات والاختبارات الصعبة، بدءاً بالحملات الإسرائيلية الـمكثفة التي نفذت قبيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، مروراً بمحاولات السلطات الـمصرية وضع حد لعمليات التهريب، وكذلك مئات الغارات التي شنت عليها خلال الحرب، وانتهاء بالجدران الحديدية.

وأضاف: "نحن لا نعلـم طبيعة تلك الجدران ولا قوتها ولا عمقها، لكننا نعتقد أن بالإمكان التغلب عليها بطرق عديدة، ومن الصعب وقف عمل الأنفاق طالـما استمر فرض الحصار الإسرائيلي على غزة"، لافتاً إلى أن ظاهرة الأنفاق تلقى تأييداً من قبل معظم الفلسطينيين في قطاع غزة، لأنها وفرت لهم معظم احتياجاتهم التي منع الحصار وصولها للقطاع.

أما الشاب رائد سليمان ويعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين فأكد أنه لـم يلحظ أي تأثير للجدران الجديدة على عمل الأنفاق، مؤكداً أن الأخيرة تعمل بصورة جيدة، ولا يعيق تهريب البضائع سوى الحملة الـمصرية الـمتواصلة في الجانب الآخر من الحدود.

وأشار سليمان إلى أن حفاري الأنفاق يصطدمون خلال عملهم بعقبات كبيرة، كوجود صخور ضخمة أو كتل رملية ناعمة، لكنهم يتغلبون عليها، معرباً عن اعتقاده بأن بالإمكان التغلب على تلك الجدران في حال قطعت الأنفاق.

الشاب ناصر عيسى من جهته يقول إن الحل الأمثل لتخطي تلك الجدران ربما يكون في زيادة عمق الأنفاق لتمر من تحتها، لكنه أشار إلى أن الطريقة الـمذكورة ربما تكون مكلفة مادياً، لكنه لـم يستبعد لجوء ملاك الأنفاق إليها إذا ما اضطروا لذلك.

وأوضح عيسى أن الـمشروع الـمذكور ربما يحتاج إلى فترة طويلة حتى يتم استكماله ووضع الجدران على طول الشريط الحدودي الذي يصل طوله إلى نحو 13 كيلومتراً، وربما خلال تلك الفترة يرفع الحصار عن غزة، حينها لن يعود هناك مبرر لوجود الأنفاق أو عملها.

وكان شهود عيان ومواطنون يقطنون قرب الـمنطقة الحدودية أشاروا إلى أن السلطات الـمصرية واصلت خلال الأيام الـماضية إقامة الجدران الـمذكورة في أكثر من موقع على الحدود خاصة قرب بوابة صلاح الدين جنوبي الـمحافظة.

وقال الشهود إن قوات أمن مصرية مدعومة بجرافات ورافعات تنفذ عمليات حفر في الجانب الآخر من الحدود، وتضع ألواحاً معدنية في الأرض، وأشاروا إلى أن عمليات وضع الألواح التي بدأت قبيل يومين تنفذ بصورة متسارعة، وتتركز قبالة الـمناطق التي تكثر فيها عمليات التهريب من خلال الأنفاق.

يذكر أن غالبية أنفاق رفح تتراوح أعماقها ما بين 15 و20 متراً، في حين يصل طول كل من الجدران الـمذكورة إلى نحو 30 متراً، وسمكها 4 سنتمترات.