خبر إعلاميون يدعون إلى تبني خطاب إعلامي وحدوي يدعو لتعزيز لغة الحوار ومفاهيمه

الساعة 11:32 ص|14 ديسمبر 2009

إعلاميون يدعون إلى تبني خطاب إعلامي وحدوي يدعو لتعزيز لغة الحوار ومفاهيمه

فلسطين اليوم- غزة

دعا صحافيون وإعلاميون إلى تبني خطاب إعلامي وحدوي بعيداً عن الحزبية والتطلع لخدمة المصالح الوطنية لشعبنا، مطالبين وسائل الإعلام والفضائيات بلعب دور فاعل في تجسيد مفهوم لغة الحوار وتقبل الآخر.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام بغزة بعنوان "دور الإعلام في تعزيز الحوار وبناء الوعي وتوجيه الرأي العام" وسط حضور العشرات من الصحفيين والإعلاميين وطلبة الإعلام.

من جهته، أكد أحمد حماد عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى أن العديد من وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في تأجيج مشاعر المواطنين والأحزاب والعائلات وخصوصاً من قبل بعض الإذاعات المحلية وذلك ما قبل الأحداث المؤسفة في منتصف عام 2007 والتي أدت إلى الانقسام السياسي والاجتماعي في المجتمع.

وأوضح، أن وسائل الإعلام ساهمت بتوتير الأوضاع في مختلف الأوقات من استخدامها لعشرات الألفاظ والمصطلحات الإعلامية الجديدة والتي هي غريبة على ثقافاتنا ومجتمعنا المحافظ، منوهاً إلى أن بعض الإذاعات لا تزال تستخدم هذه المصطلحات غير اللائقة والتوتيرية.

وشدد حماد، على ضرورة الحضور المميز للإعلام على النطاق المحلي من أجل تعزيز لغة الحوار والوعي داخل المجتمع، متسائلاً كيف يمكن أن نستقطب التعاطف الإسلامي والدولي في ظل المهاترات واستمرار الانقسام؟.

وأكد، ضرورة قيام بعض الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني بلعب دور إيجابي في الجانب التوعوي للجميع وخصوصاً للشباب، بالإضافة إلى عقد الندوات وورش العمل داخل التجمعات السكانية من أجل الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة لبث روح الأخوة وإعادة اللحمة للمجتمع.

ودعا حماد، إلى خفض أو وقف المهاترات والاشتباك الإعلامي، والطلب من الحكومتين بالسماح للصحف بالتوزيع في الجانبين والتوقيع على ميثاق شرف إعلامي.

بدوره، قال صالح المصري مدير إذاعة صوت القدس بغزة:"إن الإذاعات المحلية ليست بالسوء الذي يتم الحديث عنه بشكل دائم، مضيفاً أن لهذه الإذاعات دور ايجابي وخصوصاً في تغطيتها الإخبارية للحرب والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة".

ونوه المصري، إلى أن هذه الإذاعات رسخت مصطلحات وطنية منذ تأسيسها رغم قصر عمرها.

وشدد المصري، على أن لا أحد ينكر دور الإذاعات في التسليط على جرائم الاحتلال ودورها في إنعاش الذاكرة الفلسطينية من خلال مناقشة وطرح القضايا الكبرى التي تمس حياة المواطنين اليومية، مؤكداً أنها استطاعت أن تغير أشياء كثيرة من خلال استضافة المسؤولين.

وأضاف المصري، أن العديد من الإذاعات كانت جزء من الانقسام وربما في فترات معينة كانت سبب رئيسي في الانقسام وشحن الشارع الفلسطيني.

واعتبر، أن هذا الانزلاق ناتج عن عدم وعي العاملين فيها وعدم وعي لإدارة هذه المؤسسات، مشيراً إلى حاجة العاملين في هذه الإذاعات للتوعية والتدريب.

وأكد مدير إذاعة القدس وجود غياب وعي وأخلاقي ومهني ووطني لبعض العاملين في بعض الإذاعات وهناك عجز لبعض المسئولين فيها نتيجة سطوة بعض الأحزاب على هذه الإذاعات، داعيا الإذاعات إلى الخروج من عباءة الحزبية حتى تتحرر من الضغط.

وانتقد دور الجامعات لعدم تنظيمها دورات من أجل وتطوير الكادر الإعلامي في الإذاعات الفلسطينية.

من جانبه، قال حسن جبر الصحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية:"لا يمكن نكران دور الإعلام وتأثيره على ما يجري في الساحة الفلسطينية"، مؤكداً أن الانقسام الإعلامي الذي يعشيه الجسم الصحفي شوه صورة الصحافيين بشكل غير مسبوق.

وأكد جبر أن الإعلام لعب دوراً مهماً واستخدم الكثير من المصطلحات غير اللائقة التي قسمت الشعب إلى قسمين، وشوهت الصورة خارجياً.

وبين، أن الصحافة المكتوبة لعبت دوراً سلبياً في الانقسام وإن كانت بصورة أقل مما لعبته الفضائيات والإذاعات.

وقسم جبر الصحفيين إلى ثلاثة أقسام منها من انخرط في الانقسام وتحدثوا بحزبية كبيرة، ومنهم من خاف ونأى بنفسه عن الحديث في المواضيع وأصبح يتحدث عن الأخبار البعيدة عن السياسية، أما الفئة الثالثة فعملت بمهنية وأضرت بها وعرضتها لغضب الطرفين.

وأضاف جبر، أن العمل في الصحافة المكتوبة أصبح شائكاً في فترة الانقسام حيث أجبر الصحافيين على التركيز كثيراً في عملهم.

وأضاف جبر، أن العديد من الصحافيين دافعوا عن الانقسام والعمل الحزبي المقيت، مؤكداً أن الانقسام لعب دوراً كبيراً في انقسام الصحافيين، منتقداً تغيب دور نقابة الصحافيين.

وتابع أنه يجب أن يبتعد السياسيون عن العمل الإعلامي والسماح للصحافيين بالعمل بشكل مهني ولحظتها سيتم العمل بشكل مهني.

وأردف قائلاً "إن الصحافيين لا يمكن أن يختلفوا بشكل مهني ولكن دخول السياسيين على الخط يدخلهم في خلافات مقيتة"، مؤكداً أن لدى الصحافيين الكثير من الهموم.

وأضاف جبر أن الصورة الإعلامية الحالية قاتمة رغم بعض الاضاءات ولكن هذه الاضاءات تعرضت للنقد والهجوم.

من جانبه شدد الصحفي في وكالة معاً أحمد عودة على خطورة الأزمة التي يعيشها الصحافيون نتيجة استمرار الانقسام، مشيراً إلى أن الكثير من الصحافيين ينقصهم الوعي.

وتطرق عودة إلى عمل المواقع الإخبارية الالكترونية، مشيراً إلى أن سهولة عمل المواقع واستخدام الانترنت ساهم في إقامة العشرات منها وبالتالي تحولت الانترنت إلى ساحة معارك.

ودعا عودة إلى أهمية حجب المواقع الخطيرة التي توتر وتسمم وتشحن الأجواء، معتبرا أن هذا حل متاح لهذه الآفة الخطيرة.

وقال:"إن العديد من الصحافيين الذين يحاولون العمل بمهنية يواجهون قمع من الحكومتين لأن كل حكومة أو كل تنظيم يريد معالجة القضية حسب ما يريد".

وأضاف أن هناك وسائل إعلام جديرة بالاحترام وعددها قليل جداً، مؤكداً أنه وفي الوقت نفسه فإن المواقع التي تدعم فكرة الانقسام تلقى الدعم.

وتابع، أن الانقسام في المجتمع حاد وجعل لكل وسيلة الكترونية جمهور خاص بسبب حالة الاصطفاف الكبيرة وعدم وجود وسائل إعلام حيادي.

وأكد عودة، أن الخروج من الأزمة ليس بالمؤتمرات والندوات بل بإنهاء الانقسام ووضع قوانين وعدم السماح لوسائل إعلام حزبية بخوض معارك داخلية.

وقال عودة: "إن ما تم ارتكابه من وسائل الإعلام الالكترونية خلال السنوات الخمس الماضية نحتاج إلى عشرات السنين حتى نصلح ما أفسدته أخبارها وبرامجها وخصوصاً على صعيد النسيج الاجتماعي".

من جانبه، أكد سليم الهندي ممثل تحالف السلام في غزة أن الفضائيات هي واحدة من أهم وأبرز وسائل إيصال المعلومات وبناء الوعي وتوجيه الرأي العام وكان لعدد منها الدور الملموس في طرح الآراء المختلفة وتشجيع الرأي والرأي الأخر وخوض الحوار بصورة متمدنة وحضارية.

وشدد على الدور الكبير للإعلام أن في تعزيز لغة الحوار ومفاهيمه وإعادة الوحدة واللحمة لجناحي الوطن، مؤكدا على قدرة وسائل الإعلام على إظهار الحوار بالمظهر اللائق الهادف والبناء.