خبر « الاندبندنت »: حدة حرب غزة بلغت من الوحشية مستويات غير مسبوقة

الساعة 06:59 ص|14 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : بيت لحم

قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية:" إن حدة الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية العام الماضي وتواصلت مطلع  العام الجاري، وأسفرت عن استشهاد المئات من الفلسطينيين الأبرياء بلغت من الوحشية مستويات غير مسبوقة".

وذكرت الصحيفة البريطانية في تحليل مطول لها حمل عنوان "سنة بعد الحرب على غزة في أعقاب المأساة" أعده مراسلها في المنطقة دونالد ماكنتاير أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني صرحت مفاخرة بعد أسبوعين من بدء العدوان، "إن إسرائيل عندما يحاول أحد إطلاق النار على "مواطنيها" فإنها تفقد صوابها وتطلق العنان لجنون الحرب وهذا أمر جيد".

ويضيف المراسل "أنه وفي محاولة لاستعادة مشاهد العدوان الذي شكل أحد أكثر العمليات العسكرية دموية وإثارة للرعب في زمننا هذا وما خلفه من دمار ليس فقط في المنازل والمؤسسات والمشافي والمدارس في القطاع، وإنما وهو الأمر الأشد خطورة الجروح العميقة الدامية التي بقيت في نفوس من نجا من أبناء القطاع، وجعلت الكثيرين منهم غير قادر على متابعة حياته".

ويضرب ماكنتاير مثالاً على ذلك الفلسطيني حلمي السموني (26 عاماً) الذي وجده نفسه بعد عام من المأساة غير قادر على التكيف مع الحياة من جديد بعد عودته إلى عمله كبائع في مطعم للشاورما، فهو رأى بأم عينيه جثامين والده ووالدته وزوجته مها وطفلهما الرضيع محمد وعمره ستة أشهر فقط.

وكان هؤلاء بين جثامين 21 فلسطينياً، كان جنود الجيش الإسرائيلي أمروهم بالتجمع في مبنى وعمدوا إلى قصفهم، واليوم ترى حلمي يهيم على وجهه بين أنقاض منزله الذي احتله الجنود خلال العدوان لمدة أسبوعين ولا تزال هناك كتابات على الحائط المجاور كتبها جنود أو مستوطنون إسرائيليون تقول: "نحن كنا هنا يا غزة والموت للعرب".

وتحاول شقيقته منى (11 عاماً) صنع عمل فني مستوحى من ذكرياتها الأليمة، وتكتب تحته :"هذا أنا أنظف وجه أمي الميتة، وهذا أبي الذي أصيب في رأسه وقد خرج الدماغ من مكانه، وهذه شقيقتي تأخذ جثمان طفل شقيقها من حضن والدته القتيلة".

وقال ماكنتاير:" إن كان توقيت العدوان مفاجئاً، فإن الأكثر مفاجأة وإثارة للرعب هو وحشيته وحجم الدمار الذي سببه في القطاع، بالإضافة إلى عدد الضحايا الهائل".

ويشير إلى أن القصف لعائلة السموني والعائلات الأخرى هو واحدة من بين أكثر من عشرين حادثة أخرى يحقق الجيش الإسرائيلي فيها، والشهر الماضي أعلن الجيش أن جندياً واحداً فقط أُدين وقدم إلى المحاكمة بتهمة سرقة بطاقة هوية مواطن فلسطيني.

 

وقد رفض الجيش الإسرائيلي التحقيق في جريمة قام خلالها جنوده وقد طلوا وجوههم باللون الأسود وبعضهم وضع أغصاناً حول خوذهم للتمويه، باقتحام أحد المنازل الفلسطينية التي ترك سكانها الباب عمداً ليرى الصهاينة أن فيها أطفالاً.

وقال شهود عيان:" إنه وفيما حاول والد الأطفال عطية السموني محادثة الجنود عمدوا فوراً إلى إطلاق الرصاص عليه واقتحموا المنزل وأمطروا سكانه بوابل من الرصاص دون تمييز بين طفل وبالغ".

ولا تزال الابنة الصغرى آمال (10 سنوات) تحتفظ بصورة ممزقة لوالدها وشقيقها الشهيدين، وقد ظلت على قيد الحياة لأنها تمكنت من الفرار وتم العثور عليها بعد عدة أيام، وهي شبه مدفونة بين الأنقاض وقد تعرضت لصدمة عصبية.

وأضافت "إنه لا بد من تشكيل لجنة مستقلة تكون قادرة على توجيه التهم إلى صناع القرار السياسيين والقادة العسكريين رفيعي المستوى في إسرائيل ومحاسبتهم".