خبر عائلة فلسطينية تغلق قبر شهيدها المفتوح منذ 33 عاما

الساعة 03:00 م|12 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم: رام الله

بعد 33 عاما من استشهاده تتحضر عائلة الشهيد "مشهور طلب عوض صالح العاروري" 21 عاما، لفتح بيت العزاء و دفن ابنها "الغائب جثمانه" منذ ذلك الحين قسرا عنها.

العائلة و التي تسكن قرية عارورة شمال غرب مدينة رام الله، من سنوات طويلة تسعى لتحقيق هذه الأمنية، بأن تغلق قبر ابنها المفتوح تحت شجرة امام منزلها و تدفنه وفقا للقواعد الإسلامية و تحقيق الكرامة الإنسانية له.

يقول شقيق الشهيد ربحي العاروري أن العائلة تسلمت اعتراف و استعداد لتسليم جثمان الشهيد  للعائلة في موعد لم يتجاوز السابع عشر من الشهر الحالي.ويؤكد ربحي أن العائلة تصر على إجراء مراسيم الدفن و الجنازة كاملة لشقيقه بحسب الشعائر والتقاليد الإسلامية، و هذا ما تحاول سلطات الاحتلال المقايضة عليه، حسبما قال.وأعتبر ربحي انه و بالرغم من كل العراقيل التي تحاول سلطات الاحتلال بوضعها أمام العائلة إلا أن العائلة تشعر بايجابية كبيرة و أنها حققت انتصارا كبيرا للأسرة و لأهالي شهداء المقابر كاملة.

منذ 1975

و عن تفاصيل غياب الشهيد مشهور عن بيته و فقدانه، يقول شقيقه ربحي أن تفاصيل استشهاده لا تزال غامضة بالنسبة للعائلة التي لا تعرف سوى المعلومات التي وصلت إليهم فيما بعد.

ففي 18مايو/ أيار من العام 1976 عبر الشهيد العاروري الحدود الأردنية باتجاه فلسطين مع مجموعة عسكرية مؤلفة من ثلاثة مقاتلين.في طريقه إلى مدينة نابلس، و بالقرب من معسكر الجفتلك، اشتبكت المجموعة مع دورية إسرائيلية لساعات، أدى إلى استشهاده مع رفاقه العاروري الشهيد حافظ وحيد أبو زنط من نابلس والشهيد خالد أبو زياد من مواليد البصة قضايا يافا.

ومنذ ذلك التاريخ احتفظت سلطات الاحتلال بالجثامين الثلاثة فيما يعرف بمقابر الأرقام التي تحتجز فيها أكثر من 270 جثمانا لشهداء الفلسطينيين و العرب.

العائلة في تلك الأثناء لم يصلها نبأ استشهاد مشهور كما يشير ربحي:" في بداية العام 1975 اخبرنا مشهور انه سيسافر الى الأردن كما أبناء البلد الذين كانوا يتوجهون في تلك الفترة إلى الخارج لإكمال دراستهم والبحث عن عمل، و بالفعل قمنا بتوديعه على أمل أن يعود بعد فترة قصيرة".

يشير ربحي إلى انه و بعد سنه انقطعت أخبار مشهور بالكامل، و لم تعلم العائلة بنبأ استشهاده إلا بعد فترة طويلة من خلال مراسلات مع الأقارب في الخارج.

 

ومنذ ذلك الحين، كما يوضح ربحي بدأت محاولات العائلة لاسترداد جثمانه عبر مطالبة سلطات الاحتلال و رفع القضايا القانونية إلى المراكز الحقوقية و منظمة الصليب الأحمر الدولي.

293 مفقودا

و مع إطلاق حملة استرداد جثامين الشهداء التي أطلقها المركز القدس للمساعدة القانونية و الاجتماعية في العام الماضي، رفعت العائلة من خلال المركز قضية هي الأولى من نوعها.

وكان طلب العائلة بأن تتمكن من الوصول إلى قبر ابنها للتأكد من انه توفي بالفعل عبر استخدام الحمض النووي "دي أن إيه" وبعدها نقل الجثمان إلى مدفن العائلة".

وتابع ربحي:" لم يصلنا أي رد من المحكمة على الطلب المقدم، فقام محامي المركز بالتوجه إلى المحكمة العليا والتي من المقرر أن تقوم بالبت في الالتماس في 17 من الشهر الجاري".

وفي خطوة استباقيه لهذا القرار قام ضابط من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالاتصال على العائلة و إبلاغها بالموافقة على تسليم جثمان الشهيد العاروري.

ويعتبر ربحي ان نجاح عائلته في استرداد جثمان شقيقه يعتبر حافزا كبيرا للعائلات الفلسطينية و العربية و التي تحاول منذ عقود استرداد جثامين أبنائها، و الذين يتجاوز عددهم بحسب إحصاءات مركز  القدس 293 مفقودا.