خبر المشي 30 دقيقة يمنع المشكلات الصحية

الساعة 10:00 ص|12 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-البيان الإماراتية

 المشي ليس وصفة سحرية سريعة المفعول يمكن ان تحل كل المشكلات الصحية لكن ممارسة نظام مستمر يعتمد على المشي يساعد كثيراً في تخفيف المشكلات الصحية التي قد تحدث مع التقدم في العمر.

 

وأوضحت ان المشي لمدة نصف ساعة يومياً يلعب دوراً بارزاً في التصدي للعديد من الأمراض ويقي من المضاعفات وكلما كان النشاط أكثر كانت الفوائد اكبر، خاصة في الوقت الذي باتت فيه قلة الحركة والنشاط البدني سمة من سمات العصر. وقالت الدكتور وفاء عايش اختصاصية التغذية في هيئة الصحة بدبي ان تناول الجسم أكثر من حاجته من السعرات الحرارية يؤدي إلى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض ومنها الوزن الزائد والكوليسترول وأمراض القلب والشرايين.

 

وقالت من المعروف انه كلما تقدم الإنسان في العمر بات من الصعب عليه التحكم في وزنه بسبب عدم قدرته على التحكم فيما يأكل ولذلك فإن المشي السريع لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل لا يحرق مئات السعرات الحرارية فحسب بل يقوي مستوى الطاقة والحيوية لدى الفرد طيلة النهار، ويعتبر المشي وسيلة رائعة لتخفيف الوزن ويحتاج الشخص إلى ساعة على الأقل يومياً ليحقق هذا الأمر، وعموما لا يبدأ الجسم بحرق دهونه فعليا الا بعد مرور 30 دقيقة على ممارسة أي نشاط جسدي.

 

وأضافت: تزايدت في السنوات الأخيرة الأبحاث التي تؤكد أهمية المشي السريع وأثره في تأخير أو حتى منع الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الأشخاص البدناء. وتشير إحدى تلك الدراسات إلى ان برنامجا محددا من المشي اليومي كان له اثر ايجابي مشابه للأدوية التي توصف لمنع الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

 

وأوضحت ان المشي السريع مفيد للقلب أيضا فالقلب عبارة عن عضلة وأي شيء يجعل الدم يتدفق بشكل أسرع عبر هذه العضلة يساعد في المحافظة على صحتها وأدائها لوظائفها بشكل مناسب لكن المشي السريع يفيد القلب بطرق أخرى فهو يخفف ضغط الدم فيساعد ذلك على تقليل الضغط على الشرايين ويعزز انتاج كمية اكبر من الكوليسترول الجيد (بج) في الدم ويسهم في تقليل لزوجة الدم وهذا الأمر ينقص احتمال تشكل الخثرات أو الجلطات الدموية وعلاوة على كل ذلك يخفض من المعاناة من نوبة قلبية بمعدل يصل إلى 50%.

 

وأضافت ان المشي يساعد أيضا على تقوية العضلات وتعزيز صحة العظام، وقد بينت دراسات مختلفة ان النساء اللاتي كن يمارسن الرياضة أو يمشين بشكل منتظم في العشرينات من أعمارهن ويستهلكن الكالسيوم بشكل جيد قد قللن احتمال إصابتهن بترقق العظام بنسبة 30% في السبعينات من أعمارهن اما التهاب المفاصل والذي يصيب الركبتين بالتحديد فقد أسهم المشي في تقليل الألم الناجم عنه من خلال تقوية العضلات المحيطة بالمفصل ولهذا ينصح الأطباء المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الالتزام بالمشي يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل لتحسين أوضاعهم الصحية.

 

وأشارت الدكتورة وفاء عايش إلى ان المشي يجعل المرء ايضا يشعر بالراحة والانتعاش، كما ان المشي بشكل منتظم قد يعالج حالات الاكتئاب التي تصل أحيانا إلى حد مرضي. صحيح ان مفعول الأدوية المضادة للاكتئاب أسرع الا ان المشي قد يخلص المرضى من هذه المشكلة فقد وجدت احدى الدراسات ان المصابين بالكآبة والذين كانوا لا يتناولون أي نوع من الأدوية قد تحسنت حالتهم النفسية بشكل كبير بعد التزامهم بنظام مشي يومي مقارنة مع الأفراد الذين كانوا يأخذون الأدوية وحدها. كما ان المشي يساعد ايضا في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقا لبعض الأبحاث التي أكدت ان المشي يحسن من حركة الأمعاء وبالتالي التخلص بسهوله من الفضلات الموجودة فيها.

 

وشددت على ضرورة اختيار الحذاء الرياضي المريح خاصة من الجزء الأمامي ليكون هناك مساحة جيدة امام القدمين وأثناء المشي عليه ان يسجل عنده كم من الوقت والمسافة استغرق المشي لكل يوم فهذا يزيد من حماسه وتحديه لنفسه من ناحية ليبذل أفضل ما لديه من طاقة ومن ناحية أخرى عليه ان يهيئ نفسه تدريجيا وأفضل حل لتفادي آلام العضلات هو البدء بشكل بطيء مع ممارسة بعض التمرينات ومن ثم زيادة مستوى النشاط بشكل تدريجي وفي النهاية على المرء ان يضع أهدافا واضحة أمامه.

 

فقد وجد بعض الأشخاص ان المشي في أوقات محددة يوميا كان له تأثير ايجابي كبير عليهم، والأمر المهم الآخر هو ان يغير الفرد في بعض طرق حياته كأن يصعد الدرج مثلا بدلا من استخدام المصعد، ان يتحرك لجلب ما يريده بنفسه بدلا من ان يطلبه من شخص آخر.