خبر أسعار خيالية للحمضيات في قطاع غزة !

الساعة 06:37 ص|12 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

وصلت أسعار الحمضيات إلى مستويات قياسية مقارنة مع جودتها، وارتفعت بشكل تعذر على الطبقة الفقيرة والمتوسطة شراؤها خاصة بعد أن أوصت الأبحاث الطبية بتناولها للوقاية من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير الذي تفشى في قطاع غزة الأسبوع الماضي.

وأبدى المواطنون تذمرهم الشديد من هذا الارتفاع غير المبرر واعتبروه نوعاً من الاستغلال الذي يجب أن يحاسب القانون عليه.

وبلغ سعر كيلو "الكلمنتينا المخال" منخفضة الجودة ستة شواكل فيما تعدى سعر كيلو "الفرنساوي" الخمسة شواكل وقفز سعر كيلو الليمون إلى ثلاثة شواكل فيما وصل سعر كيلو "الشموطي" خمسة شواكل.

وأكد المواطن تحسين أسعد أنه سيعود إلى منزله دون أن يشتري أي صنف من هذه الفواكه المحلية بسبب ارتفاع أسعارها، مشيراً إلى عدم قدرته على شراء كمية تكفي عائلته الكبيرة.

وقال أسعد إنه يحتاج لشراء ما قيمته عشرون شيكلاً على الأقل حتى يشبع أفراد عائلته الذين يلحون عليه لشراء الحمضيات وتناولها لمواجهة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير.

ولم تفلح جهود أسعد في إقناع أحد الباعة في خفض سعر كيلو "المخال" ما دفعه إلى مغادرة المكان وسط غضب ومطالبة بمحاسبة الباعة.

أما المواطن فايز داوود فقد اعتبر أن وباء أنفلونزا الخنازير أسهل كثيراً من وباء الاستغلال الذي يجتاح القطاع عند كل مصيبة، مشيراً إلى أن الأسعار قفزت بشكل سريع ومفاجئ خلال ساعات معدودة.

وطالب داوود الذي كان يبحث عن الحمضيات في سوق فراس المركزي وسط مدينة غزة بوضع حد لهذا الاستغلال الواضح والمتفشي في مختلف أسواق القطاع.

وقال إنه لا يصدق ارتفاع الأسعار بهذا الشكل خاصة وأنه قبل عدة أيام كان يشتري العديد من هذه الأصناف بأسعار أقل بكثير.

وتساءل داوود كيف الأمر لو أن هذه الأصناف تستورد من الخارج؟ معتبراً أن ما يجري زيادة في أوجاع المواطنين.

وأبدى داوود ضيقه من تصلب الباعة وإصرارهم على الأسعار التي يطلبون، واتهمهم باستغلال حاجة المواطنين الماسة لتناول الحمضيات لما تحتويه من فيتامين (c) الذي يقوي جهاز المناعة.

واضطر المواطن نافذ سليمان إلى شراء الليمون بعد أن أقنع أحد التجار ببيعه الكيلو الواحد بشيكلين ونصف، مشيراً إلى أنه سيطلب من زوجته عصره وإعطاءه للأبناء بدلاً من شراء أنواع الحمضيات الفاخرة.

وقال سليمان إن إمكاناته المادية لا تسمح له بشراء كميات كبيرة من الحمضيات الأخرى خاصة وأن أبناءه يحبونها ويأكلونها بكميات كبيرة عكس الفواكه الأخرى، نظراً لاحتوائها على مياه كثيرة.

وللتجار رأي آخر، إذ برر العديد منهم الارتفاع إلى انخفاض المحصول وعدم توفره في الأسواق والمزارع ورفض الحكومة السماح باستيرادها من إسرائيل.

وقال أحد التجار "إن التجار الإسرائيليين يعرضون علينا أنواعا ممتازة من الحمضيات بأسعار زهيدة جدا لكننا لم نحصل على تصاريح لاستيرادها".

وتوقع التاجر أن يقدم العديد من التجار على استيراد الحمضيات عبر الأنفاق لسد العجز الموجود في الأسواق وتلبية احتياجات السوق في هذه الأيام التي يكثر فيها الطلب على الحمضيات.

وخسر قطاع غزة آلاف الدونمات الزراعية المزروعة بالحمضيات المختلفة بعد أن جرفتها قوات الاحتلال وأحرقتها طيلة سنوات الانتفاضة التسع، إذ كان القطاع يشتهر في السبعينيات والثمانينات بزراعة الحمضيات وتصديرها على نطاق واسع.

ولم يتوقف ارتفاع الأسعار على الحمضيات، فقد ارتفعت كل المكونات التي تدخل في مكافحة والوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير، إذ ارتفعت أسعار عشبة اليانسون من قبله، ما دفع الحكومة بغزة إلى التدخل وفرض تسعيرة على الباعة لا تتجاوز 28 شيكلاً للكيلو الواحد.

وكان التجار رفعوا سعر كيلو اليانسون من عشرين شيكلا إلى نحو 100 شيكل بعدما أعلن الأطباء ضرورة تناول اليانسون بشكل يومي للوقاية من المرض، ما سبب فوضى وضجراً بين المواطنين الذين اشتكوا إلى الشرطة ما دفع وزارة الاقتصاد الوطني المقالة إلى التدخل.

كما ارتفعت أسعار الكمامات الواقية إلى شيكل واحد للكمامة بعد أن كانت تباع خمس كمامات بشيكل.