خبر كيف تشارك « إسرائيل » بالعمليات الأطلسية في البحر المتوسط ؟

الساعة 08:44 ص|11 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية (بروكسل من إبراهيم مرعي)

 هل تشارك “إسرائيل” في عمليات بحرية أطلسية في البحر الأبيض المتوسط؟ لغط كثير دار حول هذا الموضوع نظراً لحساسيته وخطورته بما يعنيه من مراقبة لحركة السفن ومتابعتها وإمكان تفتيشها واحتجازها تحت ستار “محاربة الإرهاب”؟

“الخليج” حاولت تتبع هذا الموضوع للوقوف على الحقيقة، وهل فعلاً أن “إسرائيل” تشارك في هذه العمليات كما تقول؟ هناك رواية أخرى مختلفة يحكيها مصدر مسؤول في حلف الأطلسي طلب عدم الكشف عن اسمه .

 

يقول المصدر، إنه في عام 2004 وفي اطار دول مبادرة اسطنبول التي تضم حلف الأطلسي وعدداً من الدول العربية، والتي تدعو إلى “تشجيع التعاون العسكري للمساهمة في تبادلية التشغيل من خلال المشاركة في مناورات وتمرينات عسكرية معينة”، من بينها العمليات البحرية لمواجهة العمليات الارهابية وردعها واحباطها . وفي إطار دول الحوار المتوسطي، دعا الحلف عام 2006 هذه الدول (المغرب، موريتانيا، الجزائر، تونس، الأردن، مصر، و”إسرائيل”) للمشاركة في عمليات بحرية في اطار ما يسمى “التعاون البحري في اطار عملية المسعى الفعال” .

أضاف المصدر، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول ،2006 تم الاتفاق على “إطار عمل” بين الأطلسي و”إسرائيل” ومن خلال الحوار المتوسطي، تشارك “إسرائيل” بموجبه بالعمليات البحرية للحلف، واعتبر الاتفاق آنذاك بمثابة “خطوة مهمة إلى الأمام للتعاون مع الحلف” .

 

ويضيف المصدر، انه في الثاني من يونيو/ حزيران ،2008 وافق المغرب على الانضمام إلى العمليات البحرية الأطلسية في المتوسط، وقام رئيس بعثة المغرب في المؤسسات الأوروبية منور عالم بتبادل رسائل بهذا المعنى مع أمين عام الحلف السابق جاب دي هوب شيفر خلال احتفال أقيم بمقر الحلف في بروكسل .

 

وتهدف هذه العمليات “لمتابعة ومراقبة وردع النشاطات الارهابية في البحر الأبيض المتوسط” .

  ويوضح المصدر أن هناك قواعد محددة للعمليات البحرية، فمثلاً عند رصد سفينة مشتبه بها، يتم ابلاغها وطلب اذن بالصعود إليها وتفتيشها، وذلك يتم بعد موافقتها، والتفتيش لا يتم بالقوة .

 

سألته، ماذا لو رفضت السفينة تفتيشها؟ فيرد أن التفتيش لا يتم لكن تتم متابعة حركتها لمعرفة الجهة المتوجهة إليها .

 

وحول مشاركة “إسرائيل” بعمليات المراقبة البحرية، يقول المصدر، إن “إسرائيل” قررت العام الحالي المشاركة في النشاطات البحرية الأطلسية بارسال ضباط بحرية واستخبارات إلى مقر الحلف . وقد بعثت تل أبيب بشهادة إلى القيادة العسكرية الأطلسية حول السفينة التي يمكن استخدامها على أن تتمتع بمواصفات محددة يوافق عليها الحلف، وحتى الآن لم تصدر هذه الموافقة .

 

سألته: لكن “إسرائيل” تقول إن بحريتها تشارك بالعمليات البحرية الأطلسية في المتوسط؟ فرد بالنفي، وقال إن موافقة الحلف لم تصدر حتى الآن .

وسألته ثانية: وكيف يمكن للحلف أن يحدد ما إذا كانت السفينة مشبوهة أم لا؟ فقال “من خلال المعلومات الاستخبارية التي نجمعها” .

 

وقلت له: “يمكن ل “إسرائيل” أن تعطيكم المعلومات الاستخبارية التي تريد لمتابعة وملاحقة السفن التي تتوجه إلى الموانئ العربية”؟ فرد قائلاً: “هل تتصور أن حلف الأطلسي يمكن أن يصدق أية معلومة استخبارية تصل إليه من أية جهة”؟

ونفى المصدر المسؤول أن تكون العمليات البحرية في المتوسط تستهدف أية دولة أو جهة عربية، وقال إن العمليات تتم في شمال البحر المتوسط .

 

وقلت له إن “إسرائيل” أقدمت قبل أسابيع على خطف سفينة واقتادتها إلى أحد موانئها، وزعمت أنها محملة بالسلاح، فقال إن لا علاقة لحلف الأطلسي بهذا الحادث، والبحرية “الإسرائيلية” هي من قامت بالعملية مائة في المائة .

  

وعن مشاركة الرباط، قال المصدر إن الحلف اتصل بالمغرب الذي وعد بالمشاركة في أقرب وقت ممكن . لكن “الخليج” علمت أن السفينة الحربية المغربية ليست جاهزة بعد، وقد لا تنضم للعمليات إلا العام المقبل .