خبر « حماس »: لم نستلم رد اسرائيل وشاليط لم يُفحص طبياً

الساعة 06:28 ص|11 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

نفت مصادر قيادية في حركة «حماس» ما تردد عن أن الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت خضع لفحص طبي من جانب أطباء اصطحبهم الوسيط الألماني، فيما رأت مصادر موثوقة في الحركة أنه إذا جرى ذلك، فهذا يعني أن الصفقة في عداد المنتهية، أي تم الاتفاق على إنجازها. وقالت المصادر لـ «الحياة»: «سنبذل ما في وسعنا من أجل أن تتم الصفقة، لكن يبدو أنها لن تنجز قريباً إلا إذا غيّر الجانب الإسرائيلي نهجه من التعامل ... فهو متعنت في ما يتعلق بالأسماء وإطلاق المقدسيين وقضية الابعاد، كما أنه يضع فيتو على أسماء محددة بعينها، وكذلك هناك إشكالية في شأن إطلاق بعض النساء»، موضحاً أن «حماس» تصر على إطلاق جميع النساء والأطفال الأسرى في المعتقلات الإسرئيلية.

 

واضافت: «ما لم تتم الصفقة على الوجه الذي نريده تماماً، سنخرج إلى الإعلام ونتحدث صراحة عن أسباب عدم إنجازها». ولفتت إلى أن الحركة حتى الآن لم تتسلم الرد الإسرائيلي، إلا أنها أوضحت أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز الصفقة. واضافت: «اقتربنا من الحد الذي يمكن أن نرضى به أكثر من أي وقت مضى، لكن على إسرائيل حل بعض التفصيلات، ونحن ننتظر لأننا لسنا في عجلة».

 

ورأت أن إسرائيل ستكون مخطئة في حال لم تستجب لمطالب «حماس»، واصفة مطالب الحركة بأنها التزام وتعهد من المقاومة أمام أسراها لا رجعة فيه على الإطلاق. وأشارت إلى الصفقة الأولى التي عقدها «حزب الله» مع إسرائيل وعدم استجابتها لمطالب الحزب بإطلاق الأسير سمير القنطار، وأنها اضطرت للاستجابة إلى مطالب الحزب كارهة في الصفقة الثانية. وقالت المصادر: «لن نتخلى عن أسرانا، وسنفعل ما في وسعنا لإنقاذهم وإطلاقهم، ونحن متمسكون بضرورة الإفراج عن شخصيات لها رمزيتها».

 

وفي ما يتعلق بمسألة الإبعاد، أجابت المصادر: «رفضنا مسألة الإبعاد كمبدأ، لكننا قبلنا بأن يخيّر السجناء، في حال وافق السجين فهذا شأنه الخاص». وكشفت أن إسرائيل حتى الآن ترفض إطلاق 100 أسير، معتبرة أن هذا بحد ذاته تقدم، لكنها لفتت إلى أن هذا التقدم لن يكتمل إلا بإنجاز الصفقة. وحذرت من الإفراط في التفاؤل على رغم أن الجهود مستمرة من الوسيط الألماني، وأنها وصفت المفاوضات بأنها «فاعلة»، مضيفة: «لدينا شعور بأن الصفقة لن تتم قريباً لأن ما يعنينا هو الاستجابة لمطالبنا، وسننتظر لأننا لا نقيم لعامل الوقت وزناً». واستبعدت ما تردد من أن يكون الجانب الأميركي تدخل سلباً لدى الإسرائيليين حتى لا يتم إنجاز الصفقة، وقالت إن الإسرائيليين، في ما يتعلق بشاليت، لا يخلطون الأوراق ويعتبرون هذه المسألة شأناً داخلياً بحتاً، مضيفة أن الداخل الإسرائيلي يدرك أن ثمن حرية شاليت باهظ جداً، وهم غير معنيين بصورة الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) إن كانت ستتأثر سلباً بإنجاز هذه الصفقة ... وما يعني الحكومة الإسرائيلية تقديم شيء للداخل الإسرائيلي في ظل تسلح حركات المقاومة وتعثر العملية السلمية وتعقد الملف الإيراني.

 

في السياق ذاته، قال نائب الأمين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عبد الرحيم ملوح لـ «الحياة» إن الأمين العام للجبهة أحمد سعدات من ضمن الأسماء التي ترفض إسرائيل إطلاقها. وعما إذا كانت الجبهة تقبل بإطلاق سعدات شرط إبعاده، أجاب: «لم يبحث الأمر معنا»، مضيفاً: «حتى الآن لا يوجد اتفاق بين حماس وإسرائيل، ونعلم أن الإسرائيليين حتى هذه اللحظة يرفضون الإفراج عنه، لذلك لم نناقش الأمر، لكن من حق الأسير أن يعود إلى المنطقة التي اعتقل منها، وسعدات اعتقل من رام الله مقر إقامته، وهو مواطن، ورام الله مدينة محتلة والحياة فيها مقيدة». ولفت إلى أن تجربة الإبعاد سيئة، مشيراً إلى المبعدين في الانتفاضة الثانية والذين حوصروا في كنيسة المهد الذين ترفض إسرائيل حتى الآن عودتهم على رغم أن الاتفاق كان على أن الإبعاد لفترة محددة، إضافة إلى أن ظروف حياتهم سيئة فهم مقيدو الحركة وقطعت عنهم رواتبهم.