خبر مسابقة ملكة جمال فلسطين تثير الخلاف بين رام الله الراعية وغزة المنتقدة

الساعة 06:25 ص|11 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

رغم الخلافات التنظيمية والسياسية بين ابناء الشعب الفلسطيني التي ادت الى الانقسام ما بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح، جاءت الاثنين الماضي قضية فجرت حربا اعلامية جديدة ما بين حكومة رام الله التي ترعى مسابقة ملكة جمال فلسطين وبين حكومة غزة التي انتقدت تلك المسابقة واعتبرتها سقوطاً اخلاقياً مطالبة بوقفها.

وفي حين اعلنت سلوى يوسف مديرة شركة 'تريب فاشن' المنظمة لمسابقة ملكة جمال فلسطين في رام الله ان وزارتي الاعلام والثقافة في حكومة الدكتور سلام فياض تشاركان في لجنة التحكيم شنت الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة حملة انتقاد للمسابقة.

واستنكرت وزارة شؤون المرأة التابعة لحكومة غزة الخميس تلك المسابقة التي ستجرى في 26 كانون الأول (ديسمبر) الجاري بمشاركة 58 متسابقة، من بينهن 26 من داخل منطقة 48 و32 من الضفة الغربية.

وقالت الوزارة في بيان صحافي 'إن هذا الإعلان يأتي في إطار السقوط الأخلاقي الذي يجري في الضفة على مرأى ومسمع حكومة رام الله التي تشارك في هذا السقوط من خلال مشاركة وزاراتها في لجنة التحكيم لاختيار ملكة الجمال، وكذلك مشاركة شخصيات رفيعة، ضاربة بعرض الحائط كافة الأعراف والتقاليد الفلسطينية النابعة من ثقافة مجتمعنا الفلسطيني'.

واكدت مديرة الشركة المنظمة للفعالية بإن المسابقة تلقت الدعم المعنوي من السلطة الفلسطينية حيث ستشارك في لجنة التحكيم وزارة الإعلام، والثقافة، إضافة إلى دعم مادي من بعض الشركات المحلية.

ومن جهتها طالبت حكومة غزة من خلال وزارة شؤون المرأة 'أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية بأن يهبوا لوقف هذه المهزلة التي تضر بسمعته الطاهرة وتاريخه المشرف،.. حيث أننا ندرك تماما أن الذي يقف وراء هذه الشركة هي حكومة رام الله التي تريد طمس جهاد أشرف شعب عرفته الدنيا بدليل المشاركة الرسمية لوزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الثقافة'.

وطالب البيان 'حكومة رام الله بوقف عمل شركة 'تريب فاشن'، فورا ومساءلة مديرتها سلوى يوسف، وإلا فإن التاريخ لا يرحم'، مناشدة 'أهالي الفتيات اللواتي سيشاركن في تقديم أنفسهن لهذه المسابقة بسحب أسماء فتياتهن لأن هذا العمل الفاضح يتعارض مع مبادئ شعبنا الفلسطيني'.

وقالت سلوى يوسف مديرة الشركة المنظمة إن هذا الحدث هو الأول من نوعه في فلسطين الذي يجمع بين فتيات من الضفة الغربية، ومن الاراضي المحتلة عام 1948، مشيرة الى أن 200 مشاركة تقدَّمْن بطلب للمشاركة في المسابقة، تم قبول 58 فتاة فقط.

وذكرت يوسف أن من بين المشاركات في المسابقة 32 فتاة من الضفة الغربية، و26 فتاة من أراضي منطقة 48، وأن الطلبات التي قدِّمت من الضفة الغربية كان معظمها من مدينة رام الله، وان عدداً قليلاً من الطلبات من محافظات الشمال والجنوب.

وأوضحت يوسف أن عروض التصفيات للمسابقة بدأت في العاشر من الشهر الجاري، حيث سيتم اختيار خمس مشاركات في النهائي، وستتوَّج الفائزة (ملكة جمال فلسطين 2009)، وسيتم اختيار وصيفتين للملكة، منوِّهة بأن الملكة ستتوَّج في 26 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

ومن جهتها هددت وزارة المرأة في غزة 'لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه المهزلة وسنقدم كل من ساهم في إيذاء سمعة شعبنا إلى المحاكم'، مطالبة 'اصحاب الرأي والأقلام الفلسطينية والشخصيات الوطنية بأن يشرعوا أقلامهم تنديدا وفضحا لا يمس سمعة شعبنا ويضغطوا على حكومة رام الله بوقف هذه المهزلة' حسب البيان.

ومن ناحيته هاجم حزب التحرير في فلسطين الجهات التي تنظم المسابقة، مطالبا بوقف فعالياتها، وقال في بيان له الخميس إن السلطة الفلسطينية 'تسعى لنشر العار وإشاعة الفاحشة والفساد بين أهل فلسطين، من خلال رعاية وترويج إفرازات الثقافة الغربية التي تعاملت مع المرأة على أنّها سلعة تُباع وتُشترى، وذلك من أجل النيل من المرأة المسلمة بعدما سجّلت صفحات عفة وعزة وهي تنجب الأبطال والاستشهاديين، وتشارك الرجال في ميادين التضحية والكفاح'.

وهاجم حزب التحرير رعاية الحكومة الفلسطينية برام الله لتلك المسابقة بمشاركتها في لجنة التحكيم قائلا 'تأتي هذه الرعاية لمثل هذه النشاطات التخريبية من قبل السلطة ضمن سياسة كسر المحظورات واستمراء المحرمات التي تنتهجها السلطة من خلال نشاطات مؤسساتها السلطوية، ومن خلال رعايتها لنشاطات المؤسسات الأجنبية والمحلية التي تسير بحسب الرؤية الغربية، والتي تهدف للقضاء على القيم الإسلامية ونشر القيم الغربية الفاحشة بدلاً منها، ومن الواضح أن هنالك تسارعا في هذه السياسات والتوجهات السلطوية، فقد رعت ونظمت السلطة قبل شهرين مباراة كرة القدم النسوية التي كشفت فيها العورات، وعملت على حشد الناس لمباركة تلك الأفعال المشينة'.

واضاف بيان الحزب 'أن مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين تتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا الرفيعة التي تدعو إلى الفضيلة وصيانة المرأة من كل مظاهر الابتذال والانحطاط، فالإسلام قد أعز المرأة ورفع مكانتها وكرمها بغض النظر عن جمالها أو لياقتها البدنية، وجعلها عِرضاً يجب أن يُصان، وحرم عليها أن تتبرج وتظهر زينتها وعورتها أمام الرجال الأجانب، وحرم النظر إلى العورات وأمر بغض البصر'.

ومن جهتها قالت مديرة الشركة المنظمة للمسابقة بإن الفائزة في المسابقة ستحصل على سيارة حديثة، ورحلة إلى تركيا لمدة عشرة أيام، إضافة إلى 2700 دولار امريكي مقدمة من شركة محلية.

ومن جهته أدان الشيخ حامد البيتاوي رئيس 'رابطة علماء فلسطين' وعضو 'المجلس التشريعي الفلسطيني' عن 'كتلة التغيير والإصلاح' التابعة لحماس إقامة مسابقة 'ملكة جمال فلسطين' في الضفة الغربية، مطالبا بوقفها، مستهجنًا رعاية السلطة ودعمها هذا الحدث.

وشدد البيتاوي على أنه لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي وله أكثر من 12 ألف أسير، بينهم شيوخ وأطفال ونساء، وقدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده، أن يقابل من جهات ومن سلطة تنظم مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة على حد قوله.