خبر صحيفة: مروان البرغوثي يبرز كاحد كبار قادة « فتح » المتنافسين على الرئاسة الفلسطينية

الساعة 07:07 م|10 ديسمبر 2009

صحيفة: مروان البرغوثي يبرز كاحد كبار قادة "فتح" المتنافسين على الرئاسة الفلسطينية

فلسطين اليوم – وكالات

 كتب مراسل صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية بن لينفيلد من رام الله يقول انه فيما بدا الرئيس عباس على استعداد للتخلي عن منصبه، انبعث صوت امين سر اللجنة الحركية العليا لـ"فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في سجن نفحة الاسرائيلي من وراء لقضبان الحديد متحدثاً عن احتمال ترشيح نفسه لذلك المنصب.

 

وكانت المحاكم الاسرائيلية قد اصدرت عدة احكام بالسجن المؤبد ضد مروان البرغوثي، وان كان من المحتمل ان يطلق سراحه بموجب صفقة تبادل الاسرى.

 

وتقول الصحيفة البريطانية انه يبدو ان البرغوثي يجس النبض في احتمال ان يخلف الرئيس محمود عباس في منصبه. وتضيف انه انتقد أمس الرئيس عباس لاعتماده على المفاوضات وحدها في التعامل مع الدولة العبرية، وقال انه يدرس امكانية ترشيح نفسه عندما يتم تحديد موعد للانتخابات في ظل توافق وطني.

 

وقالت الصحيفة البريطانية: "يعتبر البرغوثي ابرز السياسيين السجناء في اسرائيل، وهو من بين 960 فلسطينيا يمكن ان تطلق اسرائيل سراحهم في حال التوصل الى اتفاق مع "حماس" على اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي احتجز خلال هجوم عبر الحدود قبل ثلاث سنوات.

وقد اطلق عليه لقب "مانديلا فلسطين" نتيجة ما يتمتع به من سمعة طيبة واستعداده للمواءمة بين اوضاع التهدئة ومواقف المجابهة والتحدي. وقد شددت "حماس" على ضرورة اطلاقه لكي تبرز ان اهتمامها يتناول المجتمع الفلسطيني باكمله وليس افرادها فحسب.

 

وقال البرغوثي لـ: "المفاوضات فشلت، ولكن نحن لا نستبعد المفاوضات من حيث المبدأ ولا نرفضها"، لكنه شدد على ان المفاوضات "يجب اسنادها بصمود وطني ووحدة وطنية وبرنامج وطني ومقاومة شعبية فاعلة يشارك فيها الجميع".

 

وتقول الصحيفة البريطانية ان تلك كانت دعوة الى العودة الى المظاهرات الشعبية في اول انتفاضة وهي التي قام البرغوثي فيها بدور محوري الى حين ابعاده في العام 1989. لكنه اضاف في لهجة ترفض الهجمات المباشرة على المدنيين داخل اسرائيل، انه لا بد للمقاومة من ان تسير وفق القانون الدولي.

 

وتقول ايضا ان الحكومة الاسرائيلية منقسمة على نفسها في موضوع اطلاق البرغوثي، اذ وصفه وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان بانه "ليس قاتلا فحسب بل هو زعيم قتلة". وبالمقابل فان وزير البيئة التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازار يدعو الى اطلاقه ويصفه بانه عملي ومن انصار اتفاقات اوسلو للعام 1993. وقال بن اليعازر في اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسيايسية الخميس ان "ابو مازن ضعيف والوحيد الذي يمكن ان يكون زعيما هو البرغوثي وهو الذي بالامكان صنع السلام معه".

 

وقاد البرغوثي المسيرات الشعبية نحو نقاط التفتيش الاسرائيلية في الانتفاضة الثانية التي انطلقت في العام 2000، وهو ما ادى الى صدام مع الجنود الاسرائيليين. والقى خطبا مثيرة ودعا الى استخدام العنف لانهاء الاحتلال. وفي العام 2002 اصدرت محكمة اسرائيلية خمسة احكام بالسجن مدى الحياة ضده بتهمة كونه زعيما للميليشيات التي قيل انها تسببت في مقتل اربعة اسرائيليين وكاهن ارثوذكسي.

 

ويقول المحللون ان اطلاق سراح البرغوثي يجعل استقالة عباس من رئاسة السلطة الفلسطينية اكثر قربا. ففي خضم الشعور بالاحباط من مواقف ادارة اوباما واسرائيل لرفض هذه الاخيرة الموافقة على تجميد الاستيطان، وصل الرئيس عباس الى طريق مسدود. وقال انه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة.

 

ويقول هاني المصري، رئيس مكتب الدراسات "بدائل" في رام الله ان "اطلاق سراح البرغوثي يبين ان هناك بديلا، وسيعجل في انتهاء ولاية عباس". وقال البرغوثي انه لن يفكر في الترشح لمنصب الرئاسة الا اذا اجريت الانتخابات في اطار "مصالحة وطنية" بين "فتح" و"حماس". واعرب عن امله في اجراء الاقتراع في حزيران (يونيو).

 

وقال قدورة فارس، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، ان "بامكان البرغوثي الفوز في الانتخابات وتحقيق المصالحة مع حماس". ولاثبات القدرة على المصالحة اشار فارس الى ان البرغوثي اشرف في العام 2006 على اعداد وثيقة صيغت مع زعماء في السجن من "حماس" تؤكد اقامة الدولة الفلسطينية في منطقتي الضفة الغربية وغزة اللتين احتلتهما اسرائيل في الحرب عام 1967. واعتبرت وثيقة الوفاق الوطني تلك في آنذاك وثيقةً تحمل اعترافا صريحا من جانب الحركة الاسلامية باسرائيل.