خبر السلطة الفلسطينية رافضو السلام.. يديعوت

الساعة 01:05 م|10 ديسمبر 2009

السلطة الفلسطينية لابو مازن تجد صعوبة في أن تصدق بانه هذا يحصل لها: فهي تبدأ في اتخاذ صورة في العالم كرافضة للسلام؛ هي، التي كانت واثقة قبل نحو سنة بان مصيرها بدأ يضحك لها وأن رئيسا امريكيا من الاساطير سيحقق كل امانيها. وفي غضون السنة انقلبت الجرة على فمها، وبدلا من أن يتخذ نتنياهو صورة الرافض، بدأ المزيد فالمزيد من الناس في العالم يفهمون بانها هي الرافضة.

خطوتان لنتنياهو نجحتا في تغيير الصورة: استعداده لدولة فلسطينية، دون اعادة اللاجئين ودون القدس، خطوة لو كان الفلسطينيون جديين بشأنها، لكانوا اخذوها منذ زمن بعيد، والتجميد المؤقت للمستوطنات والذي وضع ابو مازن في مشكلة اخرى. اسرائيل اتخذت خطوة، فلماذا ترفض التفاوض معها؟ يسألونه في العالم. عبء البرهان بات عليه، وذلك في الوقت الذي لم يتخذ فيه هو أي خطوة تجاه اسرائيل. بالعكس، سلطته تواصل التحريض ضد اسرائيل.

وبينما تبدي اسرائيل الاستعداد للمفاوضات فورا والان، يطرح الفلسطينيون شروطا مسبقا ويفقدون تأييد الغرب. شروط مسبقة للمفاوضات مع اسرائيل؟ وكأنه لم تكن اوسلو، لم يكن اعتراف متبادل واتفاقات موقعة. عندما يدور الحديث عن حقوق الفلسطينيين، فان الاتفاقات المشتركة تكون قائمة ونافذة، اما عندما يدور الحديث عن اعتراف باسرائيل، فان الاتفاقات فجأة تتبدد.

اضافة الى ذلك تلقت القيادة الفلسطينية في الاسابيع الاخيرة فقط صفعة أليمة، في اعقاب فكرة "الدولة من طرف واحد" التي وضعت فكرتها. الولايات المتحدة أوضحت لهم بابرد واكثر شكل تصميما، بانه لا يوجد أي فرصة في أن تؤيد خطوة بائسة كهذه. والاخطر من ناحيتهم: الاتحاد الاوروبي ايضا اوضح بشكل صريح بانه لن يؤيد الخطوة او الدولة احادية الجانب كهذه. فالخطوة تتعارض مع كل مذهب الاوروبيين الذين يقوم على اساس المفاوضات والاعتراف المتبادل.

ولكن ماذا عن الكراهية لاسرائيل؟ تلعثم الفلسطينيون ممن لم يفهموا بان الكراهية لاسرائيل لا تعني بالذات العطف على الفلسطينيين. وقد تشوشوا بين مناهضة الاسرائيلية وتأييد الفلسطينيين. وهم لا يفهمن بان هناك كثيرين في العالم يكرهون اسرائيل، ولكنهم يستخدمونهم، هم الفلسطينيين، كورقة تين لهذه الكراهية.

كما ذهل الفلسطينيون في أن يروا تطوير العلاقات بين اسرائيل واوروبا، وهي الخطوة التي حاولوا منعها. رياض المالكي (في ماضيه كان رجل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين")، ندد بالتقارب مع اوروبا. الفلسطينيون لا يفهمون: كيف يحصل أن الاوروبيين قد يتقربون من اسرائيل؟ فقد انصتوا بقدر اكبر لبرامج الكراهية في معظم القنوات العربية، والتي تشدد فقط على السلبي بالنسبة لاسرائيل، ومثل كل من يعتمد على تقاريرهم، لا يمكنه أن يفهم الصورة الحقيقية.

مخيب اكثر للامال من ناحية الفلسطينيين هو أنه لم تعرب أي جهة عربية عن تأييدها للخطوة الفلسطينية احادية الجانب. كان هناك من ذكروهم بسخرية بانهم سبقوا أن ايدوا الدولة الفلسطينية التي اعلنوا عنها في 1988...

هكذا بقي الفلسطينيون، مرة اخرى وحدهم. الجميع ظاهرا يؤيدونهم، يتنافسون في الصراخ في صالحهم، ولكن في لحظة الحقيقة، مثلما هو الحال دوما، يتركونهم لحالهم.

هم، الذين ارادوا عزل الولايات المتحدة واسرائيل في الخطوة احادية الجانب، عزلوا انفسهم، عرضوا انفسهم كرافضي سلام كمن يعارضون العلاقة الحقيقية مع اسرائيل، كمن يريدون فرض رأيهم على العالم. ادارة اوباما باتت تتحفظ منهم أكثر فأكثر؛ وبشكل جارف فقط خسروها. الخطوة احادية الجانب كلفت ابو مازن ورجاله ثمنا باهظا وليس لديهم في هذه اللحظة فكرة عما ينبغي ان يردوا به على نتنياهو، الذي يقف وينتظر الحوار معهم.