خبر مسرحية: من يتأثر من احتجاج المستوطنات.. اسرائيل اليوم

الساعة 01:02 م|10 ديسمبر 2009

بقلم: مورية شلوموت

كل شيء رمزي، اذا لم يكن وهميا، في قرار الحكومة تجميد البناء في المستوطنات. كما أن مؤشرات التصميم التي تبديها الحكومة هي جزء من المسرحية الكبرى. فقد سبق لرئيس  الوزراء ووزير الدفاع ان اعترفا دون تلعثم ودون ان يرمش لهما جفن، بان الاعلان يرمي الى عرض اسرائيل كمن وجهتها السلام. قادة الدولة ينشغلون بالتسويق وليس بالجوهر. الصياغة ليست مصادفة. تجميد المستوطنات لعشرة اشهر لا يرمي  الى دفع المفاوضات والمسيرة السلمية الى الامام بل التظاهر بان هذه هي نيتنا.

 ايهود باراك مرة اخرى"يقلب كل حجر" في الطريق الى اتفاق السلام. الفلسطينيون، الذين يعرفون هذه الالاعيب لا يتأثرون بالبادرة. لديهم مفهوما مغايرا عنا للزمن. فهم لن يبيعوا مطالب 42 سنة احتلال مقابل عشرة اشهر تجميد.

 من مع ذلك يتأثرون، او للدقة يتأثرن، او على نحو ادق يتظاهرن بالتأثر، من الحدث؟ بنات المعاهد، اللواتي تقفن في جبهة الصراع ضد اوامر التجميد. فتيان التلال حبسوا في الصندوق لان الرأي العام لم يعد يستطيبهم، وفي مكانهم جاءت الى الوعي فتيات المعاهد.

 من شاهد الصور من رفافا ومعاليه لبونا ورأى احتجاج البنات، ما كان يمكنه أن يفوت رؤية الشرارة في العينين والابتسامة على الشفتين. يبدو أنهن تستمتعن بكل لحظة. الفعل، الرسالة، التلفزيون – كل هذه ستبقى ثابتة على قلوبهن كعمل عاصف على نحو خاص في بني عكيفا، حين ستنهين المعهد او يواصلن المسار نحو رياض الاطفال او التعليم في المدارس (بالمناسبة، انا لا اتعالى. انا تماثل تماما مع هذا الرضى، مع المتعة والاحساس بالمعنى الذي ينطوي عليه نشاط الاحتجاج). المسألة هي لماذا هن اللواتي ارسلن الى الجبهة. فهل يدور الحديث عن ظاهرة أصيلة ام عن خطوة مدروسة لقادة الكفاح؟

 لاسفي، يبدو هذا مثل حملة مدروسة تحاول اصابة الهدف الاسرائيلي التقليدي.

 بنحاس فلرشتاين واصدقاؤه من المتفرغين للكفاح منشغلون بتجنيد الاموال وايادي النواب في الكنيست وفتيان التلال محشورون، ومن تبقى هن اولئك البنات ذوات الغرة واللواتي هن حقا القسم الاكثر اثارة للعطف الذي يمكن الحصول عليه من بين المستوطنين .

 فهن طليقات اللسان، مثقفات، مكافحات بقدر ما، ذوات نظرة حاذقة، ومظهرهن امام الجنود او شرطة حرس الحدود ترجح دوما الكفة في صالحهن. جمع كامل الاوصاف للمعركة الحالية. مهمتهن هي الصراخ – دور نسائي من فجر التاريخ. وهن يصرخن كي يجندن تأييدنا الانساني، الغريزي، ضد خطوة صغيرة وهمية، غير تاريخية. الجميع يعرف بان التجميد الحالي بعيد عن أن يكون خطوة على طريق المصالحة التاريخية. وعليه فان الاحتجاج الذي يبدو كصرخة المقتلعين وكبداية عصيان مدني يتميز بانعدام التوازن وانعدام الاصالة. ومع ذلك فمن بالذات تخدم هذه الدراما؟

 اولا وقبل كل شيء آخر، نتنياهو وحكومته. المعارضة الصاخبة للتجميد المؤقت تخدم المفهوم القديم، الذي تبدد في فك الارتباط، في أن اخلاء المستوطنات متعذر.

 وهكذا يكون بوسع نتنياهو ان يتمتع بكل العوالم: فهو يشتري الوقت والعطف العالميين في الوقت الذي تقوم فيه بات المعاهد بالعمل الاسود نيابة عنه. والان يجرب حيلة الاستفتاء الشعبي التي تأتي لمراكمة العوائق وليس لتوفير تأييد وزخم للمسيرة السياسية.

 نتنياهو عاد كرئيس وزراء اكثر ذكاء بقليل، ولكن ليس بما يكفي كي يشوش نوايا نتنياهو القديم.