خبر متخصص بشؤون القدس: على الأمتين العربية والإسلامية تقبل التعازي سلفا في الحرم القدسي

الساعة 05:26 ص|10 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

استبعد متخصص في شؤون القدس والاستيطان أن تقدم إسرائيل على هدم المسجد الأقصى خلال الشهور القادمة، وإن كان حذر من أن الأمر قريب. وقال البروفسور إبراهيم جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم، لـ«الشرق الأوسط»، إن على الأمتين العربية والإسلامية أن تتقبلا التعازي سلفا في المسجد لأقصى.

وحذر جابر من أن حفر الأنفاق في محيط الأقصى وصل إلى أقل من 50 مترا عن قبة الصخرة، وقال إن الحفر يتركز في الجهة الجنوبية الغربية بدءا من باب السلسلة إلى باب المغاربة (أقرب نقطة إلى قبة الصخرة)، ويجري بعمق 15 مترا، وتستخدم إسرائيل في عملية الحفر مواد كيماوية.

وأوضح جابر: «هم يعتقدون أن الهيكل كان محل قبة الصخرة، بصفتها تقع على قمة في ساحات الأقصى (تلة الظهرة)». وأضاف: «يسمونها قدس الأقداس والحفريات تستهدفها أساسا». وتبدو السيناريوهات الإسرائيلية، حسب جابر، متعددة، ومنها استخدام متفجرات في الأنفاق أو سيارات مفخخة أو صواريخ عن بعد، لكن أخطر هذه السيناريوهات التي يراها جابر، ويعتبرها أقرب إلى الواقع، هي استخدام إسرائيل لقنابل ارتجاجية تفجرها في الأنفاق، فتنهار قبة الصخرة بعدما تصبح أساساتها ضعيفة بسبب الحفر، ويبدو الأمر كأنه هزة أرضية.

وسلطت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الضوء على ما قالت إنه نبوءة تعود إلى أحد حاخامات القرن الـ18 والمعروف باسم جاؤون فيلنا، قال فيها إن بناء الهيكل سيبدأ في 16 مارس (آذار) من عام 2010 المقبل، وربط ذلك بتدشين معبد «خوربا» (الخراب) الكائن بالحي اليهودي بالقدس. وقالت «هآرتس» إن الحكومة الإسرائيلية ستنتهي بالفعل في الخامس عشر من مارس من إعادة تشييد المعبد الذي يعد أحد أهم دور العبادة اليهودية في القدس، وتم تدميره خلال حرب عام 1948.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعبد تم بناؤه في أوائل القرن الـ18 على يد تلاميذ الحاخام يهوذا هحاسيد، أحد كبار الحاخامات اليهود في هذا القرن، و«تم تدميره بعد ذلك بوقت قصير من قِبل المسلمين ثم أعيد بنائه في منتصف القرن الـ19 ليكون من أكبر المعابد آنذاك، ثم تم تدميره مرة أخرى في عام 1948 من قِبل أحد فيالق الجيش الأردني خلال حرب 1948».

وحسب الصحيفة فإنه منذ عدة سنوات وبالتحديد في عام 2001 قررت الحكومة الإسرائيلية فجأة إعادة تشييد المعبد.

ومؤخرا حاول المستوطنون شن عدة هجمات على الأقصى، بدعوى من منظمات يهودية متطرفة، لإقامة صلوات خاصة ببناء الهيكل، وانتهت هذه المحاولات إلى فشل بعدما تصدى الفلسطينيون لهؤلاء. وقال جابر إن كل ذلك، بما فيه محاولات تهويد المدينة، يتم بأوامر الحكومة الإسرائيلية. وأضاف: «الحكومة الإسرائيلية تنتظر الوقت المناسب، هناك حسابات خاصة بهم، وهم يخشون ردة فعل لا يمكن السيطرة عليها حتى عربيا».

وسبب ثانٍ يرى أبو جابر أنه يمنع هدم قبة الصخرة: «هناك موانع دينية». وأضاف: «إنهم يعتقدون أنهم غير طاهرين لإقامة هيكلهم المزعوم. إنهم ينتظرون ظهور العجل الأحمر وإحراقه والتطهر برماده». ويقول أبو جابر إن الإسرائيليين أتموا الاستعدادات لاقتحام الأقصى، وبناء هيكلهم وقد أقاموا مصنعا كبيرا قرب مدينة عراد في النقب لإنتاج حجارة خاصة ببناء الهيكل.

وقبل ذلك أدت محاولات المس بالأقصى إلى مواجهات كبيرة، ووحدها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون إلى الأقصى عام 2000 كانت كفيلة بإطلاق الانتفاضة الثانية التي عُرفت بانتفاضة الأقصى.

وحتى الآن لم يجد الإسرائيليون من خلال حفرياتهم ما يدل على هيكل سليمان، وهي حفريات بدأت أساسا منذ عام 1967 وتمت بمبادرة مؤسسات حكومية إسرائيلية أو منظمات يهودية، بحجة البحث التاريخي والعلمي.