خبر كلنا مستوطنون .. هآرتس

الساعة 10:00 ص|09 ديسمبر 2009

بقلم: عميرة هاس

أكان أحد من المستوطنين الذين قاموا هذا الاسبوع مراقبي الادارة المدنية يعيش في المستوطنات لولا ان اقامتها وثورتها حكومات اسرائيل؟ أكان ينتقل مجلو غوش قطيف الى كرفانات في اريئيل، مرتقبين سكنا دائما رحبا، واعلنت الحكومة على نحو لا لبس فيه ان هذا محظور لان المستوطنات ستخلى في القريب من اجل اتفاق سلام، وان تعويضات الاخلاء من غزة لن تدفع لمن ينتقل الى الضفة الغربية؟ ألا يعلم المستوطنون الذين يشاجرون سلطات القانون والنظام ان المخالفات التي نفذها رفاقهم – من التهديدات العنصرية الى سد الشوارع، الى قطع الاشجار بالجملة، والاحراق وضرب الفلسطينيين انتهاء الى قتل فلسطينيين – لم تحقق او انها غفرت ونسيت بغمزة عين؟

 ان شعور المستوطنين بأنهم تعرضوا للخيانة طبيعي. أفلم تعلمنا الدولة ومؤسساتها أن المستوطن أفضل من سائر الناس؟ بلى. ان المستوطن هو على التخصيص اخونا. اخونا العزيز جدا.

 لن تغير اوامر التجميد، المؤقتة جدا الواقع: دولة ممتازة لليهود ومجال ادنى للفلسطينيين – مقتطع مقسم الاعضاء مخنوق. ان فصل الوعي الذي يجري اليوم بين دولة اسرائيل والمستوطنين متكلف. ومتكلف ايضا الفصل بين الاشرار والاخيار، وبين العنفاء ومحترمي القانون، وبين الذين يسكنون ميغرون واولئك الذين في غوش عتصيون والمناطق التي ضمت الى القدس او يعيشون غربي جدار الفصل.

 يفكر مادحو اوامر التجميد في العلاقات بالولايات المتحدة. فحساباتهم لا تشتمل على المحكوم والواقع تحت الاحتلال. وان الارض التي سلبها في بيت جالا (لصالح جيلو) هي مثل ارض قلقيلية التي طمعت فيها منشيه وتطمع. ان شرعية الكتل الاستيطانية قائمة في الاجماع الاسرائيلي فقط. في الواقع الكتل الاستيطانية ومعاليه ادوميم هي التي تهدم احتمال سلام عادل، لانها هي وشوارعها المستقلة تهيىء سلفا قاعدة لكيان سياسي فلسطيني كسيح.

 يوجد الكثير من انكار الجميل في الانقضاض الاعلامي على المستوطنين، الذين طرحوا انفسهم على الجدار من اجل واقع يربح منه اسرائيليون كثير ويقبلونه كأنه طبيعي. لو كانت حكومات اسرائيل معنية ان تقضي على الغول التي انشأتها، ولم تكن استغلت باستهزاء اتفاق اوسلو لتعجل البناء في المستوطنات واغراء اسرائيليين اخرين بمزاياها.

 لكان اسحاق رابين أجلى مستوطني الخليل وكريات اربع بعد المجزرة التي نفذها باروخ غولدشتاين في مغارة المخبيلا. وما كانت حكومته والحكومات التي تلتها تخنق بيت لحم بشارع الانفاق وبمستوطنة افرات "المعتدلة"، التي تستطيل وتتلوى مثل افعى. لكانت هيأت الجمهور لسيناريو عادل هو اعادة جميع المستوطنين الى البيت، واعتذرت لانها دفعتهم الى مخالفات جنائية.

 لكننا في 1993 ضيعنا فرصة لمرة واحدة ان نتطور مثل كيان ليس هدفه التوسع في المناطق على حساب الشعب الاخر – الذي كان مستعدا لتنازلات مؤلمة جدا من اجل استقلاله ومن اجل السلام. ضيعنا فرصة ان نصرف عن انفسنا عملية السلب في 1948 التي قامت بها مؤسساتنا وعقلية دولتنا. كان ذلك تضييعا للفرصة معلوما متعمدا. فما العجب ان يقرر المستوطنون انه لا فرق بين برعام وبسغوت وبين جفعات شاؤول والون موريه.

 اختارت اسرائيل في ظل التفاوض السياسي خاصة سياسة استيطان متعجلة في الضفة الغربية تشتمل على القدس الشرقية التي تطرد سكانها الفلسطينيين عن بيوتهم بطرائق مختلفة. كذلك تمد اسرائيل خطا مستقيما بين كريات شمونيه وبيت ايل، وبين تل ابيب وجفعات زئيف، لقد جعلتنا جميعا مستوطنين.