خبر الخوف الحقيقي من انفصال ثان .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:59 ص|09 ديسمبر 2009

بقلم: نداف شرغاي

يطارد خراب غوش قطيف وطرد سكانه مثل قطعة من الغيم الاسود يغشى ظلها المظلم رؤوسهم – رؤوسنا نحن – العاملين في استيطان يهودا والسامرة.

 ان من حضر بدء هذا الاسبوع المؤتمر الطارىء في مستوطنة عوفرا لم يكن يستطيع الا يؤثر فيه ان نشاطهم الان مشتق من تلك الايام الفظيعة قبل اربع سنين ونصف. ادركوا منذ زمن انهم ربما يكسبون العطف بالحب لكنهم من المحقق لا ينتصرون. وادركوا ايضا من جهة اخرى انهم بالعنف يخسرون.

***

 في واقع الامر هم غاضبون من التجميد لكن خوفهم الحقيقي هو من انفصال ثان وطرد آخر عن منطقة يهودا والسامرة ايضا (قيل ذلك بصراحة في المؤتمر).

 استوعب كثير منهم انه بغير نصر في المعركة على الوعي سيكون النصر في الميدان نصرا عقيما.

 وقد تم في الاساس استيعاب درس واحد وهو ان مستقبل الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة ستحسمه كثرة الاصابع في كنيست اسرائيل، ولا شك في انه لن يكون له مستقبل بغير دعم سياسي صلب.

 قيل جزء من هذه الاقوال بصراحة في عوفرا وقيل بعضها تلميحا فقط لكن الميدان لا يدار مثل علم دقيق او مثل كتاب استخلاص دروس.

 كما تبدو الامور الان، اشك في ان يكون رؤساء المجالس في المناطق الذين يريدون السيطرة على ارتفاع اللهب في الميدان، قادرين على فعل ذلك، وتشهد المواجهات في كدوميم وفي بيت اريه بذلك افضل من كل شهادة مكتوبة اخرى.

 صحيح الان ان الجو الذي يسود الميدان بالتدريج هو جو انه "عندما يكون كل شيء محظورا فكل شيء مباح".

 احرز المستوطنون في الحقيقة وحدة صفوف نادرة بين "مستوطني نوع الحياة" و "المستوطنين الذين يبعدون خمس دقائق عن كفار سابا" وبين النواة العقائدية الموجودة في المستوطنات على اختلاف اطيافها. لكن ينبغي ان نتذكر انه قد يكون لهذه الوحدة المدفئة للقلب جانب صعب ايضا – اقتراب جزء من التيار الرسمي، الكثرة الغالبة من المستوطنين في يهودا والسامرة، تلك التي اختارت ان ترد على الانفصال بالتآلف وبأعمال تقريب القلوب مع المجتمع الاسرائيلي، من التيار الهامشي حتى الان، التيار الذي اختار الابتعاد عن الدولة وعن رموزها والانطواء في شبه غيتو حريدي.

***

ان الواضح هو ان الايام القريبة التي ستوزع فيها اوامر التجميد في البؤر الاستيطانية وفي قلب السامرة ايضا ستكون حاسمة لصورة الصراع.

 سيحسم اخر الامر بنشاط جماعة ضغط ومظاهرات ازاء اعضاء الكنيست والوزراء ولا سيما اولئك الذين هم من الليكود لا ازاء المراقبين ورجال الشرطة الخاصة.

 ان استفتاء لمنتسبي الحزب كذاك الذي اضطر اريئيل شارون الى اجرائه في الليكود (برغم تنكره لنتائجه) قد يكون اليوم اكثر فاعلية باضعاف مضاعفة من رئيس مجلس مصاب ينقل في سيارة اسعاف للعلاج الطبي.