خبر نتنياهو : «حـزب الله» هو جيـش لبـنان الحقيقي .. حلمي موسى

الساعة 09:29 ص|08 ديسمبر 2009

نتنياهو : «حـزب الله» هو جيـش لبـنان الحقيقي .. حلمي موسى

 

 

حلمي موسى ـ

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست امس، أن «حزب الله» بات الجيش الحقيقي للبنان، وأن القرار 1701 انهار». وشدد على أن إيران هي الخطر الأكبر الذي يواجه إسرائيل «الراغبة في السلام» مع كل من الفلسطينيين والسوريين، زاعما أن دمشق «تخلت» عن شرطها المسبق لبدء أي مفاوضات بتعهد إسرائيل بالانسحاب من الهضبة السورية المحتلة والعودة لخطوط حزيران العام 1967.

وفي أوسع استعراض سياسي منذ توليه مقاليد الحكم قبل حوالى ثمانية شهور، أشار نتنياهو إلى الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، فقال انه «إذا كنا قد تعاملنا في الماضي مع لبنان كميليشيا هامشية، فإن حزب الله اليوم هو جيش لبنان الحقيقي والبديل للجيش اللبناني كقوة جوهرية تتسلح وتتنظم كجيش بكل معنى الكلمة. إن الحكومة اللبنانية وحزب الله يغدوان مندمجين أحدهما بالآخر، وهما يتحملان المسؤولية عن كل مساس بإسرائيل».

ودار سجال بين نتنياهو وزعيمة حزب كديما تسيبي ليفني، أشار خلاله نتنياهو الى نتائج حرب لبنان الثانية. وقال «كان هناك في الماضي انسحاب بنسبة مئة في المئة من غزة وهذا قاد فقط إلى زيادة الإرهاب وتساقط آلاف الصواريخ على إسرائيل». ورأى ان «الترتيبات الأمنية المتوفرة اليوم في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل تخضع لاختبار الواقع. فالقرار 1701 لم ينجح في اختبار الواقع. القرار 1701 انهار. الـ 1701، كتسوية دولية كان يفترض بها أن تمنع حزب الله من إعادة تسلحه، انهار بصورة كاملة».

وتابع نتنياهو ان «عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اليوم هو أضعاف ما كان. والإنجازات التي يتفاخرون ظاهريا هنا بها لم تنجح في اختبار الواقع، لذلك فإن التسويات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في المستقبل يجب أن تكون أفضل وتنجح في اختبار الواقع. وينبغي لنا أن نمنع إدخال صواريخ الى يهودا والسامرة في أي حل مستقبلي. يجب أن يكون هناك إشراف إسرائيلي مباشر على الترتيبات الأمنية في يهودا والسامرة، وهو ما لم يحدث لا في غزة ولا في لبنان».

واستمعت اللجنة أيضا إلى تقرير قدمه رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العميد يوسي بايدتس صدق فيه على كلام نتنياهو هذا. وقال ان «حزب الله ينتشر مع عشرات آلاف المقاتلين والصواريخ شمالي وجنوبي الليطاني وبأمداء مختلفة. وهو يتسلح بشكل متزايد بأسلحة متطورة وذات مدى أبعد. كما أن جنوب البلاد مهدد بصواريخ موجودة لدى حزب الله».

وتناول نتنياهو الموضوع النووي الإيراني. وقال ان «المشكلة المركزية هي التسلح الإيراني. ومصلحتنا العليا هي في منع هذه الدولة من التسلح». وكشف عن «وجود تقارب في علاقاتنا مع الولايات المتحدة. هناك تعاون وتقارب أيضا في المجال الاستراتيجي. هناك معلومات، تقديرات مكثفة وتنسيق سياسي لا بأس به بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن إيران».

وتابع نتنياهو أنه «في العام الأخير طرأ أمران: تقدم إيران نحو امتلاك قدرة نووية عسكرية وفقدانها المشروعية في نظر الأسرة الدولية». وبحسب نتنياهو، يمكن رؤية ذلك على أساس «الانتخابات العنيفة، كشف منشأة قم النووية، تضليل الأسرة الدولية ومنع حرية المعلومات في شبكة الانترنت للشعب. إن إيران تشل كل مصادر المعلومات. واستخدام قوة الانترنت و(موقع) تويتر ضد النظام في إيران هو أمر هائل يمكن للولايات المتحدة فعله».

وبحسب رئيس الوزراء الاسرائيلي «ثمة اشمئزاز اليوم وكراهية عميقة من جانب قسم من الشعب الإيراني ضد النظام. وهذا ذخر مهم جدا لشعب إسرائيل». وعن الحوار الدبلوماسي بين إيران والقوى الغربية حول الموضوع النووي، أوضح ان الأسرة الدولية ستتخذ حتى نهاية كانون الأول الحالي القرار بشأن تشديد العقوبات على إيران. وقال «حاليا هناك تعاون بين الصين وروسيا ضد إيران، ومن غير الواضح إذا كان هذا التعاون سيتواصل أم لا»، في وقت قال وزير خارجيته افيغدور ليبرمان، انه «يأمل بتجنب القصف الجوي لإيران لأنه ستكون لذلك تداعيات طويلة الأمد».

وبشأن المحادثات مع سوريا، ألمح نتنياهو إلى أنه فهم من الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، أن السوريين مستعدون للتنازل عن شرطهم المسبق للانسحاب من هضبة الجولان قبل بدء المفاوضات. وقال «لقد أوضحت للسوريين أننا على استعداد لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة. وقد ردوا بأنهم مستعدون لكن أولا علينا أن نتعهد بالانسحاب من هضبة الجولان. وقد عاد لي ساركوزي وقال انهم على استعداد لإزالة الشرط المسبق، لكنهم لا يريدون اتصالات مباشرة. إنهم يريدون وساطة. قلت له إننا نفضل اتصالات مباشرة، لكن إذا كان هو (ساركوزي) قد توسط، فليكن هو الوسيط».

وأضاف نتنياهو امام اللجنة ان «ساركوزي عاد بعد بضعة أيام وقال لي ان الأسد قال له انهم يفضلون الأتراك. قلت له اننا نفضل المفاوضات المباشرة، لكن إذا كانوا يتحدثون عن وساطة فينبغي أن يكون الوسيط نزيها، ولست واثقا بأن تركيا برهنت أنها على رأس قائمة الوسطاء النزيهين منذ عملية الرصاص المسكوب. وأنا لا أرى وضعا نعود فيه إلى النموذج الذي كان». ومع ذلك، تحدث نتنياهو قليلا عن الفترة المتوترة في العلاقات مع تركيا، وأشار إلى زيارة الوزير بنيامين بن أليعزر مؤخرا الى أنقرة. وقال ان «زيارته قادت إلى تلطيف وتقارب في العلاقات بين الدولتين».

إلا أن مراجعة الصحافيين مسؤولين كبارا في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أظهرت أن الرئيس السوري لم يلغ مطالبته بتعهد إسرائيلي مسبق بالانسحاب من هضبة الجولان كشرط مسبق للتفاوض مع إسرائيل.

ونظرا لأن كلام نتنياهو يتعارض مع الموقف السوري المعروف على مر السنين، فإن الصحافيين من القناة العاشرة عادوا وطلبوا تأكيدا لهذا الكلام. وقد صادق نتنياهو على أنه قال هذا الكلام أمام اللجنة. وهو ما دعا معلقين للقول ان نتنياهو يؤمن بأنه لا يمتلك ائتلافا قادرا على تحقيق أي تسوية مع سوريا، وأن نتنياهو يتطلع في أحسن الأحوال إلى تحقيق تسوية مرحلية في الجولان تقوم على استعداده للانسحاب الجزئي والمحدود من الهضبة في مقابل اتفاق إنهاء حالة الحرب مع سوريا. وهو أيضا لا يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك لأن السياسة السورية قامت ولا تزال على رفض الحلول الجزئية.

وبشأن العلاقة مع الفلسطينيين، شدد نتنياهو على أن قرار تعليق البناء في المستوطنات «يظهر بشكل حاد من هو المعني حقا بالمفاوضات». وأشار إلى أن إسرائيل خلقت في حربها الاخيرة على غزة ردعا في مواجهة حماس، ما أنتج 8 شهور من الهدوء. وقال «اننا نرد على الاطلاقات القليلة من جانبهم بإطلاق النار من جانبنا». وأضاف ان «مجرد أننا نرد فورا على كل إطلاق للنار، سواء من جانب حماس أو المنظمات الأخرى، خلق ردعا».

وشدد نتنياهو على أن «أمن إسرائيل يتطلب نزعا مكثفا للسلاح وليس فقط إغلاق الحدود. وعلينا أن نتأكد من أن ذلك يمنع دخول الوسائل القتالية والمخربين. إن السلاح الحاسم الذي يمس بإسرائيل لا يُنتج في ورش غزة وإنما يجلب عبر الحدود الخارجية. ونحن بحاجة إلى غلاف خارجي فعال».

وأعلن نتنياهو أن «التفاهمات التي كانت قائمة مع إدارة (الرئيس السابق جورج) بوش بشأن الكتل الاستيطانية، لم تعد عمليا قائمة». وقد جاء هذا في سياق رده على ليفني التي قالت ان تجميد البناء في المستوطنات أدى الى المساس بالكتل الاستيطانية. ومعروف أن حكومتي إسرائيل في عهدي ارييل شارون وايهود اولمرت أعلنتا أن هناك مذكرة تفاهم مع إدارة بوش بشأن بقاء الكتل الاستيطانية ضمن السيادة الإسرائيلية في أي تسوية نهائية.

وأضاف نتنياهو «استمعت بفرح إلى تجند أعضاء المعارضة اليوم لمصلحة الكتل الاستيطانية. هذا جيد لأنه لا خلاف على ذلك، لكن عندما كان هناك سجال على تفاهمات بوش لم أسمع من المعارضة دعما لموقف حكومتي. لذلك، فإنني أقترح على الجميع الآن: هيا نغرس أشجارا في شباط المقبل في كل الكتل الاستيطانية».

وأثار موقف ليفني غضب أوفير بينيس من حزب العمل، الذي قال «من المضحك أن حزب المعارضة الرئيس يلتف على نتنياهو من جهة اليمين».

واعتبر نتنياهو من جهة اخرى، ان تسلل المهاجرين الأفارقة من مصر إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية «مشكلة وطنية» يُخشى من تعاظمها. «فبالوسع الوصول سيرا على الأقدام من أفريقيا إلى وسط إسرائيل وهو ما لا يمكن فعله وصولا إلى باريس أو مدريد. والأمر قد يشكل مشكلة ديموغرافية، اقتصادية وأمنية». لذلك، يسعى نتنياهو لبناء جدار فاصل على الحدود مع مصر، ويفضل أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن.