خبر دولة في الاسر -مُرسل الى معاريف

الساعة 08:54 ص|08 ديسمبر 2009

بقلم: شلومو غازيت

(رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق)

لن افاجأ اذا كان التحرير الناجح لجلعاد شليت هو الذي سيعد التربة لتطبيق حقيق لسياسة جديدة، سياسة سوية العقل واكثر مسؤولية

رغم المصاعب الاخيرة في المفاوضات لتحرير جلعاد شليت يخيل باننا نوجد في المرحلة الاخيرة، قليلا اضافيا من الضغط على الطرفي، تنازلا طفيفا اخر من جانب اسرائيل او من جانب حماس – وحملة التحرير ستخرج الى حيز التنفيذ.

استكمال الصفقة لن يكون انجازا لحكومة اسرائيل، ولا حتى الانجاز الاكبر للوسيط الالماني (رغم اني لا استخف، لا سمح الله، بمساهمته الحاسمة في الاختراق وفي اخضاع الطرفين في هذه المرحلة الاخيرة). سيكون هذا الانجاز الكبير لنوعام وافيفا شليت. ابوان ادارا الكفاح لتحرير ابنهما، كفاحا اداراه في كل جبهة ممكنة.

احدى قنوات التلفزيون بثت هذه الايام برنامج عن عائلة شليت وعن كفاحها تحت عنوان "عائلة في الاسر". هذا البرنامج عرض عائلة شليت كعائلة كل ابناؤها، منذ نحو 1300 يوما، سقطت واحتجزت في اسر حماس الى جانب الابن جلعاد. وهذا وصف صحيح بلا ريب ولكن الانجاز الاكبر للكفاح الذي ادارته العائلة هو انها نجحت في ان تدخلنا جميعا الى الاسر، دولة اسرائيل بأكملها – كل قنوات وسائل الاعلام، الاغلبية الساحقة من الشعب، بل والنواب ووزراء الحكومة.

كثيرون في الجمهور وفي القيادة الاسرائيلية يخشون من الصيغة السائدة التي تقول "لنعد الجندي الاسير بكل ثمن". كثيرون يطالبون بوضع حد للصفقات المجنونة التي عقدتها وتعقدها اسرائيل، للثمن الذي يرتفع كل الوقت لقاء تحرير جنود او مدنيين اسرائيليين تحتحجزهم منظمات الارهاب. على هذه الخلفية اقامت الحكومة لجنة برئاسة الرئيس شمغار بهدف اقتراح سياسة جديدة وملزمة ولكن الموقف السائد هو ان القواعد المقترحة من قبل اللجنة لن تستخدم الا في الحالة التالية، اذا ما وعندما يتم البحث مرة اخرى في اعادة اسرائيليين وقعوا في ايدي منظمات العدو ولن تنطبق على جلعاد شليت.

وعن حق هناك من لا يؤمن بأن اسرائيل بالفعل سيكون بوسعها ان تتصرف بشكل مغاير حتى في المرة القادمة. كل عائلة اسير ومخطوف تتعلم من التجربة ومن طريقة عمل سابقتها. الكابوس الاكبر الذي يذكروننا به المرة تلو الاخرى – فشلنا في ان نعيد رون اراد الى الديار. جلعاد شليت اختطفه مقاتلو حماس قبل نحو شهر من اختطاف ريغف وغولدفاسر على الحدود اللبنانية وكانت هاتان عائلتين من الشمال حددا الطريق في كيفية ادارة المعركة وكيفية ممارسة كل قنوات الاعلام. كفاحهما الناجح شكل مرشدا لعائلة شليت.

ومع ذلك يخيل لي ان تحرير جلعاد سيسجل في تاريخنا كانتصار مردود على اعقابه. سيكون هذا نجاحا لن ترغب اسرائيل في تكراره. جمهور المعارضين للصفقات من هذا النوع آخذ في الاتساع، ولا يدور الحديث فقط عن عائلات متضرري الارهاب او منظمات يمينية كهذه او كتلك. فالمزيد المزيد من الناس يفهمون اليوم بأن ليس هذا هو الطريق، وانه يجب اجراء تمييز واضح بين الالم الطبيعي لابناء عائلة العائلة المتضررة وبين المصالح الوطنية.

لن افاجأ اذا كان التحرير الناجح لجلعاد شليت هو الذي سيعد التربة لتطبيق حقيقي لسياسة جديدة، سياسة سوية العقل واكثر مسؤولية. مع كل الالم الشخصي والعائلي – اسرائيلي اسير او مخطوف هو فقط حلقة واحدة في صراع شامل نديره حيال الطرف الاخير، ولا يجوز لنا ان ندع حلقة واحدة تهزنا او تدفع كامل البنيان الى الانهيار. الدرس من هذه القضية، كما نأمل – مرة اخرى لن نسمح بأخذ دولة اسرائيل بأسر فرد.