خبر دولة متدحرجة- يديعوت

الساعة 08:53 ص|08 ديسمبر 2009

السبعة لا يهمهم

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

(المضمون: ؟؟؟؟ – المصدر).

نحو 7 مليون نسمة يعيشون في دولة اسرائيل. الـ 7 مليون هؤلاء يقفون امام مشاكل كبيرة للغاية. الدولة، التي وصلت الى انجازات مثيرة للانطباع في كل مجال ومجال نجحت في أن تدق لنفسها غير قليل من المداخل المغلقة. فهي تعاني من اهمال بيئي عديد السنين وتصلب شرايين ثقافية، جهاز تعليم عالٍ يتدهور وامن شخصي آخذ في التضعضع. فيها صراعات داخل النخبة بين القسم الذي يتبنى ظاهرا "سلطة القانون" وبين قسم يطالب "بقدرة الحكم" (وسواء هؤلاء ام اولئك غير قادرين على أي بحث يضع امام ناظريه مصلحة العموم وليس مصلحة جهة ما). يوجد فيها اقلية تعاني من الظلم والتمييز عديد السنين وبطنها مليء بالغضب والشعور بالاهانة، وفيها اقلية اخرى ترفض ان تشارك في الواجبات وتطلب بصوت عال بحقوق حقيقية ووهمية.

توجد فيها فوارق آخذة في الاتساع بين اقلية سمينة وشبعة وبين هوامش آخذة في الاتساع لمن ينظرون اليها، عديمي الامل وعديمي الوسائل، وبعيون تعبة. يوجد فيها خلاف جوهري حول طابعها المرغوب فيه؛ يوجد فيها خلاف على حدودها. يوجد فيها جيش كبير وجرار يبتلع بالفم المليء ميزانيات واشخاص ويملي سياستها. يوجد فيها جهاز حكم أفلس.

        كل يوم تطرح على جدول أعمالنا مشاكل جديدة، فضائح جديدة – رفاق تشيكو تمير يرتبون له حكما قضائيا مريحا (إذ انه تشيكو)؛ رئيس الوزراء يذر الرماد في العيون في موضوع البؤر الاستيطانية ويبيع المعكرونة الباردة في موضوع التجميد (إذ انه بيبي)؛ صفقة فضائحة اخرى تعد مع منظمة ارهابية جئنا نحن لندفعها الى الانهيار وخرجنا نعززها – والتي دون أن نعلن عن ذلك اعترفنا بانتصارها الكامل في حملة "رصاص مصبوب"؛ الاثرياء المحليون خرجوا دون ضرر من الازمة الاقتصادية (أي على حسابنا). ويمكن لنا ان نستمر في تعداد ذلك الى ما لا نهاية. كل واحد من هذه الامور يفترض به أن يهز اعمدة الوجود. كل واحد من هذه الامور يفترض أن يخرجنا الى الساحات، لنصرخ بصوت أجش بانه لا يعقل، وانه لا يمكن ان نرضى بذلك بعد الان.

        ولكن يمكن. نحن لم نخرج بعد من البيوت. فالسبعة ملايين لم يعودوا يكترثون. ملوا. ممَ؟ مللنا التفكير بان بوسعنا أن نغير شيئا ما. وحتى المستوطنين، ذاك الجزء من سكان اسرائيل، الذي كانت تتملكه دوما، كما يخيل، فاعلية عالية مزمنة، باتوا تعبين. هذه المرة فتشوا فقط عن اسباب للخروج عن اطوارهم، ليصرخوا وينطلقوا نحو الجبال والتلال ويعلنوا عن الخراب والخلاص. اما الان فقد استنزفت قواهم.

        صحيح انهم يحتجون على التجميد، ولكن بصوت خافت. لعلهم يجمعون القوى لازمات اكثر جدية (مشكوك ان تأتي – فالتجميد هو خدعة)؛ ولعلهم ملوا اداء دور اعده لهم بيبي (والتعاطي مع الخدعة بجدية من اجل الصور، كي يكون ممكنا ان نري العالم صورا تمزق القلب عن جدية اسرائيل في تنفيذ بادرات طيبة اليمة). ولكن في الماضي كانوا مستعدين لان يدنسوا كل تلة عالية وتحت كل شجرة لاصقة. اما الان فلا.

        خصومهم ايضا، ظاهرا من الجانب الاخر، رجال السلام الان ومعسكر السلام والسلام وليس الى اللقاء، مرابطون في بيوتهم في الخلف. والمطر يهطل. وعلى أي حال لا يوجد فرق. وهم راضون، يثرثرون في الصحيفة. مبعوثتهم، التي احبوها وانتخبوها، رئيسة المعارضة تسيبي لفني تريهم الطريق وتشق الدرب. فهي تجلس مكتوفة الايدي وتطلق بين الحين والاخر همسة لطيفة، لطيفة جدا. من المحبب أن نسمع هذا، وهو ايضا لا يزعج راحة الجيران.

        هكذا تبدو دولة انهارت السياسة فيها، ليس فيها معارضة ولا ممثلين مكترثين لمن بعثوا بهم الى القيادة ولا اليات لبحث جماهيري ولا رغبة في اخذ المسؤولية واستخلاص الدروس والبقاء على قيد الحياة. الوضع يتدحرج كيفما اتفق. الى اين بالضبط؟ لا يهمنا.