خبر صفقة شاليط بعد ثلاث سنوات ونصف- يديعوت

الساعة 08:51 ص|08 ديسمبر 2009

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: لو اديرت المفاوضات منذ البداية على أساس الشفافية والمبادرة، لما كان ذوا جلعاد شليت في أسر حماس لثلاث سنوات ونصف السنة – المصدر).

قد يتحرر جلعاد شليت قريبا؛ يا ليت. يحتمل ان تصل المفاوضات لتحريره الى نهاية ايجابية؛ يا ليت. وحتى لو كان هكذا، فلن يكون في ذلك ما يكفر عن ادارتها الفاشلة حتى الان.

الاخفاق الاول: السرية. المفاوضات تجري خلف الابواب المؤصدة، برعاية ثقيلة من الرقابة والمعلومات المضللة. الاخفاق الثاني: السلبية. الجانب الفلسطيني يقترح قائمة اسماء للسجناء واسرائيل تشطب اولئك الذين غير واردين وتتباحث في آخرين. الاخفاق الثالث: انعدام التوازن. مقابل جنود مخطوفين رتبهم العسكرية متدنية مستعدة اسرائيل للبحث في تحرير كبار بارزين للارهاب، شريطة ان يكون عددهم قليل. يمكن ان نتعلم درسا من هذه الاخفاقات وان نقترح بدلا منها نمط عمل اخر، مختلف جوهريا، للمساومة مع وحيال حماس:

1.     الشفافية. لحماس اسير اسرائيلي واحد، جلعاد شليت. لدى اسرائيل اكثر من 10 الاف سجين فلسطيني. من ناحية اسرائيل لا يوجد سبب تكتيكي اذن في ان تلقي بغطاء سميك من السرية على المفاوضات مع حماس او مع الوسطاء الذين يتنقلون بينها وبينهم. لدينا كل الاسباب التي في العالم لعمل العكس. ان نفتح، نكشف، نصب الضوء وننشر على الملأ، بعد كل لقاء، نطالب الطرف المقابل اذ فقط الطرف المقابل يطرح مطالب يخشى من كشفها. لاسرائيل طلب واحد ووحيد: حرروا شليت. ادارة المفاوضات على الملأ تعطي بشكل عام تفوقا هائلا للدولة الديمقراطية وتضع في وضع الضعف عصابة الارهاب.

2.     الفاعلية. المبادرة لتبادل الاسرى ولـ "الصفقة" لا يجب ان تأتي من جانب حماس، فيمكنها، ومرغوب فيه ان تأتي ، من جانبنا. لماذا، بحق الجحيم، انتظار قائمة مطالب واسماء ترسل الينا؟ فواضح ان مثل هذه القائمة ستدرج حماس رواد الارهاب، كبار الارهاب، سياسي الارهاب. وسيتعين على اسرائيل ان تساوم وفي الختام تظهر "تافهة" و "عنيدة". أوليس من الافضل سحب المبادرة من يد العدو؟ حكومة  اسرائيل يمكنها أن تنشر بمبادرتها قائمة مئات والاف السجناء التي تبدي هي الاستعداد لاستبدالهم مقابل شليت وان تنشرها على مواقع الانترنت. عندما تكون المبادرة عندنا، فان المفاوضات تحصل على شكل آخر.

3.     ليست الكمية هي المقررة. التفكير الاسرائيلي الدارج يعكس الاعتقاد بان من الافضل تحرير زعيم ارهاب واحد على مائة نشطاء ميدانيين. هذا خطأ: نقطة المنطلق للبحث في تبادل الاسرى يجب أن يكون انه لا ينبغي تبديل جندي بجنرال، فقط جندي بجنود. الضرر لامن اسرائيل من تحرير خمسين من رواد الارهاب الشهيرين يفوق بلا حساب ضرر تحرير 2.500 نشيط ميداني عادي – شريطة الا يكون بينهم حتى ولا ارهابي كبير واحد. وليتساوم رجال حماس معنا ويقولو: "انزلوا لو سمحتم من القائمة 500 سجين وحرروا بدلا منهم متفرغ ارهابي ما قريب من قلبنا وقريب من زعيمنا. لنراهم يفعلون ذلك.

لا يزال لم يفت الوقت للخروج من العلبة والشروع في استراتيجية جديدة في المفاوضات على شليت – الا اذا كانت تعهدت حكومة اسرائيل بصفقة سرية، سلبية و "نوعية" لا مجال للتراجع عنها. اذا لم يكن هكذا، فهيا نقلب الجرة على فمها.

حكومة اسرائيل ستكشف المطالب التي طرحتها حماس، تطرح تفاصيل التطورات التي أدت الى المأزق وتعلن عن مرحلة جديدة، مفتوحة امام وسائل الاعلام، في المباحثات، في الوساطات وفي المساومة. وفور ذلك تعلن اسرائيل عن استعدادها لتحرير 2.500 نشيط في منظمات الارهاب اعتقلوا في السنوات الاخيرة مقابل جلعاد شليت. وفي السياق تنشر الحكومة قائمة اسمية للمرشحين للتحرير، بما في ذلك العناوين والصور وتسمح بالقدرة على الوصول اليهم.

لست واثقا من أن تغيير استراتيجية المساومة ستدفع حماس الى ان تبرم فورا صفقة التبادل وتحرر شليت. ولكني واثق بان فرص تحريره ستتحسن جدا وان مخاطر الاختطافات في المستقبل ستقل. لو اديرت المفاوضات منذ البداية على أساس الشفافية والمبادرة، لما كان ذوا جلعاد شليت في أسر حماس لثلاث سنوات ونصف السنة.