خبر احبولة نتنياهو -يديعوت

الساعة 08:50 ص|08 ديسمبر 2009

 

بقلم: باروخ ليشم

الامر كان هكذا، وقد بدأ في 14/6/2009. قبل بضعة ايام من ذلك، يوم الجمعة، عقد بنيامين نتنياهو في بيته في رحافيا اجتماعا لثلاثة وزراء. بني بيغن، بوغي يعلون وجدعون ساعر. وقال نتنياهو في كلمته الافتتاحية: "يوم الاحد سيتعين علي ان القي خطابا في جامعة بار ايلان، شيء ما كان تقرر منذ زمن بعيد، ولكن في اعقاب خطاب اوباما في مصر انا ملزم بان اقول شيئا ما عن المفاوضات مع الفلسطينيين".

        اما ساعر فقال بدعابة: "لدي جوقة رائعة من المدارس في القدس لتنشد "وجلبنا لكم السلام"". فقاطعه نتنياهو قائلا: "تلقيت مكالمة هاتفية من هيلاري وهي قالت انه محظور علي ان اخرب على الرئيس الخطاب. وانا اقول شيئا ما يبدو دراماتيكيا، ولكن دون معنى عملي، بمعنى آه، اني مع اقامة دولة فلسطينية". بيغن انفجر: "هذا يتعارض ما وعدنا به في الانتخابات". وضرب يعلون بحذائيه الطويلين: "يا بيبي انت قلت انه اذا كانت دولة فلسطينية، مطار بن غوريون سيكون في مدى صواريخ المخربين". فرد نتنياهو بتسامح: "حسنا، أحقا، انا مع دولة فلسطينية؟ انا مع اعلام جيد. في الخطاب سأقول انها ستقوم شريطة ان تكون القدس موحدة، ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية وان يتواصل البناء في المناطق، بمعنى الا تقوم".

        قبل يوم من المؤتمر الصحفي في 26/11/2009، عقد نتنياهو مرة اخرى الثلاثية الوزارية وقال: "اتذكرون قبل ثلاثة اشهر التقينا وقلت اني مع دولة فلسطينية؟ ماذا حصل منذئذ؟ لا شيء، باستثناء اننا كسبنا وقتا هاما لتثبيت الحكومة. الان يوجد عندي الازمة مع اوباما ومع متمردي حزب العمل. هذا يلزمني بخطوة لفظية اخرى. في نيتي ان اعلن عن تأجيل البناء في يهودا والسامرة لعشرة اشهر".

        بيغن قال بمرارة: "يا بيبي هذا مثل القصة الشهيرة عن برنارد شو، الذي اقترح على واحدة ما ان تنام معه مقابل مليون جنيه استرليني، فوافقت. وقال شو انه سيعطيها جنيه واحد المرأة غضبت وقالت: "ماذا أأنا مومس؟ فأجاب شو: ما أنت بت اعرفه اما الان فنحن نبحث في الثمن. انت اذا تنازلت عن مبدأ البناء في المناطق، غدا سيتعين عليك ان تعيدها". فابتسم نتنياهو: "انا اقول ايضا اننا سنواصل البناء في القدس. ولا يمكن لاي فلسطيني ان يشتري ذلك".

        في 1/1/2010 يوشك نتنياهو على عقد مؤتمر صحفي اعتبره رجال مكتبه "تاريخي". قبل لحظة من ذلك استدعى بيغن، يعلون وساعر. نتنياهو قال بوجه مكشر: "جورج ميتشيل جلب لي أمس برقية عاجلة من اوباما قال لي ان ابو مازن مستعد للشروع في المفاوضات اذا اعلنت اسرائيل مسبقا بأن التفاهمات التي تحققت بينه وبين حكومة اولمرت سارية المفعول". يعلون قلق: "تقرر هناك بأن اسرائيل مستعدة لان تقسم القدس، هل هذا ما تقوله؟" فاجاب نتنياهو: "ما اقوله في المؤتمر الصحفي هو اننا مستعدون للحديث في كل شيء. انتم تعرفون انه بدون حل مشكلة اللاجئين العرب لن يكون اتفاق، ولكن بدون مفاوضات لن تكون حكومة. السؤال المطروح امامنا هو بسيط: من تفضلون ان يدير المفاوضات – تسيبي لفني ام انا؟" فقال بيغن بهدوء: "جوابي ايضا بسيط: هذه الاحبولة سارت ابعد مما ينبغي. انا استقيل من الحكومة".

        في بداية تشرين الثاني 2010 عقد نتنياهو اجتماعا، يوم الجمعة في منزله للكتاب عاموس عوز، أ.ب. يهوشع ودافيد غروسمان. نتنياهو قال بابتسامة: "أمس أبلغت بأني سأحصل على جائزة نوبل للسلام مع ابو مازن في اعقاب الاتفاق الذي وقعناه. كل الوقت ادعيتم بأن خطابي في بار ايلان كان احبولة. كعقاب على ذلك اطلب منكم ان تساعدوني في كتابة خطابي في اوسلو في الشهر القادم".

        الامر كان هكذا، ولعله فقط مثال كان.