خبر 176 ألف أسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر

الساعة 01:36 م|07 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم – رام الله

قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في رام الله ماجدة المصري أن قرابة 167 ألف أسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر ما يشكل تهديدا حقيقيا للنسيج الاجتماعي الفلسطيني، مشيرة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني تسببت بتفاقم مشكلتي البطالة والفقر داخل المجتمع الفلسطيني باتباع سياسات مبرمجة تهدف لتدمير الاقتصاد الوطني وإبقائه ملحقا بالسوق الإسرائيلي.

 

وتطرقت المصري خلال افتتاح مؤتمر "الخدمة الاجتماعية في فلسطين: الواقع والمنشود" الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة برام الله اليوم الإثنين، إلى الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية، داعية المؤسسات الأهلية والأكاديمية إلى فتح شراكة مع الوزارة من أجل وضع استراتيجيات من شأنها الارتقاء بالواقع الاجتماعي الفلسطيني وتدريب العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلى تبادل الخبرات والعمل على تطوير البحوث الاجتماعية.

 

وأشارت إلى مساعي الوزارة والتعاون مع مع مؤسسات المجتمع المدني وباقي الوزارات في السلطة الوطنية من أجل الحفاظ على التماسك الاجتماعي واستكمال المشروع التحرري للشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع التصفوي الإسرائيلي الرامي إلى تصفية القضية الوطنية وفرض حل يقوم على أساس دولة مؤقتة بدون حل قضيتي القدس واللاجئين.

 

وقالت إن الوزارة تعمل بموجب خطة يشرف عليها رئيس الوزراء د.سلام فياض وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس للاهتمام بالفئات المهمشة، مبينة أن جسر هوة الفقر من أولى أولويات الوزارة من خلال عمل تدخلات ووضع برامج متكاملة ومتنوعة، وأن أشكال المساعدة التي تضعها الوزارة للفئات الاجتماعية تأخذ أشكال مختلفة حيث تقدم الوزارة مساعدات مالية وتوفر تأمين صحي لأكثر من 165 ألف أسرة كما تقدم مساعدات عينية وتأمين صحي لقرابة 55 آلاف أسرة وتفر تأميني صحي فقط لنحو 10 آلاف أسرة.

 

وأشارت إلى أن الوزارة تشرف على نحو 1200 جمعية تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية قائلا إن العلاقة بين الجمعيات والوزارة تحتاج إلى تصويب وهو ما ستعمل عليه الوزارة في المرحلة المقبلة، داعية إلى تعزيز التعاون بين الوزارة وبين كافة المراكز البحثية والجامعات والمعاهد خاصة جامعة القدس المفتوحة التي يوجد لها أفرع في جميع ومحافظات الوطن وذلك من أجل وضع الاستراتيجيات الكفيلة بجعل العمل الاجتماعي أكثر مهنية.

 

ودعت المصري في نهاية كلمتها إلى أن يتحول إلى مناسبة سنوية تشارك الوزارة جامعة القدس المفتوحة في وضع حيثياته.

 

ودعا مشاركون في المؤتمر إلى وضع استراتيجية لتدعيم وتطوير الأداء الوظيفي لخريجي الخدمة الاجتماعية، مؤكدين على ضرورة إجراء دراسات تقيميه لمؤسسات الخدمة الاجتماعية في مختلف المجالات، مشيرين إلى أهمية تدريب وتأهيل الخريجين كل حسب مجال علمه.

 

وأكد المشاركون الذين جاءوا من مؤسسات اجتماعية وأكاديمية فلسطينية وعربية وفرنسية على زيادة الساعات التدريبية في مقررات التدريب الميداني في الجامعات الفلسطينية أسوة بجامعة القدس المفتوحة بعدد ساعات تدريبية لا يقل (800) ساعة تدريبية، مشددين على ضرورة تطوير البرامج المقدمة من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني لتفي بالحد الأدنى من متطلبات واحتياجات الإنسان الفلسطيني على كافة الصعد وخصوصاً الناحية الاجتماعية والنفسية، منوهين إلى أهمية التوزيع الجغرافي للمؤسسات العاملة في مجال الرعاية والخدمة والاجتماعية بما يتلاءم مع الاحتياجات والمتطلبات الضرورية.

 

وطالبوا بوضع سياسة اجتماعية عامة وإستراتيجية وخطط تنفيذية من خلال توفير صندوق الضمان الاجتماعي، مشيرين إلى ضرورة العمل على تعيين صورة الأخصائي الاجتماعي داخل المؤسسة وخارجها، وزيادة كسب ثقة وتقدير أفراد المجتمع للأداء المهني للأخصائي الاجتماعي.

 

وأكدوا على ضرورة العمل على تطوير الجانب الأخلاقي لممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية ووضع دليل يتم العمل به في مؤسسات الخدمات الاجتماعية " لأخلاقيات ممارسة المهنة في فلسطين"، مشددين على إنشاء أداه خاصة في وزارة الصحة للخدمة الاجتماعية الطبية للإشراف على أقسام الخدمة الاجتماعية في الإدارات الصحية والمستشفيات.

 

كما طالبوا بزيادة آليات التنسيق ما بين المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية، داعين إلى تحسين ظروف عمل الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات المختلفة، مشددين على ضرورة دعم الدولة في تطبيق معايير الجودة في مؤسسات الخدمة الاجتماعية وتشكيل لجنة مختصة لمراجعة المؤسسات العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية وتقييمها وفق معايير إدارة الجودة الشاملة، داعيين إلى عقد مؤتمر دوري ( سنوي) حول الخدمة الاجتماعية.

 

د. عمرو: مجتمعنا تعرض لعدة ضربات

وكان الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة افتتح المؤتمر بكلمة رحب فيها بالحضور، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل برنامج الخدمة الاجتماعية في الجامعة والمؤسسات المجتمعية الداعمة لإنجاح المؤتمر.

 

وأكد الدكتور عمرو على أهمية المؤتمر والموضوعات التي يتناولها، مشيرا إلى أن المجتمع الفلسطيني تعرض لعدة ضربات اقتصادية واجتماعية موجعة بسبب السياسات الاسرائيلية المبرمجة التي هدفت لهدم النسيج الاجتماعي الفلسطيني، مشددا على ان الضربات الموجعة التي تعرض لها المجتمع الفلسطيني أدت إلى تراجع الخطاب الأخلاقي، قائلا" اصبحنا نرى بعض الظواهر التي ترسخ الأنانية والتفكك الأسري".

 

وعرج الأستاذ الدكتور عمرو على نشأة الخدمة الاجتماعية، مشيرا إلى انه رغم أن الغرب بدأ يهتم بهذه الأمور بعد الحرب العالمية الثانية أو بعد الثورة الصناعية في أوروبا غير أن العرب قد سبقوا العالم في هذا المجال مدللا على ذلك نشأة حركة الصعاليك في العصر الجاهلي حيث كانوا يهتمون بتحصيل حق الفقراء من الأغنياء بالإضافة إلى نشأة الإسلام وما جاء به من فرض للتكامل الاجتماعي وتكريس ذلك كركن من أركان الدين.

 

واستعرض الأستاذ الدكتور عمرو اهتمام جامعة القدس المفتوحة بمجال الخدمة الاجتماعية عن طريق إنشاء برنامج الخدمة الاجتماعية، مرحبا بالشراكات بين الجامعة ومؤسسات المجتمع في هذا المجال للمساهمة في وضع استراتيجيات وتدريب العاملين لتحسين نطاق المسؤوليات الاجتماعية.

 

الحسيني: المطلوب من القطاع الخاص أن يستمر في القيام بمسؤوليته الاجتماعية

ورحب ا. كامل الحسيني نائب المدير التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية بالشراكة الاستراتيجية بين المجموعة وبين جامعة القدس المفتوحة، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار هذه الشراكة، متطرقا إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية قائلا إن شركات القطاع الخاص في فلسطين دأبت على القيام بالمسؤولية الاجتماعية انطلاقا من شعورها الوطني رغم عدم وجود أي شيء يلزمها بذلك.

 

ودعا مؤسسات المجتمع المخلي الاستمرار في مطالبة القطاع الخاص في القيام بمسؤوليات المجتمعية، مؤكدا ضرورة أن يتم ذلك وفق ضوابط ومقاييس أكثر مهنية تحددها جهة ثالثة.

 

د. اشتية: مشاركة واسعة في المؤتمر

وتطرق د.عماد اشتية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى الجهود التي بذلت من أجل انيرى المؤتمر النور، مؤكدا أن توجيهات الأستاذ الدكتور يونس عمرو كان لها أهمية كبرى في إتمام العمل،مقدما شكره لمجموعة الاتصالات الفلسطينية لقيامها بتمويل المؤتمر.

 

وبين أن معظم الجامعات الفلسطينية مشاركة في المؤتمر من خلال تقديم أوراق بحثية في مجال الخدمة الاجتماعية، منوها إلى أن اللجنة التحضيرية راعت أن يكون المشاركون يمثلون مختلف أنواع المؤسسات المجتمعية من وزارات رسمية ومؤسسات أهلية وأكاديمية ناشطة في مجال الخدمة الاجتماعية.

 

ورحب بباحثين من جامعة حلوان المصرية في فعاليات المؤتمر بالإضافة إلى باحثين آخرين من جامعات فرنسية عبر نظام الفيديو كونفرس، معربا عن أمله أن يساهم المؤتمر في تعزيز الخدمة الاجتماعية في فلسطين عن طريق وضع الاستراتيجيات

 

جلسات المؤتمر:

وقد تضمن المؤتمر أربع جلسات جاءت الجلسة الأولى بعنوان: " الخدمة الاجتماعية ومتطلبات الجودة" وترأس الجلسة د. نورما حزبون مصرية / رئيسة دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم.

 

وشارك في الجلسة الأولى خمسة باحثين حيث أشار أ.د. ماهر أبو المعاطي عميد كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان في ورقته إلى " متطلبات جودة الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي (فلسطين نموذجاً)، حيث أشار الى ضرورة الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي من حيث حسن اختيارهم وخاصة في المجتمع الفلسطيني الذي يشهد احداثاً ساخنة وأوضاعاً غير مستقرة كما يتطلب الإعداد المتواصل.

 

وجاءت في ورقة أ.د.نظيمة سرحان وكيل كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات العليات والبحوث / جامعة حلوان عن " اتجاهات الأخصائيين الاجتماعيين العاملين في مؤسسات رعاية المعاقين"، سيّما أن قضية الاهتمام بهم أصبحت عالية الصبغة مما يتطلب دراسة اتجاهات الأخصائيين الاجتماعيين نحو هذه الفئة المهمشة.

 

وأشارت أ.نبيلة الدقاق المحاضرة في جامعة بيت لحم في ورقتها إلى " نوعية الرعاية الاجتماعية وتوسع الحوار في الخدمة الاجتماعية" مشيرة إلى أن مسألة النوعية في هذا المجال ليست قابلة للمحاولة والخطأ أو الاختيار بل هي ممارسة واعية ذات بعد شمولي.

 

وجاء في ورقة أ. شادية مخلوف مديرة دائرة الجودة في جامعة القدس المفتوحة إلى " تقويم أداء مؤسسات الخدمة الاجتماعية في محافظة رام الله في ضوء متطلبات الجودة الشاملة" التي أشارت إلى أن درجة تقويم إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات الخدمة الاجتماعية كانت متوسطة مما يتطلب مزيد من الجهود لتطويرها وتحديثها كمنطلق نحو تطوير الخدمات المقدمة منها .

 

وأشار أ. قصي ابراهيم أخصائي اجتماعي في وكالة الغوث الدولية في ورقته " مقاييس الجودة في أداء الأخصائيين الاجتماعيين" ،داعيا إلى نشر ثقافة الجودة في ممارسات الأخصائيين الاجتماعيين وتطوير قدراتهم بما يتطلبه ذلك من تدريب وابتكار أساليب حديثة يتطلبها الواقع المهني الحديث.

 

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان" الأخصائي الاجتماعي كقائد لعملية التدخل المهني وترأسها د. صلاح وتد / رئيس قسم الدراسات العليا للخدمة الاجتماعية في جامعة القدس. حيث أشار الباحثان د. صالح مراعبة ود. حسني عوض في ورقتهما التي اشارا فيها إلى " مستوى رضا مؤسسات الرعاية الاجتماعية في محافظة طولكرم عن الأداء الوظيفي لخريجي تخصص الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة.

 

كما قدم د. ورقة بحث بعنوان " علم النفس المجتمعي في السياق الفلسطيني:الضرورة والتحديات. والضرورة الملحة التي ركز فيها على الحاجة الملحة والضرورية لبلورة نموذج في علم النفس المجتمعي يلبي وينسجم مع العملية التحررية الجماعية.

 

كما أشار د. عماد اشتية مدير برنامج التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة " دور التدريب الميداني في تنمية الشخصية المهنية والاجتماعية للدارسين في تخصص الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة".

 

كما تحدث د. ابراهيم المصري المرشد النفسي في وزارة التربية والتعليم في ورقته " الأخصائي النفسي بين المهارة والتطبيق " .

 

وجاء في ورقة بحث أ. عاطف العسولي المشرف الاكاديمي في جامعة القدس المفتوحة / منطقة غزة التعليمية عن أخلاقيات الخدمة الاجتماعية في فلسطين ومدى تطبيقها في بعض مؤسسات الخدمة الاجتماعية " بالتطبيق على مدينة غزة".

 

وفي الجلسة الثالثة والتي بعنوان" قضايا بحثية مهنية في المجتمع الفلسطيني والتي ترأسها د. محمد شاهين / مدير عام شؤون الطلبة / جامعة القدس المفتوحة، حيث أشار أ. بسام حسن سعيد / كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس بعنوان " ملامح التغير الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني – الأسرة الفلسطينية كنموذج للتغير رؤية بنائية تحليلية تاريخية.

 

كما وقدم الباحثان أ. خالد ابو الهيجا وأ. رحاب السعدي من جامعة القدس المفتوحة / منطقة جنين التعليمية في بحثهما بعنوان: مستوى الاحتراق النفسي لدى الأخصائيين الاجتماعيين في مديريات الشؤون الاجتماعية في الضفة الغربية.

 

أما الباحثان د. حسني عوض / طولكرم التعليمية، ود. رائد نمر / قلقيلية التعليمية الباحثان في جامعة القدس المفتوحة في بحثهما بعنوان: واقع تطبيق مهنة الخدمة الاجتماعية في الميدان الطبي ومعيقاتها من وجهة نظر العاملين في المؤسسات الطبية في محافظتي قلقليلة وطولكرم.

 

أما أ. ناصر مطر / مدير الارشاد في وكالة الغوث الدولية والذي قدم ورقة بحث بعنوان: تجربة برنامج التوجيه والارشاد في دائرة التربية والتعليم في وكالة الغوث الدولية وطموحاتها. كما أشار د. أحمد ابو زنيد من جامعة القدس المفتوحة / منطقة دورا التعليمية في بحثهة بعنوان: العلاقة بين القلق ومشاهدة القنوات الفضائية لدى طلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في جنوب الخليل.

 

وفي الجلسة الرابعة والتي بعنوان: واقع الممارسة في بعض مجالات الخدمة الاجتماعية والتي أدارها د. راتب ابو رحمة / منطقة اريحا التعليمية / جامعة القدس المفتوحة ، حيث قدم د. فيصل الزعنون من جامعة النجاح الوطنية بحث بعنوان: أوضاع المسنين ومستقبلهم في فلسطين في ظل التغيرات الاجتماعية ودور الخدمة الاجتماعية، أما د. محمد الطيطي من جامعة القدس المفتوحة / منطقة رام الله والبيرة التعليمية ود. معين عبد الرحمن جبر من كلية العلوم التربوية بحثهما بعنوان: مدى رعاية مؤسسات المجتمع المحلي للمسنين في مخيمات جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر القائمين عليها.

 

اما الباحثان أ.عميد بدر أ. اياد ابو بكر / جامعة القدس المفتوحة فكان بحثهما بعنوان " درجة ممارسة المهارات المهنية للاخصائيين الاجتماعيين في مؤسسات رعاية الايتام في الضفة الغربية من وجهة نظرهم.

 

كما قدم كل من Prof. Adnre Moisan ( اندريه موازون) من جامعة Cnam / فرنسا بحثه بعنوان: Solink Project وهو المساهمة في بناء ( فضاء للتدريب المهني العالي للناشطين في مجال التنمية الاجتماعية في منطقة الاورومتوسطية. أما مدخلة DR. Balndine Destremau ( بلوندين ديسيرمو) من جامعة Cnam / فرنسا بحثها بعنوان : Globalisation of Social Intervention ( سياق العولمة في التدخل الاجتماعي والتي تهدف الى تحسين الحالة الاجتماعية بمختلف الفئات المستهدفة .