خبر الامور التي يعرفها بيغن .. شالوم يروشالمي

الساعة 11:27 ص|07 ديسمبر 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

هل الارض في الليكود مشتعلة؟ اليس الناس مستعدين لمعايشة هذا التجميد؟ هل سينشب في الحزب بعد قليل انتفاضة تذكر بالانتفاضة على شارون التي انتهت الى الشقاق؟ يؤسفني هذا لكنني لا اشارك في هذا الفيلم. رفع بني بيغن وموشيه يعلون ايديهما مؤيدين التجميد، ومنذ هذه اللحظة لا توجد شرعية لاي معارضة في الليكود. ان بيغن يمنح نتنياهو الحل العقائدي. ويزيد يعلون الحل الامني. لو كان هذان الاثنان معارضين للاجراء لاختلفت القصة كلها في اليمين وفي الليكود. كلاهما يؤيد اليوم التجميد لانه يعلم ان الحديث عن اجراء فارغ وهما يفعلان ذلك ايضا بتحفظ كبير.

نحن نعرف الفيلم الحقيقي لا المزيف. في كانون الثاني 1997 وقع رئيس الحكومة نتنياهو على اتفاق الخليل. صوت بني بيغن معارضا وهاجمه نتنياهو بشدة. استقال بيغن آنذاك من الحكومة وبعد ذلك ترك الليكود ايضا، الحركة التي أسسها أبوه. كان ذلك آنذاك العلامة الاولى على حل حكومة نتنياهو. أصبح اليوم بيغن مختلفا. انه يعتقد ان امريكا تقدمنا للفلسطينيين على طبق بلاستيك لمكدونالز، لكنه يؤمن بأن التجميد أمر مؤقت لا معنى له في الامد البعيد. لانه لا يمكنه اصلا التوصل الى اي حل سياسي مع الفلسطينيين، بعد قرارات مؤتمر فتح في بيت لحم في آب الاخير. ويعلون يفكر مثله ايضا، مثله بالضبط.

ليست هذه أيام شارون والانفصال. فليس الحديث هذه  المرة عن اخلاء مستوطنات ولا عن حل مستوطنات لا يؤمن بها نتنياهو اصلا، بل عن حيلة ترمي الى ازالة الضغط المستعمل على اسرائيل في العالم. حضر نتنياهو يوم الثلاثاء مؤتمرا نظمته صحيفة "كلكيست" ووعد هناك بأن البناء في المناطق سيجدد بكامل القوة بعد تسعة اشهر ونصف. فالتجميد اذن هو ادارة فقط لازالة الالغام مرة من اليمين ومرة من اليسار. في الغد من المؤتمر التقى رئيس الحكومة في الكنيست رؤساء بلديات ونشطاء ليكود. تمدح هذه المرة بالصفقة الممتازة التي احرزها مع الامريكيين. "في تشرين الاول القادم ستبني هناك ثلاثة اضعاف"، صاح اوري بيرج وهو نشيط بارز من الليكود من بيتح تكفا، بنتنياهو. ابتسم نتنياهو.

يقول نتنياهو ان مكانة المستوطنات ستحدد فقط بالتسوية الدائمة لا قبل ذلك بيوم واحد. وهو مقتنع وربما يؤمل ايضا ألا نصل هذا اليوم على اثر الرفض التقليدي لابي مازن الدخول في التفاوض. يعلم نتنياهو جيدا انه لا يوجد اي امكان لاجلاء مئات الاف المستوطنين الذين اقاموا في بيوتهم الجيل الثاني والثالث. لا يوجد سيناريو تستطيع فيه اسرائيل ازالة كريات اربع او بيت ايل او عوفرا. لا يوجد رئيس حكومة يستطيع تنفيذ اجراء ضخم كهذا ولا يوجد جيش مؤهل اليوم لاجراء تاريخي على هذا القدر من العظم. يجب فقط ان نرى ما يحدث للمراقبين الذين يصلون المستوطنات ومعهم اوامر بوقف البناء هي نوع من المزاح ايضا. ويجب فقط ان نتذكر ان اسرائيل لم تخل الى اليوم بؤرة استيطانية جدية غير قانونية واحدة.

بعد ثلاثة اسابيع، في الـ 29 من هذا الشهر، سيجتمع مركز الليكود في "غانيه هتعروخا" ويبدو انه سيثير هناك موضوع التجميد للنقاش. ستحدث في جلسة المركز ضجة هائلة. ان مركز الليكود يميني كما لم يكن قط، بعد ان انتقل اكثر النشطاء المعتدلين الى كديما. سيوجد هناك صراخ وصياح وسترفع لافتات ومنشورات وسيطلب الاعضاء اقامة تصويت. ومع ذلك كله سيجوز رئيس الحكومة في نهاية هذا الامر بسلام. ما زال لم يقلب المائدة ولن يقلبها ايضا. ويعلمون في الليكود ان ليس من الحسن لهم قلبها. فتسيبي لفني لن تأتيهم بصفقة افضل.