خبر اشتياق لأولمرت .. هآرتس

الساعة 11:26 ص|07 ديسمبر 2009

بقلم:  عكيفا الدار

من كان يخطر في باله ان ابن بن تسيون نتنياهو سيخرج من فمه كلمات "دولتان للشعبين"؟ ومن كان يؤمن بأن بنيامين نتنياهو سيجعل الوزير المستوطن افيغدور ليبرمان يوقع على قرار تجميد المستوطنات؟ منذ ان حل نتنياهو محل ايهود اولمرت، طرأ انخفاض ملحوظ على عدد الحواجز في انحاء الضفة الغربية. يبلغ مراقبو سلام الان عن عدد ادنى من مقدار مناقصات البناء وراء الخط الاخضر من قبل وزارة الاسكان. فلماذا يخطط الاوروبيون الان خاصة "لتقسيم القدس" (لم يعترفوا قط "بتوحيد المدينة")؟ ولماذا فرض الروس فيتو على اقتراح ان تبارك الرباعية حكومة اسرائيل لتجميد المستوطنات؟ ما الذي يريده الأمميون من بيبي؟

يكمن الجواب في الكلام الذي قاله نتنياهو في يوم الخميس الماضي لرؤساء المستوطنين الذين أتوا للاحتجاج على تجميد البناء المؤقت. "هذه الخطوة تبين للجهات المركزية في العالم، ان اسرائيل جدية في قصدها الى احراز السلام، في حين يرفض الفلسطينيون بدء التفاوض، بين رئيس الحكومة للضيوف المحتدين، ولازالة الشك اضاف: "يوجد طرف يريد وطرف لا يريد. بينت هذه الخطوة من هم رافضوا السلام". نحن نريد جدا الخروج من المناطق المحتلة لكن الفلسطينيين يصرون على ان نبقى.

صدق نتنياهو في واقع الامر انه علم سلفا بأن التجميد المحدود للمستوطنات لن يعيد الفلسطينيين الى مائدة التفاوض. كان يستطيع ان يراهن على ان محمود عباس لن يكتفي بأقل مما اعطت "خريطة الطريق" الفلسطينيين قبل اكثر من 6 سنين – التجميد التام وفي ضمنه حاجة الزيادة الطبيعية، وان تحل من الفور جميع البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ آذار 2001. لا يجب ان تكون رئيس أمان لتقدر انه لن يساعد اي زعيم عربي في اجراء يعترف ولو رمزيا بالسيادة الاسرائيلية في شرقي القدس. هذا ما ينقص عباسا عشية الاحتفال بتحرير الاسرى الذي ستقيمه حماس في انحاء الضفة والقطاع احتفاء بالتحرير المرتقب لـ 980 "بطلا".

اعتذر نتنياهو للمستوطنين معتلا بأن القرار اتخذ في المجلس الوزاري المصغر بسبب "الوضع السياسي المعقد". اي ان تجميد المستوطنات يرمي ان ينفض عن كاهله الرئيس باراك اوباما. وزيادة على ذلك سيقلص ايهود باراك من ضغوط متمرديه ويحسن قدرة الحكومة على البقاء. امامنا اذن فصل اخر من خطتنا "لا يوجد شريك" (لا يضيع الفلسطينيون فرصة لتضييع الفرصة أقلنا هذا من قبل؟). نجحنا بثمن رائع في ان ندحرج الكرة الى ملعب الخصم. مرحى!

ما الذي ربحته اسرائيل من تجميد البناء في المستوطنات؟ تأبيد النزاع مع الفلسطينيين، وجولة اخرى من الصراع مع المستوطنين وارهاق للرئيس اوباما. لاول مرة تتحطم الرباعية من التأييد الامريكي لاسرائيل، وترفع اوروبا شرقي القدس في قمة ابتهاجها ولا تطلب الولايات المتحدة من الدول العربية ان تكافىء اسرائيل لتجميدها المستوطنات بخطوات تطبيع. ان التجميد (اذا تم) يضر بآلاف المواطنين واكثرهم من الازواج الشابة التي اشترت بأفضل ما تملك من مال شققا في مستوطنات خط التماس يفترض ان تنقل الى سيادة اسرائيلية في اطار تبادل الاراضي. كما كانت الحال دائما سيلقى ثمن التعويض على دافع الضرائب.

أعاد قرار المجلس الوزاري المصغر الى الوعي الخط الاخضر ونحا جانبا اعتراف الرئيس جورج بوش بشرعية التجمعات السكنية اليهودية في الضفة الغربية. وقد غض عباس نفسه عينه عن البناء في "الكتل الاستيطانية" بل خارجها. اقتنع الرئيس الفلسطيني بأنه يجلس ازاءه رئيس حكومة اسرائيلي  معني حقا وصدقا بأن يتوصل معه الى تسوية دائمة عادلة. لو دعا نتنياهو عباسا الى مواصلة التفاوض من المكان الذي وقف فيه قبل سنة لاستطاع المقاولين ان يبنوا اليوم في معاليه ادوميم.

لو ان نتنياهو كان ملتزما حقا حل الدولتين، لانشأ حكومة جديدة على اساس خريطة الطريق ومبادرة سلام اقليمية. ولو كان رئيس الحكومة سياسيا ذا رؤيا، لاستدعى بدل استدعاء بنحاس فلرشتاين من مجلس يشع الى محادثة تصالح، تسيبي لفني من كديما الى حديث ودي. يصعب ان نصدق ان بيبي يثير بعد اقل من سنة اشواقا الى اولمرت.