خبر غـزة: المناطق المفتوحة والمحررات تعوضان غياب المرافق السياحية

الساعة 06:33 ص|07 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

حازت المناطق المفتوحة، خصوصاً أراضي المستوطنات المخلاة "المحررات"، على إعجاب الكثير من المواطنين الذين اتجهوا لقضاء أوقات ممتعة على الرمال الناعمة وتحت أشعة الشمس الدافئة.

وشوهدت مئات من العائلات والمواطنين يتناولون الطعام ويلهون على التلال الرملية الكثيفة وسط فرحة الأطفال الذين أخذوا يلهون بالرمال الصفراء.

ويعاني قطاع غزة ذو الرقعة الضيقة من انعدام المرافق السياحية والمحميات الطبيعية والمتنزهات الكبيرة، بالرغم من كثافة سكانية عالية.

ويعتبر هذا التوجه إلى السياحة الداخلية جديداً على سكان القطاع الذين يلجأون إلى السياحة البحرية في فصل الصيف فقط، غير أن ظروف الحصار وعدم قدرة الغالبية العظمى من سكان القطاع على السفر جعلتهم يبحثون عن بديل يخفف عنهم من حالة الضيق والظروف النفسية الصعبة.

وتتركز السياحة الداخلية في مناطق المستوطنات المخلاة غرب محافظتي خان يونس ودير البلح، حيث تتمتع المنطقة الممتدة على مساحة تقدر بآلاف الدونمات من الأراضي الفارغة بطبيعة خلابة، تستقطب يومياً آلاف الزائرين الذين يتوافدون من جميع مناطق القطاع، خاصة في أيام العطل، لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة.

وبالنسبة لعائلة المواطن إبراهيم تايه المقيمة في محافظة شمال غزة المزدحمة بالسكان، فإنها المرة الأولى التي تقضي يومها بين أشجار "الأكاسيا" الكثيفة داخل مدينة "أصداء" للإنتاج الفني والإعلامي في جنوب القطاع.

وبدت العائلة منسجمة جداً مع طبيعة الأرض المنخفضة والمحاطة بتلال الرمال والأشجار المختلفة.

ويقول تايه إنها المرة الأولى في حياته التي يتجه فيها إلى قضاء وقت في أحضان الطبيعة والخروج من حالة الازدحام المقيت في منطقة جباليا المكتظة بالسكان.

وانشغل أبناء تايه باللعب على الأراجيح وألعاب أخرى وتسلق التلال والأشجار، غير آبهين باللحوم التي انهمك والداهما في شيها على الفحم.

وفضل الأبناء اللعب على الأكل كما يؤكد أحمد أكبرهم سنا، الذي قال إنه يجد الأكل في كل مكان لكنه لا يجد اللعب والانسجام والأراضي الشاسعة في جباليا.

وأشار إلى أنه سيستفيد من كل لحظة في المدينة التي أقيمت على مئات الدونمات من أراضي مستوطنة "غوش قطيف" المخلاة.

وتصل غالبية العائلات إلى المدينة في ساعات الصباح، وتمكث فيها حتى ساعات المساء مستفيدة من تعدد المناظر الطبيعية، ومشاهدة بعض الحيوانات وبرك الأسماك والجلوس على قمم التلال أو داخل غابة صغيرة وما بين الملاهي وألعاب الأطفال.

وتصف الشابة هبة التي أتت بصحبة أهلها من مخيم البريج المنظر والمكان بأنه جميل جدا، مؤكدة أنها لم تكن تعرف بوجود مناطق مفتوحة وفارغة في القطاع.

وفضلت هبة السياحة في تلك المناطق على السياحة البحرية، خاصة أن المناطق المفتوحة تتيح لها المشي لمسافات طويلة وتجنب الازدحام.

ولا يبعد البحر عن تلك المناطق كثيرا، ويمكن لأي شخص مشاهدته من أي مكان وهو ما يزيد من جمال المكان ويضفي عليه طابعا جماليا أخاذاً.

ولم تكترث الشابة هنادي بملابسها وأخذت تدفن أرجلها وجسمها بالرمال الناعمة بعد أن انتهت من تسلق بعض التلال متوسطة الارتفاع.

وتشعر هنادي بالأمان خلال وجودها في الأرض المفتوحة لأنها تبعد عن الحدود وأعين جنود الاحتلال الذين يراقبون شاطئ البحر من الزوارق الحربية.

وقالت إن الوضع هنا أفضل من شاطئ البحر من الناحية الأمنية والصحية كون المنطقة خالية من الأوساخ والملوثات، بعكس البحر الذي يعاني من تلوثه بمياه الصرف الصحي وكذلك قذارة الشاطئ بالنفايات.

ويقدر أحد القائمين على المدينة التي افتتحت قبل عام أمام الزوار عدد الوافدين يوميا بالآلاف، مشيرا إلى أن العدد يزيد بشكل كبير جدا في الأعياد والمناسبات.

ويتوقع المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن تساهم المدينة في تنمية السياحة الداخلية والشتوية، خاصة أن المواطنين يرتادون المدينة والمناطق المفتوحة المجاورة في هذه الأيام التي تشهد برودة نسبية ومنتصف فصل الشتاء.

ودعا إلى دعم السياحة الشتوية وتطويرها بما يضمن خلق مرافق سياحية في تلك المناطق واستمرار عملها في الصيف والشتاء.